رحيل الشاعر العراقي سعدي يوسف
الشاعر العراقي سعدي يوسف والذي تميز أسلوبه الشعري بدقة الصورة وشفافية المعنى متجنبا الخطابية والأدلجة، حصيلة إنتاجه الشعري 40 ديوانا، ويعد من أهم المترجمين للعربية وأكثرهم غزارة.
وافت المنية الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، في الساعة الرابعة فجرا، السبت 12 يونيو، بمسكنه بقرية هيرفيلد بضواحي العاصمة البريطانية. سينقل رفاته قريبا ليدفن بمقبرة هايغيت بشمال لندن.
وُلد سعدي يوسف بقرية أبي الخصيب، بالبصرة، العراق عام 1934، أكمل دراسته الثانوية في مدينة البصرة وتخرج من دار المعلمين العالية ببغداد 1954 بليسانس (مرتبة الشرف) في الأدب العربي. عمل في التدريس والصحافة الثقافية في فترات من حياته وقضي جل عمره في الكتابة والترجمة.
أنضم سعدي يوسف للحزب الشيوعي العراقي في شبابه واعتبر نفسه شيوعيا طيلة حياته، وسجن عدة مرات بسبب انتمائه السياسي. في منتصف الخمسينيات سافر لموسكو ليحضر ملتقى للشباب مما جعل رجوعه للعراق خطرا، اضطر حينها للانتقال للكويت حيث عمل بالتدريس. رجع للعراق مع ثورة 1958 وفي عام 1963 سجنه البعثيون عندما استولوا على السلطة. بعد خروجه من السجن في 1964 سافر للجزائر وعمل هناك في التدريس لسبع سنوات في مدينة سيدي بلعباس.
نمطه الشعري
في نهاية الستينيات ظهرت الملامح البارزة لأسلوب سعدي الشعري الذي تميز بدقة الصورة وشفافية المعنى متجنبا الخطابية والأدلجة في موضوعه الشعري. ركز هذا النمط الشعري على خاصية الشاعر وحياته اليومية بعيدا عن الرمزية الحداثية المكثفة والأدب الملتزم، كما تجاوز قواعد الشعر التقليدي مفضلا عنها التفعيلة وقصيدة النثر.
وبهذا الابتكار الشعري والتعامل العميق مع خبرات الحياة المتنوعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي المنفي بات أسلوب سعدي الشعري قطبا أخر في الشعر العربي الحديث بجانب أدونيس ومحمود درويش ونزار قباني، وربما أكثرها تأثيرا على الأجيال الشعرية التي تلت.
رحلته وتنقله
رجع سعدي للعراق في بداية السبعينات وغادرها ثانيا في 1979 عندما وصل صدام الحسين لسدادة الحكم. في العقود التي تلت وجد سعدي نفسه متنقلا بين دمشق وبيروت، ثم قبرص واليمن الجنوبي وتونس بعد خروج منظمة التحرير من لبنان. تلتها بضع سنوات في باريس وعمان. ومع نهاية التسعينات انتقل سعدي للندن وكانت محطته الأخيرة.
أصدر 40 ديوانا شعريا
أصدر سعدي يوسف ما يزيد عن 40 ديوانا شعريا من أهمها "قصائد مرئية" و"الأخضر يوسف ومشاغله" و"قصائد باريس-شجر ايثاكا"، وله ما يزيد عن عشرة أعمال نثرية تتنوع بين القصة والرواية والمقالة واليوميات.
كما يعد سعدي من أهم المترجمين للعربية وأكثرهم غزارة. صدرت له تراجم لعدة شعراء منهم والت ويتمان، غارسيا لوركا، يانيس ريسوس وقنسطنطين كفافي وروايات لنغوغي وايثينغو وولي شوينكا وكينزابورو اوي وجورج اورويل. ترجمت أعمال سعدي الشعرية للانجليزية، والفرنسية والايطالية وغيرها.
جوائز إنتاجه الشعري
نال سعدي جوائز عديدة لإنتاجه الشعري منها جائزة سلطان بن علي العويس، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية، جائزة المتروبولس للأدب العربي من مدينة مونتريال في كندا، وجائزة الأركانة من بيت الشعر بالمغرب. كما عمل عضوا في هيئات العديد من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية منها الثقافة الجديدة وبانيبال للأدب العربي ونادي القلم الدولي.
سعدي يوسف هو زوج الممثلة والناقدة المسرحية العراقية أقبال محمد علي، ووالد لمريم وشيراز وجد لنادية ونادين وماركيتا.
المصدر: Khaled Mattawa
2021-06-13 || 13:11