عرف الإنفوجرافيك بفن تحويل كم من البيانات والمعلومات إلى صور ورسوم يسهل فهمها بوضوح، بما يحقق اختصار المعلومات وتبسيط عرض الأرقام المعقدة، بالإضافة لتقديم المعلومات للجمهور بقالب متناسق مع المحتوى والتصميم.
ورغم أن الإنفوجرافيك بات -منذ سنوات- محط اهتمام في الأوساط الإعلامية بتعدد تصنيفاتها وعند مختلف المؤسسات المعنية بعرض بياناتها، إلا أن البعض يرجع تاريخ هذا الفن للعام 7500 قبل الميلاد عندما كان الإنسان ينقش الصور والرموز على جدران الكهوف لحفظ التاريخ للأجيال، قبل انتشار اللغة المكتوبة.
وتمر عملية إعداد الإنفوجرافيك بعدة خطوات، تبدأ باختيار الفكرة، ثم البحث عن المعلومات وتنقيحها، ثالثا: كتابة المحتوى، أما المرحلة الرابعة فتتمثل بالتصميم وأخيرا الإخراج والنشر.
وللحديث بشكل مفصل حول كيفية كتابة وتصميم إنفوجرافيك احترافي، حاورت شبكة الصحفيين الدوليين المخرج الفني ومنتج أول في قناة الجزيرة مكرم كلاش. وجاءت بالمعلومات التالية:
أكد كلاش في بداية حديثه، أنه ليس بالإمكان تحويل جميع البيانات أيًّا كانت لإنفوجرافيك، "فمن الأخطاء التي تقع فيها عديد المؤسسات الإعلامية وصناع المحتوى استخدام الانفوجرافيك في غير محله، فعادة ما يتم اللجوء له عندما نكون أمام عدد كبير من المعلومات والبيانات والأرقام التي تحتاج تبسيط".
واستعرض كلاش أبرز 5 معايير وقواعد يجب اتباعها عند كتابة محتوى الإنفوجرافيك:عدم الوقوع في السرد الخبري: الإنفوجرافيك ليس مقالا صحفيا، لهذا يفضل عدم استخدام مصطلحات خبرية من قبيل "أعلن هذا الطرف" و"وصف الطرف الآخر" أو "إحصاء عدد القتلى والجرحى".
اسأل مرتين وأجب مرة: كثيرون يعتقدون أن نص الإنفوجرافيك هو تقديم لأجوبة عن مسائل غير مفهومة وهذا خطأ، فأحيانا قد تحتاج أن تستخدم أسلوب السؤال ضمن النص حتى تضمن أن المشاهد يفكر أثناء مشاهدة عملك وفي ذات الوقت لا داعي للإجابة على كل الأسئلة.
استفزاز المشاهد: نعم! استفزاز المشاهد قد يجعل من عملك ناجحًا يمكنك الانطلاق من "مفارقات" في النص أو "مقارنات" أو "إسقاط لوضع سياسي في بلد ما على بلد أخرى".
لا تجعل نفسك محاضرًا في ندوة: لا تقدم معلومات مكثفة بصيغة الأمر، حاول النزول والاقتراب من المسكوت عنه والمواضيع التي لا يتناولها الجميع.
المصادر: لا تعتمد مصدرا واحدا عند البحث وابحث في جميع وجهات النظر واعرضها جميعا إذا لزم الأمر.
وفي سياق المعايير والقواعد، تحدث كلاش عن أهم الأساليب التي ينصح بالالتزام بها عند تصميم الانفوجرافيك، قائلا: "لابد من إيجاد حالة تناغم وتكامل بين النص والصورة داخل العمل، مع ضرورة المحافظة على بساطة التصميم وتجنب الجمل والنصوص الطويلة، بجانب عدم الإفراط في استخدام العناصر والرموز بالإضافة إلى توثيق مصادر المعلومات".
