نبات الخلة: صيدلية متنقلة تنتشر في جبال فلسطين
هل سمعت بنبات الخلة؟ اسمه غريب ولكن من المؤكد أنك شاهدته من قبل لأنه يتواجد في مناطقنا بكثرة، وقد تكون لهوت به مع أصدقائك وركلته عدة مرات.
في فصل الربيع يزين نبات الخلة بأزهاره المدورة كالكأس جبال فلسطين، تتلون بالأبيض والأحمر ويتوسطها حبة سوداء. ترتفع الكأس على ساق طويلة وينمو بجانبه كأس آخر يحمل بذور نبات الخلة، الذي يتحول في فصل الصيف إلى كؤوس صفراء جافة كنت وأصدقائي نتسابق على ركلها فتتطاير منها حبات صغيرة مشوكة كانت تعلق على ثيابنا.
لم أكن أعلم بأن هذا النبات يدعى "الخلة" وعرفت ذلك مؤخراً عندما كنت أتجول مع قريبي عبد الناصر في جبال بلدتنا، وأخبرني بأن بذور هذه النبتة قادرة على تفتيت الحصوات المتجمعة في الحالب والكلى، ولها فوائد كثيرة يجهلها معظم الناس مع أنهم يرونها باستمرار.
شدني الفضول للتعرف على فوائدها أكثر، وبحثت عنها ووجدت أن بذورها "مدرة للبول وتعمل على زيادة تمدد الأوعية، وبذلك تساعد على مرور الحصوات الصغيرة من الحالب، وكذلك تساعد على علاج الذبحة الصدرية، والربو الشعبي، وقرحة المعدة، واحتقان البروستاتا".
وتدخل الخلة في صناعة الدواء، وأنتج منها مواد استخدمت في صناعة أدوية لعدة أمراض. ومن الطريف بالأمر أن نبات الخلة يعتبر مبيد للفئران، فعندما تتغذى عليه تموت خلال ثلاثة أيام، وتهرب الفئران الكبيرة عندما تشتم رائحته ولا تعود إليه أبداً.
وبعد أن عرفت كل ذلك عن نبات الخلة، من المؤكد أنني لن أركله مرة أخرى، وسأكتفي بالاستمتاع بشكله الجميل وخاصة في فصل الربيع.
[caption id="attachment_12080" align="aligncenter" width="752"]

صورة لنبات الخلة في فصل الربيع وادي الزرقاء بالقرب من رام الله.[/caption]
الكاتب: علي حنني
المحررة: سارة أبو الرب
2014-08-27 || 06:19