سوريا: الجيش الإسرائيلي يُرسي بُنيته التحتية في مناطقه الجديدة
مستغلاً الهروبَ الطارئ للجنود السوريين حال سقوطِ رئيسهم السابق بشار الأسد، الجيش الإسرائيلي يبدأ بإرساء بنيته التحتية في المناطق التي سيطر عليها متجاوزاً حتى المنطقة العازلة، ويفرض سيطرته عليها بلا مقاومةٍ أو اعتراض.
نشرت وسائل إعلام عبرية، مقاطع فيديو لانتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة السورية الحدودية، وقالت أنها "مسألة وقت فقط حتى يصل الجيش الإسرائيلي إلى منطقة من لا يرغبون في وجود الإسرائيليين".
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، أن "قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود".
وذكر مراسل هيئة البث إيتاي بلومنتال، في تقرير مصور من داخل الأراضي السورية: "للمرة الأولى منذ 50 عاماً وبعد 4 أيام على سقوط نظام الأسد، دخلنا صباح الأربعاء 11.12.2024، مع قواتنا المنطقة العازلة على حدود هضبة الجولان".
ونقل المراسل عن أحد جنود الاحتياط من سكان مستوطنة "كيشيت" بالجولان المحتل: "اعتدنا رؤية هذا التل من الجانب الإسرائيلي للحدود، لكن في الأيام الأخيرة أراه من كثب من هنا، وهذه متعة بالغة".
ومن داخل قرية كودنة، قال المراسل: "نحن هنا من أمام موقع للجيش السوري، يمكن رؤية العلم هنا، لكن الآن من يوجدون هنا هم جنودنا من الكتيبة 101 لواء المظليين".
العتاد السوري
وأظهر الفيديو مشهداً لعدد من الجنود الإسرائيليين في القرية وهم يجلسون أمام نيران أوقدوها بغرض التدفئة. ونقل المراسل عن العقيد بيني كيتا، قائد قوات تشكيل الجولان "474" أن "الأحداث السريعة التي وقعت هنا قبل أيام وسقوط النظام، أوجدت واقعاً في الجانب الآخر حيث لا يوجد من نتعامل معه، لذلك تقدمنا ونشرنا القوات، وسيطرنا على منطقة مهمة تطل على المنطقة العازلة".
وقال مراسل الهيئة: "قبل أقل من أسبوع كان في هذا الموقع العسكري جنود سوريون، جعلهم الفرار السريع من هنا بعد سقوط نظام الأسد، يتركون كثيراً من الأغراض بما في ذلك، وثائق وعتاد عسكري".
وفي موقع عسكري انسحب منه الجيش السوري، وجد المراسل رفقة القوات الاسرائيلية دفتراً تركه أحد الجنود السوريين، كُتبت فيه كلمات عبرية. وقال المراسل الإسرائيلي " إن الدفتر يظهر أن أحد الجنود السوريين كان يتعلم اللغة العبرية للتعرف على جيرانه الموجودين على بُعد أربعة كيلومترات منه"، حسب تعبيره.
وفي صحيفة "معاريف"، برز تقرير عما وجد في ثكنات الجيش السوري، ومن بينها أوراق تظهر توثيق كل ما يرونه على الجانب الآخر للحدود، مثل: "في ساعة كذا وكذا وصلت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى السياج"، أو توثيق ما يرونه في بلدة مجدل شمس، فيكتبون: "سيارة أو مركبة إسعاف تمرّ".
استيلاءٌ بلا مقاومة
وظهرت في مقاطع الفيديو دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا 4"، تابعة للواء المدرع 188. وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش: "انظر إلى هذا الموقع العسكري السوري تل كودنة، جرى الاستيلاء عليه من دون إطلاق رصاصة واحدة".
وتابع كادوش: "في غضون 24 ساعة بعد سقوط نظام الأسد، كان الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة وبدأ بالاستيلاء على المواقع العسكرية السورية والتمركز فيها. لسنوات نراقب هذه المواقع ونجمع معلومات استخباراتية عنها، وبين عشية وضحاها نحتلها من دون أي مقاومة".
ولفت كادوش، إلى أن الجيش الاسرائيلي وضع بنية تحتية لوجستية في المناطق التي سيطر عليها بسوريا، و"جلب بالفعل حاويات بها مراحيض وحمامات ومطبخ صغير"، مشيراً إلى أن ذلك يذكّره بما يفعله الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم وسط قطاع غزة.
وأشار تقرير مراسل هيئة البث إلى أن قرية كودنة والمواقع العسكرية السورية المجاورة "تقع خارج المنطقة العازلة، خلف خط برافو، أي في كامل الأراضي السورية ذات السيادة. وأضاف: "بمعنى آخر، يسمح الجيش الإسرائيلي لنفسه أيضاً بتجاوز المنطقة العازلة قليلاً، عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على مناطق مرتفعة ذات أهمية لمراقبة الفضاء السوري".
وأردف: "ربما يجد الجيش الإسرائيلي نفسه منجذباً إلى البقاء لفترة طويلة في الميدان مع العديد من القوات، ويمكن تقدير أنها مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة أولئك الذين لا يرغبون في وجود الجيش الإسرائيلي هنا".
والاثنين 9.12.2024، قالت إذاعة الجيش الاسرائيلي، إن قوات الجيش توغلت براً في المنطقة العازلة مع سوريا، واستمرت في تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على أنحاء البلاد، مستغلة الإطاحة بالنظام السوري.
كما أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا للعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ العام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
المصدر: المدن
2024-12-13 || 22:20