يستغرب البعض من محبتي الجنونية لجدتي، فعلاقتي بها ليست كعلاقة أية طفلة بجدتها. أصف نفسي بالطفلة علما بأنني سأبلغ العشرين منتصف هذا العام، ربما لأن هذا ما أشعر به وأنا بالقرب منها.
منذ صغري وأنا أعتبر زيارة جدتي أعظم مكافأة قد يقدمها والدي لي. فعندما كنت في المدرسة كنت أنتظر يوم الخميس بفارغ الصبر، حيث كانت أمي تتصل بالإدارة لتبلغهم بأن يقوموا بتبديل فوج الباص ليقلني إلى بيت جدتي بدلا من بيتنا.
لا أبالغ عندما أقول إنني أنتظر انتهاء محاضراتي يوم الخميس لأقضي بقيته عند جدتي. وكنت قد وعدتها بالمكوث أسبوعا كاملا عندها في إجازة ما بين الفصلين، إلا أنني لم أستطع فعل ذلك. وأشعر باستياء كبير لعدم إيفائي بوعدي وأخشى أن تعاتبني في نفسها.
فأنا لم أعتد على رفض أي طلب لها، ورضاها بالنسبة لي كرضا والدتي. بل أحيانا أستغرب من نفسي، فعندما تطلب أمي مني شيئا أجيبها في الكثير من الأحيان: "انتظري قليلا" أو " لماذا أنا وليس أخي". أما طلبات جدتي فأنفذها برحابة صدر وكأني أجد في ذلك فرصة للتعبير عن مدى حبي لها.
وأبرز ما يميز جدتي هو ثقافتها العالية، فكان جدي يخبرنا قصصا عن تفوقها وهي طالبة. وقد انعكس ذلك على أبنائها وبناتها بمن فيهم والدتي. فإعجابي بجدتي يدفعني لمعرفة المزيد عن مراحل حياتها. حيث أجد متعة في سؤالها عن أي شيئ قد يخطر ببالي.
وأكاد أجزم أن محبتي لجدتي لا تفوقها محبة. وأدعو الله أن يحفظها وأن يشفيها، فهي مثلي الأعلى وهي حبيبتي.
الكاتب: جلاء أبوعرب
المحرر: شادن غنام