رتق الأحذية البالية مهنةٌ أنعشتها الحرب على القطاع
نفاد الأحذية من أسواق القطاع، وارتفاع أسعارها جرّاء الحرب، وحاجة النازحين الملحّة لها، أنعش مهنة رتق وإصلاح الأحذية البالية، وخلق جيلاً جديداً من روّاد مهنة الرتق، غالبيتهم من الشبان الذين كانوا قبل الحرب لا يرغبون بالعمل في هذه المهنة.
بينما تسير في شوارع مدينة رفح التي تعجّ بالنازحين، قد تصادف من ينتعلون الأرض خاصّة من الأطفال، وترى من يرتدون أحذية أنهكها المشي، فالحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة منذ 172 يوماً، وما رافقها من حصار إسرائيلي محكم، جعلت دخول الأحذية الجديدة حلماً صعب المنال، وإن توفّرت في أسعار لا قِبل للنازحين بها.
نفاد الأحذية من أسواق القطاع، وارتفاع أسعارها جرّاء الحرب، وحاجة النازحين الملحّة لها، أنعش مهنة رتق وإصلاح الأحذية البالية، وخلق جيلاً جديداً من روّاد مهنة الرتق، غالبيتهم من الشبان الذين كانوا قبل الحرب لا يرغبون بالعمل في هذه المهنة.
ويضطر النازحون إلى إصلاح أحذيتهم القديمة والبالية على بسطات صغيرة انتشرت بشكل كبير في الأسواق والشوارع العامة بمدينة رفح، مقابل عدة شواكل في ظل فقدانهم الأمل في العثور على أحذية جديدة، أو عدم مقدرتهم على شراء أحذية جديدة بات سعرها أقلها يصل 120 شيكل.
ولا تعد مهنة رتق الأحذية المهنة الأساسية لعدد كبير ممن وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل في هذه المهنة لإعالة أنفسهم وعائلاتهم بعد نزوحهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
ووفق عدد من العاملين في رتق الأحذية فإن هذه المهنة لا تحتاج أكثر من إبر وخيوط قوية، ومفك ومشرط.
ونادراً من تتضمّن شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة من الأحذية الجديدة إلا في بعض الحالات القليلة والنادرة. وبحسب عدد من النازحين فإن كثيراً من هذه الأحذية تأخذ طريقها إلى السوق السوداء وتباع بأسعار فلكية تفوق القدرة على شرائها.
ويلجأ بعض الرجال حين توجههم إلى المساجد للصلاة، للاحتفاظ بأحذيتهم معهم بوضعها في أكياس بلاستيكية، فيما يضطر آخرون لوضع أقفال حديدية على أحذيتهم وربطها بدراجتهم، خشية سرقتها.
المصدر: الترا فلسطين
2024-03-26 || 22:05