ولكل منصة رقمية خصائص خاصة بها من حيث تقنية العرض، لذلك ينصح دائما بإعداد الانفوجرافيك بأبعاد وأحجام تتماشى مع كل منصة، مثلا "انستغرام" تكون أبعاد التصميم مربعة ويمكن اعتماد التصاميم الطويلة بالنسبة لـ "فيسبوك"، الحديث لكلاش.
التفكير البصريومن المتوقع أن يقع مصممو الانفوجرافيك بأخطاء منها: الاعتماد على النص بالدرجة الأولى في الإنفوجرافيك بدلًا من الصورة ولكن كيف يمكن تجنب ذلك؟
على ذلك يعلق بالقول: "الإنفوجرافيك مادة بصرية بالأساس أي أن المعلومات النصية من المفترض أن يتم التعبير عنها بصريا بدل وضع النص كما هو وإضافة أيقونة تعبر عن المحتوى المكتوب بشكل عام أي يجب أن نفكر بصريا عن تصميم الإنفوجرافيك".
ومن الأخطاء أيضا اعتماد الكثير من المصممين أسلوب الفصل بين عناصر التصميم بدلًا من الربط بينهم، وعلى ضوء ذلك ينصح كلاش بالربط بين المعلومات من خلال إضافة تسلسل بصري من خلال الأسهم التوضيحية أو الأرقام حتى يسهل تنقل عين المشاهد بين المعلومات.
ولكل شيء في الإنفوجرافيك "قيمة" تتعدد ما بين الألوان، نوع الخط، والحجم، الصور. وهذا ما نشرحه في الفقرة التالية:
الألوان: أهم عنصر في الإنفوجرافيك لأنها أول ما يراه المشاهد حتى قبل المحتوى، لذلك ينصح باستخدام قواعد اختيار الألوان والتفكير في الألوان قبل البداية في انجاز الانفوجرافيك.
نوع الخط: كثيرًا ما يُهمل بعض المصممين الخط، إذ يجب التركيز على الخط المناسب للموضوع واعتماد التباين في الخط لتوضيح العناوين عن الهوامش ومساعدة المشاهد على التنقل بصريا بسلاسة بين عناصر العمل.
أبعاد العمل: هذا العنصر يؤثر على وصول المخرج النهائي للجمهور في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقلل خوارزميات بعض المنصات من وصول بعض المنشورات إذا لم تكن أبعادها مناسبة للمنصة.
الصور: لا ينصح باستخدام الكثير من الصور الفتوغرافية في الإنفوجرافيك، إلا عند الضرورة القصوى، السبب يعود في ذلك كون أن الإنفوجرافيك قائم بالأساس على الرسومات والأيقونات والرسوم البيانية لا الصور.
ويلخص كلاش 5 نصائح للمصممين عند العمل على تصميم إنفوجرافيك وهي:
البساطة في التصميم وعدم المبالغة في إضافة الصور والأيقونات
حذف المعلومات النصية التي يمكن التعبير عنها بصريا
ربط العناصر ببعضها البعض
عدم الإكثار من استخدام الألوان، يكفي 3-4 ألوان
اعتماد أبعاد مناسبة لمختلفة منصات التواصل الاجتماعي
وفي ختام حديث كلاش لشبكة الصحفيين الدوليين، تساءلنا أيهم أهم: مرحلة كتابة المحتوى أم مرحلة التصميم ولماذا؟
يُجيب بالقول: "هذا سؤال جدلي، يتردد كثيرًا في غرف الأخبار وأروقة المؤسسات الإعلامية، أعتقد أن مرحلة كتابة النص مهمة للغاية، لكن المحتوى لوحده لن ينجح في إيصال الفكرة إذا لم يسنده التصميم بتقنيات قادرة على إيصال المعنى بالشكل المطلوب خاصة ونحن أمام عمل قائم على الإبهار البصري بالدرجة الأولى".
خلاصة الجواب: "المرحلتان تكملان بعضهما البعض، والتكامل بين المصمم والصحفي هو السبيل الوحيد لنجاح التصميم"، وفق كلاش.
الصورة الرئيسية للمنتج الأول في قناة الجزيرة مكرم كلاش
المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين ijnet