جنين ومخيمها: إصابات واعتقال مواطنة وتدمير واسع
تشهد مدينة جنين ومخيمها عدواناً إسرائيلياً عنيفاً أسفر عن ارتقاء 7 مواطنين وإصابة 18 آخرين واعتقال مواطنة وهدم منزل، وتدمير واسع في البنية التحتية، كما ويُشيع آلاف المواطنين في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين جثمان المعلم علام جرادات.
أصيب 6 مواطنين، بينهم مسعفة متطوعة، كما اعتُقلت مواطنة، مساء الثلاثاء 21.5.2024، خلال عدوان الجيش الإسرائيلي المتواصل منذ ساعات الصباح على مدينة جنين ومخيمها، لترتفع حصيلة العدوان إلى 7 ضحايا بينهم طبيب ومعلم، و18 إصابة على الأقل بينها إصابات وُصفت بالخطيرة، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وذكرت مصادر أمنية وطبية في مستشفيي الرازي وابن سينا لـ"وفا"، أن أربعة شبان من جنين ومخيمها ومن نابلس أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي في الكتف والبطن والفخذ، إذ أصيب شاب من نابلس أثناء خروجه من مستشفى جنين برصاص قناصة إسرائيلية الموجودين داخل أحد المنازل، فيما أصيب شابان من مخيم جنين داخل المخيم، كما أصيب شاب برضوض وجروح بعد إقدام آلية للجيش الإسرائيلي على دعسه.
كما أفادت المصادر بإصابة مسعفة متطوعة في المخيم بشظايا رصاص الجيش الإسرائيلي، وطفل (17 عاما) بجروح وُصفت بالخطيرة، وجرى نقلهما إلى المستشفى.
وفي السياق، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابتين برصاص الجيش الإسرائيلي الحي، واحدة في الصدر والأخرى في اليد، جرى نقلهما إلى المستشفى.
واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي المواطنة وفاء نايف جرار (50 عاما)، من حي المراح في جنين بعد مداهمة منزلها وتحطيم محتوياته والاعتداء على أفراد عائلتها بالضرب.
وفي وقت سابق، أصيب الصحفي عمرو مناصرة، بشظايا رصاص قوات الجيش الإسرائيلي أسفل الظهر، في محيط مستشفى جنين، ووُصفت حالته بالمستقرة.
بدورها، ذكرت مصادر أمنية لـ"وفا"، أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت عملية التدمير للبنية التحتية من شوارع وبسطات خضراوات وبركسات تجارية وممتلكات للمواطنين خاصة المركبات، كما دمرت جرافات الجيش الإسرائيلي دوار "جورج حبش" في محيط مقهى النباتات في مركز المدينة، ودوار "عمر النايف"، وحولت عشرات المنازل في أحيائها والمخيم إلى نقاط عسكرية، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع سماع دوي انفجارات ضخمة.
وأضافت المصادر أن قناصة إسرائيلية الذين اعتلوا أسطح عدد من المنازل أو داهموها وتمركزوا على نوافذها، يواصلون إطلاق الرصاص على المواطنين، ومركبات الإسعاف وطواقمها والصحفيين، في محاولة لإعاقة عملهم، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الجيش الإسرائيلي المسيّرة في سماء المدينة.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي، قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات الصباح الباكر، وتمركزت في شوارع حيفا، ونابلس، وطريق برقين، ترافقها وحدات خاصة "مستعربون"، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، تركّزت في محيط مخيم جنين، وواد برقين.
وقتلت قوات الجيش الإسرائيلي بدم بارد سبعة مواطنين هم: أخصائي جراحة عامة في مستشفى جنين أسيد جبارين (51 عاما)، إذ تم استهدافه في محيط المستشفى، والمعلم علام جرادات (48 عاما)، الذي كان متوجها إلى عمله في مدرسة وليد أبو مويس الأساسية للبنين، والطالب ابن الصف التاسع من مدرسة ذكور الكرامة الأساسية الثانية محمود أمجد حمادنة (15 عاما)، ومعمر محمد ذيب أبو عميرة (50 عاما)، وأمير عصام محمد أبو عميرة (22 عاما)، وأسامة محمد نعيم حجير، وباسم محمود صالح تركمان، وهو شقيق محمد الذي ارتقى أثناء اجتياح مخيم جنين عام 2002، ولطفي الذي ارتقى في الانتفاضة الأولى.
وهدمت جرافات الجيش الإسرائيلي منزلا في مخيم جنين.
وذكرت زوجة المعتقل هاني بركات، ووالدة الضحية أحمد لـ"وفا"، أن جرافات للجيش الإسرائيلي قامت بعملية تدمير وهدم لمنزلهم المكون من طابقين ومساحته (280 مترا مربعا) دون سابق إنذار، ولم تسمح لهم بإخراج كل محتويات المنزل الذي يؤوي 10 أشخاص.
وأضافت، أن زوجها معتقل إداري لمدة ستة أشهر، ونجلها أحمد ارتقى في 20 آذار/مارس الماضي مع ثلاثة من رفاقه خلال عملية قصف من طائرة مسيرة للجيش الإسرائيلي قرب المخيم.
وأفاد مراسلنا، بأن جرافات الجيش الإسرائيلي عملت على تجريف وتدمير البنية التحتية قرب مستشفى جنين الحكومي، كما عرقلت قوات الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين، ومن بينهم طلبة مدارس.
وذكر المدير الطبي في مستشفى جنين مصطفى حمارشة، أن الوضع صعب لأن الكادر الطبي غير كافٍ للتعامل مع العدد الكبير من الإصابات، إضافة إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بوصول مركبات الإسعاف إلى المصابين، كما يمنع الجيش الإسرائيلي دخول المصابين والكوادر الطبية إلى المستشفيات.
وبارتقاء المواطنين السبعة، ترتفع حصيلة الضحايا في الضفة الغربية منذ السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى ارتقاء 513 مواطناً، بينهم 127 من محافظة جنين، بحسب التجمع الوطني لأسر ضحايا فلسطين.
ولم يتمكن المواطنون حتى الآن من تشييع ودفن جثامين الضحايا في ظل تواصل العدوان.
تشييع جثمان المعلم جرادات
شيع آلاف المواطنين في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، مساء الثلاثاء، جثمان المعلم علام جرادات (48 عاما).
وانطلقت الجنازة من مستشفى خليل سليمان في جنين باتجاه بلدة السيلة الحارثية، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم جاب المشيعون شوارع البلدة، وسط ترديد الهتافات المنددة بجرائم الجيش الإسرائيلي بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل مواراته الثرى.
ونعت حركة "فتح"- إقليم جنين وفصائل العمل الوطني والإسلامي جرادات، كما عم الإضراب التجاري والحداد البلدة.
المصدر: وفا
2024-05-21 || 21:57