زوجة بسام الشكعة تروي قصة الاعتداء عليه
في الثاني من حزيران/ يونيو عام 1980 تعرض رئيس بلدية نابلس الأسبق بسام الكشعة لمحاولة اغتيال من قَبل مستوطنين، زوجته أم نضال تروي تفاصيل ذاك اليوم.
نزل أبو نضال الساعة الثامنة من البيت وكنت أنا بالمطبخ، وكانت معه ابنتي غدير وعمرها 4 سنوات من أجل إيصالها إلى مدرسة الراهبات، حينها جاءه رجل من باقة الحطب وكذلك صديقه ياسر أصلان بعدما اتصل معه للاطمئنان إثر شائعة من وجود قنابل انفجرت وكأن اليهود هيأوا المناخ العام لذلك، فجاء ياسر إلى البيت من أجل الاطمئنان على بسام، فقال بسام لياسر بعدما ركبوا السيارة، انزل وافتح لي البوابة، والمصادفة كذلك أن غدير كانت تبكي وترفض ركوب السيارة كونها تريد مصروفها عملة معدنية ولا تريدها ورقية، ولم تركب السيارة احتجاجاً على ذلك وكانت على بعد 4 امتار من السيارة.
رجع بسام بالسيارة إلى الخلف، وإذ بانفجار كبير يدوي، نضال كان يدرس توجيهي بغرفته وهيثم أنهى الامتحانات بالإعدادية وهو داخل الغرفة، جاء الأولاد يركضوا باتجاهي، طمأنتهم أن ذلك صوت تفريغ طائرة ، ولكن مع الصراخ، خرجنا نركض وإذ بدخان هائل ولا توجد معالم سيارة، صرخت حينها: راح أبوكم، هيثم وجد والده خارج السيارة وبرك دم على الأرض وهو بدون أرجل، حركته أنا، وإذ به قال كلمات وهو مغمور بالدماء لن أنساها طوال حياتي: " اقوي، أنا فداء شعبك" وغاب عن الوعي والسيارة لا تزال مشتعلة جانبه.
حمل كل من حضر بسام إلى مستشفى رفيديا القريب علينا وهيثم يصرخ: طائرة قصفت سيارة بابا وانفجرت، وأنا حينها أعطوني إبرة مهدئة، بعدما كنت هجمت بحديدة على أحد جنود الاحتلال الذي حضروا إلى المنزل، أخذوني بعدها إلى المستشفى، وإذ بعدد من الناس يصرخون، لا تخافي عايش عايش، هجمت وكأني أريد خنقهم كوني اعتقدت أنهم يريدون تضليلي بعدما شاهدت ما حصل لبسام واعتقدت أنه استشهد، صعدت ووجدته ببداية وعيه بالعناية المكثفة، كنت على الباب مع صحفي من وكالة الـcnn، والآلاف حولنا والأطباء جميعهم أمام الغرفة يمنعون الناس الدخول ولما شاهدوني أدخلوني، وعندما سمع أبو نضال ضجيجاً بالخارج سأل فقالوا له صحافة، فرفض منع دخولهم وهدد بإزالة الأجهزة المربوطة على جسده، فسمح لهم الأطباء بالدخول، قائلاً للأطباء: أن قضية بسام قضية سياسية وقضية وطن لا قضية فرد، وأن استهدافه هو استهداف للوطن بعمومه وللقضية لا لشخصه فقط، وأنه هنا ليفضح الاحتلال أولاً لا ليشفي نفسه.
عندما دخل الصحفيون وأول واحد منهم كان صحفي الـcnn، تفاجىء أنه لم يجد بسام ذلك الإنسان العاجز المريض الذي فقد نصف جسده، قال له الصحفي: مستر شكعة ألا تلاحظ نفسك وأنت هكذا، تبتسم، أجابه: أنا الآن تجذرت بالأرض أكثر وأضاف: إن استطاعوا قطع أقدامي فلن يستطيعوا قطع نضالي، وهذه الكلمة أخذها عصام بدر وعمل منها لوحة، وصادرها الاحتلال.
2019-07-23 || 10:16