يصادف يوم السبت 25.11.2017، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي اعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1999، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة تهدف إلى زيادة الوعي العام حول هذه القضية.
بهذه المناسبة، استطلع دوز آراء المواطنين ببعض الأمثال الشعبية المتعلة بالمرأة، مثل "همّ البنات للممات" و"النسوان مصايد الشيطان" و"المرة (المرأة) لو طلعت على المريخ آخرتها للطبيخ".
وقالت آلاء علي: "الأنثى ليست مثل الذكر، والمثل الشعبي (هم البنات للممات) صحيح، لأن الفتاة هي من يقع على عاتقها موضوع الشرف والأخلاق، وينتظرها الناس على غلطة واحدة".
وأعربت دانية فؤاد عن استيائها من هذه الأمثال الشعبية، قائلة: "لماذا يهكل الزوجان هم البنات؟ بالإضافة إلى أن هذه الأمثال كانت على زمن الأجداد حينها لم تكن المرأة تتعلم أو تعمل بل كانت تحت حكم الزوج أو الأب او الأخ، أما في الوقت الحالي، فالأنثى تدرس وتبحث عن العمل وموظفة وشخصيتها قوية لا يخاف عليها".
وتعليقاً على مثل (النسوان مصايد الشيطان) بينت إحدى مواطنات مدينة نابلس تأييدها له، وقالت: "ما في دخان بلا نار. من قال تلك المقولة قالها لسبب، وبالطبع هناك نساء بهذه الصفات".
وأكدت الطالبة مريم فايز رفضها لمقولة "هم البنات للممات". وأشارت إلى أن المجتمع "هو من خلق هذا الهم والخوف. والفتاة تشعر بهذا الشيء بسبب المجتمع وتتجنب الكثير من الأشياء بسببه أيضاً. والناس الذين صنعوا هذا الخوف للفتاة يجب أن يصنعوه للرجل. لا يوجد شيء مباح للرجل وآخر محرم للمرأة".
"طفلة تحتاج لرعاية"
وتساءلت سماء السعدي عن المثل "المرة لو طلعت على المريخ آخرتها للطبيخ": "وصلنا لعام 2017 وما زال هناك من يفكر بتلك الرجعية؟ هناك الكثير من النساء المتفوقات في مجتمعاتنا العربية عامة والفلسطينية خاصة. لا ننسى دلال المغربي من قامت بعملية الساحل، وغيرها الكثيرات".
أما أمير أبو زيد، فقال إنه يؤيد مثل "هم البنات للمات". وأضاف: "أنا معه ولكن ليس كما هو مفهوم للعامة من المواطنين. أنا مع هذا المثل لأنه يبين مدى خوف الوالدين على الفتاة منذ ولادتها حتى موتها خوفاً عليها من المجتمع الذكوري في الوقت الحالي، من أن تفقد حقوقها أو الاعتداء المعنوي والمادي عليها، لذا أبقى ما دمت حيا أعتبر بنتي ما زالت طفلة تحتاج إلى الرعاية".
نظرة سطحية؟
واعتبر الخبير بالأمثال الشعبية حمزة عقرباوي أن الأمثال "متنوعة وغنية وتحكي عن شتى ما يتصل بحياة الانسان". وتابع لـدوز: "هناك عشرات الأمثال التي تنصف المرأة، وتفضلها وتعطيها مكانة مهمة في المجتمع تفوق مكانة الرجل بدءاً من لحظة ولادتها مثل (نيال من بكّرت ببنت وثنت بولد)، (الزلمة جنّا والمرة بنا)".
وأضاف: "هذه الأمثال قيلت لأن شخصاً رواها للتعبير عن حادث أو موقف ونقلها الناس وأصبحت رائجة، وهذا لا يجعلنا ننظر إلى أن الأمثال ضد المرأة".
وأشار عقرباوي إلى أنه من المهم استحضار الأمثال التي تعطي المرأة مكانتها، مثل "البنات رزقة وأبوهن مرزوق"، "بيت البنات بيت البركات"، "خذ الأصيلة ونام على الحصيرة".
وأكد عقرباوي على أنه يوجد العشرات من الأمثال والحكم والقصص التي أنصفت المرأة وكانت إلى جانبها، وقال: "الإشكالية ليست في الأمثال وإنما في الانتقائية، التي نتعامل معها في هذه الأمثال".
وأوضح عقرباوي أن المثل هو "انعكاس البيئة والحياة على لسان العامة ويعبر عما يعيشونه ويتداولونه، وبالتالي يتطور مع المجتمع. وكون المجتمع اليوم بشكل عام عقيم عن إنتاج أمثال جديدة نشعر بأن بعض الأمثال القديمة لا تعبر عنا. وهذا صحيح لأنها تعبر عن ثقافة وطبيعة حياة الناس وما عايشوه في زمن غير الزمن الحالي".
وختم عقرباوي بقوله: ""هناك أمثال تفضل الرجل وأخرى تعيبه وتنظر له بطريقة تبين عيوبه، بنفس النمط الذي تتعامل فيه الأمثال مع المرأة، مثلاً قولنا: (الرجال مثل شباط ما إلهم رباط) و(يا مأمنة للرجال مثل المأمنة للمية في الغربال)، وبالتالي النظرة السطحية للمثل توحي بأنه مع أو ضد وقطعاً الأمر ليس كذلك".
الكاتبة: مجد حسين
المحررة: سارة أبو الرب