"أخطأنا المنزل".. بكل بساطة برر أحد جنود الجيش لوالدة الشاب محمد إبراهيم الشحام (21 عاما)، إعدام نجلها بدم بارد أمام أنظار عائلته.
في تمام الساعة الثالثة والنصف فجر الاثنين 15.08.2022، استيقظ إبراهيم الشحام من نومه فزعا جراء الطرقات المخيفة لجنود الجيش على باب منزله، في بلدة كفر عقب شمال مدينة القدس، وتفجيره بعد ثوانٍ معدودة، وإطلاق الرصاص صوب رأس نجله محمد، الذي كان يقف إلى جانبه.
والدة الشحام، تقول: "اعتقد محمد بأن لصوصا يحاولون اقتحام البيت، فقفز من سريره نحو الباب، وما إن وصل حتى قام جنود الجيش بتفجيره، وإطلاق الرصاص من سلاح كاتم للصوت نحو رأسه".
صِحت في وجه جنود الجنود، وأخبرني أحدهم أنهم جاءوا إلى البيت الخطأ!، وأيضاً أطلقوا الرصاص عن طريق الخطأ!، رغم أنهم فجروا باب المنزل وقتلوا محمد على الفور دون سابق إنذار، وحتى دون الاستعلام عن هويات العائلة.
وتضيف: "حاولت إسعاف محمد، وأمسكت بيديه، فنظر إلي وابتسم، وأصدر صوت أنين خافت، ثم دفعني جنود الجيش ومنعوني من الاقتراب، ثم أبعدونا إلى المنزل المجاور".
والد محمد الشحام يروي ما حدثوالد الشاب محمد الشحام يقول: رددّت اسم ابني مرات، ثم نزلت نحو رأسه للاطمئنان عليه، فهاجمني أنا وأفراد عائلتي جنود الجيش، وقيدونا ثم أبعدونا إلى منزل المواطن طارق الزرو المجاور".
ويضيف: أصابت رصاصة واحدة رأس محمد من مسافة الصفر، فيما أصابت الطلقات الثلاث الأخرى جدران المنزل، ولولا أنني احتميت مع نجلي سند خلف الباب، لأصابتنا الطلقات.
رفع الجنود قدمي محمد على المغسلة الموجودة على يسار مدخل البيت الواقع في الطابق الثالث، بقي على هذه الوضعية 40 دقيقة حتى تصفى دمه.. رأيته يفارق الحياة، ولم أستطع اخبار زوجتي بذلك"، حسب شهادة والده.
والد الشحام فنّد ادعاءات وسائل الإعلام الإسرائيلية التي زعمت أن محمد حاول طعن أحد الجنود، بدليل أنهم أطلقوا الرصاص فور تفجيرهم الباب.
حشرت العائلة في منزل الزرو لأكثر من أربعين دقيقة، ولم نتمكن من معرفة وضع محمد المتروك ينزف طيلة هذه المدة، فيما أطلق والده مناشدة لإرسال سيارة إسعاف إلى منزله على صفحات التواصل الاجتماعي غداة نقلهم للمنزل المجاور.
بعد هذه الدقائق الطويلة جدا على العائلة، شاهد إبراهيم جنود الجيش وهم يغادرون المنزل حاملين محمد مغطي بقطعة قماش ورأسه ينزف دما ملأ دَرَج البناية.
"راح السند، عمود البيت الذي نتكئ عليه، اعتمد عليه في العمل، حيث يعمل في ورش البناء بمدينة القدس، ويروح ويجيء يومياً إلى مكان عمله"، يقول والده.
محمد الذي يحمل الدبلوم الصناعي في التكيف والتبريد من معهد قلنديا، هو شقيق لخمسة آخرين، ثلاثة منهم مكفوفين: سند (23 عاما)، وأحمد (20 عاما)، وريماس ( 12 عاما).
قبل خمسة أشهر تحديداً في الخامس عشر من آذار مارس الماضي، ارتقى ابن عمه علاء شحام خلال مواجهات بمخيم قلنديا.
ومنذ بداية العام الجاري، ارتقى 131 مواطناً في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 46 مواطنا ارتقوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
المصدر: وفا/ إيهاب الريماوي