قرية المغير: هجوم دموي بداعي البحث عن مفقود
مستوطنون يشاركون في هجوم دموي على قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله بداعي البحث عن مستوطن مفقود، خرج ليرعى الأغنام في محيط مستعمرة ملاخي هالشالوم.
بحجة المشاركة في عمليات بحث عن مفقود، وقعت قريتا المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله ضحيتان لهجوم دامٍ انخرط به مئات المستعمرين، وأسفر عن ارتقاء شاب وإصابة نحو 30 آخرين، الجمعة 12.04.2024.
وبحسب ما نقل عن وسائل إعلام عبرية، فإن مستعمرا خرج صباحاً ليرعى مواشي في محيط مستعمرة "ملاخي هشالوم"، فعدن إلى زريبتهن دونه.
والمستعمرة أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة شمال شرق رام الله كـ"بؤرة رعوية غير قانونية" وفقاً لتعريف إسرائيل، ثم منحتها الحكومة الإسرائيلية صفة "الشرعية" في شباط/ فبراير 2023، إلى جانب 8 بؤر أخرى أنشأت على أراضي الضفة الغربية.
عشرات المركبات تهاجم قرية المغير
فوجئ أهالي المغير ظهرا، بعشرات المركبات تسد الأفق من جهة خربة جبعيت الكائنة شمال شرق المغير، وبعد دقائق ترجل منها المستعمرون المسلحون في سهل المغير الشرقي، وراحوا يتقدمون نحو البيوت الكائنة عند أطراف القرية، تزامناً مع قيام الجيش بإغلاق مداخلها ومنع حركة الناس والمركبات منها أو إليها.
صدحت في أجواء المغير نداءات عبر مكبرات صوت المساجد تدعو الأهالي والجيران إلى النفير والتصدي لهجوم المستعمرين الذي وصفه من شهد على أمثاله في السابق بأنه الأكثر دموية منذ سنوات.
هب العشرات استجابة للنداء وانطلقوا نحو البيوت الأقرب على طريق "ألون" الاستيطاني، الذي مثل نقطة اقتحام المستعمرين للمغير، وكان بينهم الشاب جهاد عفيف أبو عليا (25 عاماً) الذي اعتلى سطح منزل أحد أقربائه، فوقع ضحية رصاصة صوبها مستعمر فأصابت رأسه وارتقى إثرها.
يقول عبد اللطيف أبو عليا، إن قريبه جهاد وصل قبل نحو ربع ساعة ليقف وعشرات من أهالي البلدة في وجه هجوم المستعمرين للمنزل، الذي يعد الأقرب على الطريق الاستيطاني.
المشاهد التي التقطت من ذلك الموقع وبُثّ بعضها بشكل مباشر على حساباتٍ في منصات التواصل الاجتماعي، كشفت كيف كان من هم على السطح يحتمون بجدرانه القصيرة من نيران المستعمرين، ومحاولتهم أحياناً صد هجومهم بما يتوفر من حجارة، وترديدهم الشهادتين توالياً استشعاراً منهم لخطورة الموقف.
أعداد كبيرة هاجمت منزل عبد اللطيف أبو عليا
ويصف عبد اللطيف أبو عليا، عدد المستعمرين الذين هاجموا منزله عصراً بأنه غير معهود، مقارنة بهجمات تعرض لها في السابق، ويروي أنهم قاموا بتطويق المنزل من كافة الجهات وحاولوا اقتحامه على من فيه، وراحوا يطلقون النار صوب أي جسم متحرك خلف النوافذ، ويضرمون النيران في كل ما هو قابل للاشتعال.
وإثر ذلك كما تابع أبو عليا، فإن من في المنزل انتقلوا للطابق العلوي للنجاة بأنفسهم، فراح المستعمرون يطلقون النار على من يلمحون رأسه على سطح المنزل، فارتقى قريبه جهاد برصاصة في الرأس وأصيب ابنه وشقيقه في رأسيهما.
البحث عن مفقود لا يبرر ما قام به المستوطنون
ويؤكد أن البحث عن "مفقود" لا يبرر ما قام به المستعمرون في منزله، إنما هي ذريعة لتبرير الهجمة، ويتسائل هل يعقل أننا نخفيه في بيتنا؟ ولماذا لم يباشر جيش الاحتلال في أعمال البحث واكتفى بالوقوف متفرجاً على ما يحدث؟
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد مواطن، وإصابة 25 آخرين بالرصاص الحي، في هجوم المستعمرين المسلحين الواسع على بلدة المغير، بحماية الجيش.
ما لا يقل عن 1500 مستوطن هاجموا المغير
وقال نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم، إن ما لا يقل عن 1500 مستعمر بحماية الجيش، أحرقوا أكثر من 40 منزلا ومركبة خلال الهجوم.
مهاجمة قرية أبو فلاح وقرية دوما
وأصيب مواطن بكسور، عقب اعتداء مستعمرين مسلحين على قرية أبو فلاح، شمال شرق رام الله، في وقت أحرقوا فيه 12 مركبة على الأقل، و4 دفيئات زراعية و5 دراجات نارية.
كما هاجم عشرات المستعمرين منازل مواطنين في الجهة الغربية من بلدة دوما، جنوب نابلس.
550 اعتداء للمستوطنين على المواطنين منذ بداية 2024
ووفقاً لإحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن المستعمرين ارتكبوا نحو 550 اعتداء على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم منذ بداية العام 2024، ارتقى فيها 3 مواطنين.
وتضمنت الاعتداءات، إطلاق النار، وتهجير مجموعة من العائلات الفلسطينية، ومهاجمة البلدات والقرى، واقتلاع وحرق الأشجار، والرعي في الأراضي الزراعية، وسرقة المواشي والمحاصيل والمعدات.
وبحسب الهيئة فإن التزايد في اعتداءات المستعمرين يتضمن رسالة للشعب الفلسطيني والعالم، مفادها أنهم وبالرغم من الموقف الدولي ومن العقوبات مستمرون في تنفيذ مخططات التهجير القسري وطرد السكان والسيطرة على الأرض.
عقوبات أمريكية وغربية على المستوطنين
وفي شباط / فبراير الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا ونيوزيلندا، عن فرض عقوبات على عدد من المستعمرين المتورطين في هجمات وأعمال عنف ضد مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
كما أعلنت الإدارة الأميركية الشهر المنصرم فرض عقوبات على 3 مستعمرين وكيانين إسرائيليين، لكونهم "مسؤولين أو متواطئين أو مشاركين في التخطيط أو إصدار الأوامر أو التوجيه بطريقة أخرى في أعمال عنف أو التهديد بالعنف الذي يستهدف المدنيين ويؤثر على الضفة الغربية".
كما أقر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات على مستعمرين في الضفة الغربية المحتلة ممن يعتدون على الفلسطينيين.
المصدر: وفا
2024-04-13 || 00:35