بيان صادر عن اتحاد طلاب الطب في نابلس، ننشره كما هو:
"مع غروب شمس اليوم، وعلى مرتفعات سبسطية التراثية، وفي أجواء جميلة وراقية جدا، تليق بطلبة الطب، أنهى اتحاد طلاب الطب في نابلس عصر اليوم فعالياته الضخمة - الذي تطلبت عمل أكثر من 60 يوماً بعنوان "مخيم لجنة التعليم الطبي".
لقد أصر فريق اتحاد طلاب الطب في نابلس على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه في هذه الفعالية؛ فرفع المعيار لما هو مقبول، واعتنى بأدق التفاصيل، واهتم بان يكون المخيم أكثر من نشاط اجتماعي ترفيهي؛ ليصبح المخيم حدث بأبعاد تراثية وطنية، بيئية، ومثال للجميع في كيفية خدمة الطالب، والمجتمع، والمحيط.
لقد حمل المخيم ثلاث رسائل جوهرية، ذات طابع فلسطيني، متحضر، أصر فريق الاتحاد على احيائها في المخيم؛ وهي الهوية التراثية، والقيمة الوطنية، والصحة البيئية.
لم يكن اختيار بلدة سبسطية كمكان للمخيم عشوائيا بتاتا؛ بل كان بعد دراسة عميقة، شملت أبعاد عديدة، منها مصلحة الطالب، وراحته، وجودة المكان، والـهم من هذا، شملت القيمة التراثية المهمة والحساسة للبلدة.
إن اختيار سبسطية للمخيم فيه إحياء لتراث المدينة العريق، وفيه توعية للطلبة حول أهمية التراث الفلسطيني في معركة الأرض والهوية. لقد اصطحبنا الأعضاء إلى أماكن سبسطية الاثرية، وحدثناهم عن تاريخ المكان، ودوره في التراث المحلي، بل أننا أدخلنا الطابع التراثي في الهوية التصميمية للمخيم، في منشوراته، ومطبوعاته، وغيرها، للتاكيد على هذه الرسالة الأولى التي حملتها الفعالية".
ثانيا، تم اختيار بلدة سبسطية، لموقعها الحساس في الصراع مع المحتل. إن المحتل يضع عينه بكل شراسة على هذه المنطقة الاثرية، ويمنع أهل البلدة من اعمارها، والمحافظة عليها؛ لذى، إن حضور طلبة الطب في سبسطية فيه تاكيد على فلسطينية الأرض، وعلى العلاقة العضوية بين طالب الطب، ومجتمعه، ووطنه.
اما الأخيرة، فهي رسالة ذات معنى حضاري، وثقافي، يليق بطلبة الطب، بل ويليق بالمجتمع الفلسطيني ككل. لقد عمل اتحاد طلاب الطب في نابلس على تخفيف أثر المخيم البيئي، وعلى التقليل -ما أمكن- من مطبوعات المخيم، فقدم بديل إلكتروني (تطبيق Ahaslides) للمدربين، لاستعماله في التدريبات بدل المطبوعات الورقية، لتقليل من أثر المخيم واستهلاكه للأوراق. الحقيقة أن هذه مجرد خطوة صغيرة في إطار العمل البيئي، لكنها تحمل فكرة ورسالة مهمة، وهي أن الاهتمام في بيئة فلسطين يمكن إدخاله في العمل الطلابي، والأنشطة، حتى لو كانت اجتماعية، ترفيهية؛ وكما يقال، مشوار الألف ميل، يبدأ بخطوة.
إن هذا المخيم رفع المستوى والمعيار للانشطة الطلابية، بجودته، وتنظيمه، وتدريباته، وجميع تفاصيله. وحمل معاني جميلة، وعميقة، ومهمة في نفس الوقت، لنثبت للجميع، إنه لا سقف لإمكانيات الطالب الفلسطيني، وأنه قادر على الانجاز والتحقيق، بل والتقديم للمجتمع، وأنه قادر على نشر قيم عميقة، متحضرة، ووطنية.
انتهى
المصدر: اتحاد طلاب الطب في نابلس