تبلغ جورجيت 22 عاماً، وهي من أصول إيرلندية سورية. وعن أسباب إختيارها دراسة اللغة العربية كتخصص جامعي، تقول جورجيت: " كنت دائما استمع لوالدتي وهي تتحدث على الهاتف مع عائلتها في سوريا، ولم أكن أفهم ما تقول. وعندما بلغت 13 عاماً توجهنا إلى دمشق لزيارة عائلة والدتي حيث واجهت صعوبة كبيرة في التواصل مع أقربائي".
أما الدافع الأساسي لدراسة اللغة العربية فهو سعي جورجيت لأن تصبح رئيسة وزراء بريطانيا. فهي ترى أن الأوضاع السياسية ليست جيدة، فالحكومة البريطانية تخدم مصالحها بمنأى عن احتياجات المواطنين. وتريد جورجيت أن تساهم في تغيير هذا الوضع. وهي تدرك تماماً أهمية اللغة في حياة أي شخصية سياسية، لذلك تنوي تعلم عدة لغات منها الفارسية والعبرية.
تعاون SOAS والنجاح
تستضيف جامعة النجاح الوطنية للسنة الثانية طلاباً من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS لقضاء عام دراسي كامل، وذلك ضمن برنامج خاص بطلبة تخصص اللغة العربية. حيث يختار الطلبة الدراسة في إحدى الدول العربية كالأردن، سوريا، مصر، فلسطين. ولهذا العام كان الاختيار يقتصر على فلسطين والأردن.
وبناءاً على نصائح مدير البرنامج في بريطانيا، قرر 12 طالب وطالبة بمن فيهم جورجيت القدوم إلى جامعة النجاح. وتقول جورجيت: " إن طلاب السنة الماضية كان لهم دورٌ كبيرٌ في اختيارها للنجاح، لما نقلوه من صورة إيجابية بل رائعة عن الجامعة ونابلس وفلسطين بشكلٍ عام".
"التدريس في جامعة النجاح زي المدرسة"
وأكدت جورجيت على وجود فروقات في أسلوب التعليم بين النجاح وSOAS. فأساتذة النجاح يلتزمون بأخذ الحضور والغياب أكثر من غيرهم. وهم بلا شك يشددون على الواجبات. " التدريس في جامعة النجاح زي المدرسة " هذا ما قالته جورجيت. في ذات الوقت أشارت إلى أن الاهتمام الذي يوليه أساتذة النجاح فاق التوقعات. حيث تربط الطلبة بأساتذتهم علاقة وطيدة لا مثيل لها في معهد SOAS.
حاولت جورجيت إيجاد معلومات تخص مدينة نابلس عبر محركات البحث وذلك قبل قدومها لقضاء السنة الدراسية في النجاح، إلا أنها فوجئت بعدم توفر معلومات كافية عن المدينة. فقررت عمل دليل سياحي عن نابلس ونشره على مواقع إلكترونية ليتمكن أي شخص من إيجاد معلومات وإرشادات عن المدينة بكل سهولة.
فجورجيت فتاة نشيطة تحب استكشاف ما حولها. وقد قامت بزيارة العديد من المدن الفلسطينية مثل رام الله، جنين، طولكرم، قلقيلية، أريحا بالإضافة إلى الخليل وبيت لحم. إلا أن نابلس تبقى المفضلة لديها. تقول جورجيت: "أرتاح كثيراً في نابلس، فأنا أعرف كل الأماكن تقريباً وقد تعرفت على العديد من الأصدقاء هنا، وأكثر ما أحبه هو الكنافة والمنظر الرائع من أعلى جبلي جرزيم وعيبال".
وعند سؤالنا لها إن كانت قد تعرضت لأي نوع من المضايقات خاصة من الشبان فأجابت:" إن الشبان في فلسطين وفي نابلس بالأخص يحترمون الفتيات أكثر من بريطانيا. ولربما يرجع هذا إلى ثقافة المجتمع الفلسطيني". فهي تشعر بأمانٍ كبيرٍ في نابلس. ومع ذلك فقد واجهت جورجيت بعض التصرفات الصبيانية فتقول: " المشكلة في الرجال مش بنابلس".
والدة جورجيت في نابلس
زارت والدة جورجيت السيدة نجيبة فلسطين للمرة الأولى، حيث كانت تتمنى زيارتها منذ زمن بعيد. ووجود جورجيت في نابلس شجعها على المجيء، فقد رأت السيدة نجيبة أن نابلس تذكرها بالشام التي لم تستطع زيارتها منذ حوالي عشر سنوات. وذكرت جورجيت أن والدتها تنوي زيارة فلسطين مرة أخرى قبل انتهاء السنة الدراسية.