قسطرة للدماغ تُغني عن الجراحة بمستشفى النجاح
نجاح قسطرة علاجية للدماغ بالتخدير الموضعي تُغني عن جراحة الدماغ وفتح جمجمة الرأس بمستشفى النجاح.
أعلن المدير الطبي في مستشفى النجاح الجامعي بنابلس عبد الكريم برقاوي، عن نجاح القسطرة العلاجية للدماغ كبديل عن عمليات جراحة الدماغ التقليدية، التي تستلزم فتح جمجمة الرأس، مما يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى توقيف الوظائف العصبية في الدماغ.
ومنذ مطلع العام الحالي، أجرى مدير وحدة عمليات القسطرة الدماغية واستشاري جراحة الأعصاب شادي جهشان، يرافقه طاقم أطباء وممرضين وفنيين، مجموعة من عمليات قسطرة دماغية ناجحة بدرجات متفاوتة من التعقيد. وأوضح الدكتور جهشان، أن مستشفى النجاح يوفر غرفة قسطرة وحدوية ثنائية الأبعاد ترفع من مستوى الأمان لإجراء مثل هذه العمليات المعقدة، "كما هو متبع في المراكز الرائدة عالمياً".
وعبر الدكتور جهشان عن فخره بأن "مستشفى النجاح يحتوي على كافة المعدات اللازمة لإجراء أي قسطرة معقدة، إلى جانب طاقم مهني مساعد وطاقم داعم من تقنيي الأشعة وممرضين وأخصائيي تخدير وعلاج مكثف".
من جهته، بارك مدير مستشفى النجاح سليم الحاج يحيى لفريق قسطرة الدماغ، مؤكداً أن هذه الخدمة الطبية النوعية، علمياً وعالمياً، تحمل عدة معاني، وقال: "أولاً، نفخربأننا نقدم مستوى خدمة طبية تضاهي خدمات أفضل المستشفيات الأوروبية، لأن شعبنا يستاهل كل خير. ثانياً، كون الطبيب جراح الدماغ شادي جهشان من أطباء الداخل الفلسطيني، فهذا يعد بعداً وطنياً لأطباء الداخل، الذين يشاركون بشكل فعال لبناء فلسطين، كل فلسطين. أما البعد الثالث، فهو إلهام طلاب الطب، فهم أطباء المستقبل في فلسطين وإن طب المستقبل هو الطب المرتبط بالتكنولوجيا وطب القيم الإنسانية".
وأكد البروفيسور، أن هذه الإنجازات هي ثمرة عمل فريق متكامل، بما فيه التعاون مع المستشفيات الحكومية والدكتور عثمان عثمان. كما تقدم بالشكر لمن قدموا التبرعات والصدقات الجارية للمستشفى الجامعي، كالصناديق العربية وعلى رأسها لجنة الوقف الخيري ومجلس الأمناء ورئيس الوزراءرامي الحمد الله لدعمهم المتواصل.
ما هي القسطرة الدماغية؟
القسطرة الدماغية هي تقنية طبية قديمة تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، إذاعتبرت أداة تشخيصية هامة ورئيسية لدى جراحي الأعصاب حتى السبعينيات حين قل استخدامها، بسبب استعمال الصور الطبقية المحوسبة في تشخيص كافة الأمراض المتعلقة بالدماغ والعامود الفقري، باعتبارها تقنية غير غازية للجسم ولا تتطلب أي إجراء جراحي.
وفي السنوات الأخيرة، عادت القسطرة الدماغية التداخلية لتصبح في مقدمة الأدوات العلاجية للمشاكل الدماغية على شتى أشكالها، وذلك بفضل اختراع أدوات دقيقة جداً مكّنت الطبيب المعالج من إدخالها إلى شرايين الدماغ وعلاج مشاكل مركبة جدا كانت تحتاج سابقا إلى عمليات فتح جمجمة الرأس.
كيف تتم عملية القسطرة؟
تجرى عملية القسطرة في وحدة القسطرة الدماغية، التي تحوي جهاز أشعة سينية يستخدم لتصوير الأوعية الدموية. وفي المرحلة الأولى وتحت التخدير الموضعي يتم إدخال أنبوب قطرة حوالي خمسة مليمترات إلى شريان أعلى الفخذ وتتم عبره كامل العملية.
وتحت الأشعة السينية واستخدام مواد تباين (اليود)، يتم إدخال قساطر (أنابيب) والتي تدعى قساطر موجهة قطرها يراوح ثلاثة مليمترات. ويقوم الطبيب بالصعود بواسطة قساطر موجهة عبر شجرة الأوعية الدموية حتى شرايين الرقبة، السباتي أو الفقري، بحسب الحاجة. وفي القسطرة التشخيصية يقوم الطبيب بحقن مواد التباين من نقطة جذر الشريان السباتي أول الفقري والتقاط الصور للشرايين.
وفي حالة القسطرة العلاجية/التداخلية وبنفس التقنية، يتم إدخال قساطر صغيرة جداً ذات قطر يراوح مليمتر الواحد، هذه القساطر تدخل شرايين الدماغ وخلالها يتم إدخال مواد علاجية مختلفة.
ما هي الأمراض الممكن علاجها؟
1. أمهات الدم (الأنيورزم) عبارة عن ضعف وتنفخ في جدار الشريان، مما يؤدي إلى نزيف دماغي من نوع نزيف ما تحت الأم العنكبوتية، وبواسطة القسطرة يتم إدخال لوالب من التيتانيوم وتسديد هذا الانتفاخ في الشريان وحماية المريض من أي نزيف في المستقبل، وبالطبع هنالك عدة تقنيات وأدوات أخرى للمساعدة في علاج وإغلاق أمهات الدم مثلا: الداعمة، البالون أو موجهات الجريان.
2. تشوهات شريانية وريدية (AVM) عبارة عن تشوه يحوي تواصل غير طبيعي ما بين الشريان والوريد بدون وجود شعيرات الدم بينهما. هذا الأمر يؤدي إلى نزيف دماغي حاد. ويتم علاجه عن طريق القسطرة إدخال "دبق طبي" وتسكير هذه التشوهات.
3. تضيق في شريان الدماغ السباتي أو الفقري، وهو تضيق شرايين الرقبة وخاصة السباتي الذي قد يؤدي إلى جلطة دماغية، وفي الحالات المناسبة يتم زرع داعمة وفتح هذه التضيقات مما يقلل من إمكانية الإصابة بجلطة دماغية مستقبلية وتجدد جريان الدم للدماغ.
المصدر: مستشفى النجاح
المحررة: جلاء أبو عرب
2017-10-29 || 16:16