مصطفى الهموز وموهبة محفوفة بالمخاطر والغرابة
المغامرة والخطر هما ما يميز هواية الشاب مصطفى الهموز من نابلس. يجد لذة في تعلم الجديد ولديه الإصرار على تكرار حركة ما مئات المرات حتى يتقنها تماما. شغفه بالسيرك جعله صاحب موهبة فريدة في نابلس وفلسطين.
مصطفى الهموز لاعب كرة قدم سابق في نادي نابلس وطالب في السنة الثالثة في كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح. يجمع بين موهبتين فريدتين هما اللعب بالنار والدراجة الهوائية أحادية العجلة "unicycle".
"في 2011 التحقت بسيرك يعلم المبادئ الأساسية في السيرك، أعجبتني فكرة الدراجة الهوائية أحادية العجلة وعملت على تطوير مهارتي فيها شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت هواية بعيداً عن السيرك"، يقول الهموز. وأضاف أنه بدأ بتعلم هذه الهواية واحترافها من خلال موقع اليوتيوب وعدد من الأجانب الذين يعملون في نفس المجال.
أحب هموز موهبته دون أن يكون الدافع هو الهرة أو المال: "دخلت هذا المجال وعندما وجدت أن هذه الهواية تحفزني على التدرب حباً بها، أصبحت أسلوب حياة". أما هواية اللعب بالنار، فبدأ بممارستها عندما شاهد أشخاصاً محترفين يخرجون النار من أفواههم، لكنه وجدها أمرا صعبا، ولهذا أحبها ورغب بتعملها، معتبرا أن صعوبة الشيئ تعتبر عامل جذب له.
مصطفى، الذي يجمع بين موهبتين منفصلتين في طريقة الأداء والتدريب، لم يفضل إحداهما على الأخرى. ويؤكد قائلا: "كل واحدة منهما لها مزاجها الخاص. حبي للعبتين بجعلني إذا عملت اشي جديد بالنار من الفرحة أروح أتدرب على شي جديد بـ"اليوني سايكل" عشان أوازن بين الثنتين". ويضيف: "شعور البني آدم و هو بعمل شيء بحبه صعب ينشرح، وهاد الشعور بكون بالشغلتين".
[caption id="attachment_23724" align="alignnone" width="960"]
عروض كثيرة في المدارس والجمعيات وحفلات التخرج قام بها الهموز[/caption]
رائحة الكاز في البيت
وعن التشجيع الذي تلقاه مصطفى من عائلته، أكد أنه حصل على تشجيع بالنسبة للعجلة الأحادية، أما وبعد الإفصاح عن رغبته في الغوص بتدريبات أكثر خطورة واللعب بالنار، فقد بدأت عائلته تشعر بالقلق وبعض الخوف، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الإحساس عندما شعروا بشغف ابنهم لهواياته ورغبة الكثير من المؤسسات والجمعيات بإقامة عروض له.
حاول مصطفى تجنب خوف عائلته من تعلم حركات جديدة أكثر خطورة، فكان دائماً يتعلم هذه الحركات خفية ودون علم عائلته عند خروجهم من البيت، ويقول: "بعد سبعة أو ثمانية أشهر من التدريب بالسر فرجيت أهلي الحركات الجديدة بما إنهم صاروا يشتموا ريحة الكاز في البيت".
رغم استمتاعه بالتدريب، إلا أن مخاطر ومشاكل كثيرة واجهته في بداياته، وعن أكثر الصعوبات التي واجهها يقول الهموز: "أن تتدرب بدون مدرب شيء بخليك توصل لمرحلة ما تقدر تعرف شو وليش وكيف تطور حالك، لإنه فش حدا يحكيلك الصح من الغلط، بس كان هاد السبب الرئيسي إني كملت وشديت ع حالي بزيادة".
[caption id="attachment_23725" align="alignnone" width="960"]
مواقف خطيرة كثيرة واجهته من بينها ابتلاع الكاز ودخوله الى المعدة[/caption]
واجه الهموز مشكلة الحصول على الأدوات الخاصة باللعب بالنار، لأنها غير متوفرة في فلسطين، وإحضارها من الخارج يحتاج إلى جهد وتكلفة ووقت ليس بالقليل، فحاول صنعها بنفسه. وقد واجه صعوبة في معرفة المواد المناسبة، فحاول تجربة أكثر من شيء وكان هذا مكلفاً: "العصايتين اللي أطرافهم نار لازم نلفهم بفتايل عشان يولعوا ولازم يكونوا فتايل خصوصي بهاد الشيء". ويقول ضاحكاً "بس بالنهاية مشيت حالي بفتايل صوبة الغاز، جربت كل شيء بس ما زبط غيرهم".
مصطفى وفي هذه الجزئية أصر على تقديم الشكر والامتنان لمن كان الشخص الأول والأخير في مساعدته بتوفير الأدوات وصنعها قائلاً "لازم أجيب سيرة هالشخص لإني ازا ما حكيت إنه إلو فضل كبير بكون ناكر للجميل، هاد الشخص هو أبوي. الشخص اللي شو ما حكيتله شو بدي أعمل بلاقيه بشتغلي عليه وبفكرلي فيه وبعملي إياه وهو اللي ساعدني بالأدوات الخاصة بالنار".
لا يتوقف حلم مصطفى هنا، فهو يسعى لأن يصبح لاعب سيرك محترفاً. وتوجه لكل من يملك موهبة وقال: "ما في شيء اسمه عندك موهبة، الموهبة بتطلع بالتدريب، وأي حدا حابب يعمل شيء يحاول حتى لو كانت فكرتة مجنونة، واللي بعمله أنا ممكن أي حدا يعمله وأحسن مني".
الكاتبة: آية عشيبي
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2015-03-01 || 09:42