دخل عدوان الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء 04.05.2025، على مدينة طولكرم ومخيمها يومه التاسع، وسط استمراره في مداهمة المنازل وتخريبها وطرد سكانها وتدمير البنية التحتية واعتقال الشبان.
وقالت مراسلة "وفا"، إن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت طوال الليلة الماضية، الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، ونشر جنود المشاة في مختلف الأحياء والأزقة، تخللها أعمال تفتيش وتمشيط، في الوقت الذي تواصل فيه الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية وسط المدينة ومخيمها ومحيطه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
وأضافت، أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل مداهمتها لمنازل المواطنين، وتخريب محتوياتها وطرد أصحابها منها بالقوة وتحت تهديد السلاح، بحيث أصبحت منطقة وسط المخيم خالية من سكانه، إلى جانب حارات كاملة، منها: الشهداء السوالمة، الغانم، النادي، العكاشة، المطار، الحدايدة، الربايعة، أبو الفول، والخدمات".
إجلاء الحالات الإنسانية وسط الأوضاع المأساوية في المخيم
وفي السياق ذاته، تواصلت عمليات إخلاء السكان من منازلهم في المخيم، وسط جهود طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تمكنت من إخلاء سيدتين مسنتين من حارة المطار تعانيان من أمراض مزمنة وصعوبة في المشي.
وتتوالى مناشدات من تبقى من المواطنين داخل المخيم، لإنقاذهم خاصة كبار السن والمرضى والأطفال، وتوفير متطلباتهم الأساسية في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه العدوان من حصار مشدد وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت بعد تدمير البنية التحتية من قبل جرافات الجيش الإسرائيلي.
إجبار السكان على النزوح
وصرح محافظ طولكرم عبد الله كميل، أمس على أن قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت ما يزيد عن 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسرا من المخيم، خلال العدوان المستمر عليه، وأن هناك ما يقارب 9 آلاف مواطن تقريبا اجبروا على النزوح من المخيم في هذا العدوان غير المسبوق على المحافظة.
وكانت قد أصيبت أمس الاثنين طفلة (13 عاما)، بشظايا رصاص في الصدر أطلقها قناصة الجيش الإسرائيلي، وتم نقلها للمستشفى.
اعتقالات وتحقيقات ميدانية
الى ذلك، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عددا من الشبان بعد مداهمتها للمنازل في ضواحي المدينة عرف منهم: زين سالم، وإيهاب حدايدة من عزبة الطياح، وأحمد حسام سارة من ضاحية ذنابة. كما اعتقلت الشاب محمد تيسير عمران، عند وصوله بمركبة إسعاف الهلال الأحمر الى طوارئ مستشفى ثابت ثابت الحكومي.
وأفاد شهود عيان لـ"وفا"، بأن الشاب عمران وصل الطوارئ مصابا بوعكة صحية لتقتحم قوات الجيش الإسرائيلي قسم الطوارئ وتمنع الطاقم الطبي من فحصه، حيث استجوبته وهو على السرير الطبي ومن ثم اعتقلته مباشرة، علما أنه كان قد أصيب بشظايا في الرأس حلال قصف سابق لطيران الجيش الإسرائيلي على مخيم طولكرم عام 2023.
كما واحتجزت قوات الجيش الإسرائيلي سيدة كانت برفقة مريضة في مركبة إسعاف جمعية الهلال الأحمر كانت متوجهة لمستشفى ثابت الحكومي، وأخضعتها للتحقيق الميداني قبل أن تفرج عنها.
استهداف الطواقم الطبية
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية احتجزت قوات الجيش الإسرائيلي مسعفا متطوعا في جمعية الهلال الأحمر من داخل مركبة الإسعاف عند نقله لحالة مرضية الى داخل المستشفى، وأخضعته للاستجواب الميداني لساعات قبل الإفراج عنه.
يشار إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تفرض حصارا مشددا على مستشفيي ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والمرضى وتخضعهم للتفتيش والتحقيق الميداني.
الى ذلك، جرفت جرافات الجيش الإسرائيلي الثقيلة شارع ياسر عرفات وهو بداية شارع نابلس الذي يصل وسط المدينة بمدخل المخيم الشمالي، وأحدثت دمارا في البنية التحتية، وبسطات المواطنين الباعة في المكان.
المصدر: وفا