مرام قدومي.. أول مهندسة ميكانيك في مجال عملها
بعد دراسة هندسة الميكاترونكس لثلاث سنوات في جامعة النجاح، قررت مرام قدومي اختيار تخصص آخر أهلها للحصول على وظيفة فور تخرجها، لتصبح أول مهندسة ميكانيك في مكان عملها.
منذ الطفولة، أثارت الأصوات والروائح المنبعثة من السيارات فضول مرام قدومي، وكانت تستمتع بفك الألعاب وإعادة تركيبها، إلى أن أوصلها ذلك إلى عالم الميكانيك. وعن هذا قالت: "كنت أسأل كثيراً، وغالباً لم أرض بالإجابات المختصرة من أفراد عائلتي، فكنت ألح بالسؤال وترد أمي: (هو أنا اللي صنعتها؟)".
تمنت العائلة أن تلتحق مرام بكلية الهندسة بعد تفوقها في الثانوية العامة، فاختارت هندسة الميكانيك، إلا أنها واجهت معارضة من العائلة، التي ترى أنها دراسة خاصة بالذكور. وبعد أن اقترح أحد أساتذة مرام دراسة هندسة الميكاترونكس، كونها تجمع بين الميكانيك والكهرباء، قررت مرام دراسة هذا التخصص لأنه يخدم عدة مجالات.
وعلى الرغم من تفوقها في تخصص الميكاترونكس، استمرت مرام في حضور مشاريع تخرج طلاب هندسة الميكانيك، رغبة منها في تغيير التخصص. وذكرت مرام: "في السنة الثالثة قررت أن أحول التخصص، بتشجيع من رئيس قسم هندسة الميكانيك إياد عساف، والذي ساعدني في إجراءات التحويل والمواد المحتسبة".
فرصة عمل وتميز
وكانت مرام الطالبة الوحيدة في التخصص بين زملائها، لكن ذلك لم يمنعها من المشاركة وطرح الأسئلة في المحاضرات، كما لاقت دعماً كبيراً من المحاضرين في الجامعة، على حد تعبيرها. وانتسبت قدومي لجمعية الميكانيك والميكاترونكس وترشحت لانتخابات الدفعة وتسلمت بعض المهام، مثل تنظيم المعارض والندوات واستقبال الشركات لتعريف الطلبة بها، إضافة إلى زيارة الأطفال المصابين بالسرطان، الأمر الذي ساعدها في تكوين صداقات ومعارف.
وفي مساق التدريب العملي، توجهت قدومي للشركة المتحدة للسيارات، وبطلبٍ منها، تدربت على عدة مهارات. وبينت "أن الصعوبة تكمن في نظرة المجتمع، أما أنا، فلم يكن لدي مشكلة بالعمل أسفل المركبات كما في ورشات الميكانيك". كما تدربت قدومي في شركة البناء للتبريد والتكييف، بداية في التعرف على المواصفات، ثم تسلمت التمديدات الكهربائية والصرف الصحي.
وفي المحطة الثالثة، تدربت قدومي في الشركة العصرية للمصاعد، التي عملت بها لاحقاً، وتابعت "تعينت كمسؤولة لقسم الصيانة، وذلك بمتابعة عقود المصاعد وتحديد أسباب الأعطال، ومهارات أخرى لم أكن أعرفها عن المصاعد سابقاً، الآن عندي مخزون من المعلومات التي يحتاجها مهندس الميكانيك".
وأكدت قدومي أن سوق العمل يتطلب وجود إناث وذكور في تخصص الميكانيك، وذكرت "أن بعض المهام التي يقوم بها مهندس الميكانيك، لا تتمكن الإناث من القيام بها، مثل رفع أجسام ثقيلة". أما الذي يميز النساء في المجال، القدرة على التواصل وبناء جسور الثقة بين المجتمع والمؤسسة.
ويشار إلى أن مرام قدومي تخرجت عام 2018 من جامعة النجاح، لتكون مهندسة الميكانيك الوحيدة في الشركة التي تعمل بها.
كتابة: أسيل حمود ولينا فريتخ
تحرير: جلاء أبو عرب
2019-03-22 || 22:49