الطيّون - زهرة الخريف الصفراء
يزهر نبات الطيّون المنتشر في فلسطين في نهاية الصيف وبداية الخريف، وهو نبتة هامة للنحل والحشرات الأخرى لتجمع غذاءها قبل بياتها الشتوي.
الطيون شُجيرة مُعمرة لها زهر أصفر يتفتح في أوائل الخريف، وهو من مُبشرات الخريف العشرة.
ولهذه الشُجيرة رائحة كافورية قوية جداً، ولها مذاق مُر، وتنمو بكثرة في الأودية وعلى جنبات الطرق وفي المناطق الباردة والمناطق الرطبة وفي الظل. ولا تكاد تمر بطريق أو قرية أو مدينة في فلسطين إلا وتطالع في أطرفها وعلى جنباتها صُفرة زهرة الطيون في التشارين.
ويُقال إن اسمها كان في الأصل طيوباً، لطيب رائحتها، ثم سُميت طيوناً لاستخدامها في تطيين البيوت من قبل النساء في أيلول، ذلك أن الطيون يُزهر في أيلول وتشرين أول ويكون أخضراً على عكس غيره من الأزهار، التي تكون قد يبست في هذه الفترة.
وقد روت لي بعض العجائز أنهن كُن يفركن جرار الماء على العين بالطيون لتحسين رائحتها بعد كثرة الاستخدام. وكان بعض الشباب يعمد لاستخدامها في حمام العريس عند عيون الماء، حيث يفرك بها ظهره مع الصابون والماء لتعطي جلده رائحة عطرية يوم عُرسه.
وللطيون عدة أسماء منها الراسن والدبق، والدبق إنما سُمِيَ بذلك بسبب المادة اللزجة التي تكون على أوراقها وأغصانها. وزهرة الطيون صفراء كبيرة.. ويقصدها النحل لندرة الزهر في هذا الوقت من السنة، حيث ينتج منها عسلاً أسود شهيّ المذاق.
والطيون حاضر في الأزجال والأغاني الشعبية ومن ذلك قولهم في الزفات:
يا محلا افراح قريتنا والزقفة صف.. والصبايا بتغني وبترقص ع الدف
بنبع بلادي يا محلا صوت الحسون.. وريح بلادي يداعب شجر الطيون
***
غَنِّي يا طيون رَوّح لِمْدَلّل .. طالع من الحمام والشعر مْبَلّل
والطيون مُنفر للحشرات وطارد لها رُبما بسبب رائتحه والدبق الذي على أوراقه، حيث تنفر الحشرات منه وتخشى الالتصاق به.
وله جملة كبيرة من المنافع الطبية أوردها أبو القاسم الغساني في كتابه "حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار"، وكذا الأنطاقي في "كتاب التذكرة"، حيث عددوا جملة لا حصر لها من الفوائد الطبية والمنافع الصحية للورق والأغصان والجذور.
الكاتب: حمزة أسامة العقرباوي
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2019-10-04 || 17:47