شريط الأخبار
الذهب يواصل التحليق ويتجاوز عتبة 4200 دولار للأوقية إسبانيا تشهد إضراباً عاماً وتظاهرات داعمة لفلسطين اعتقال شاب من طوباس مقتل 15 مدنيا أفغانيا باشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان ارتفاع أسعار الذهب وانخفاض النفط 70 ألف طن من المتفجرات.. خطر هائل يهدد النازحين العائدين لمنازلهم بغزة وزير القضاء الإسرائيلي: سأطرح قانوناً لوقف محاكمة نتنياهو وتأجيلها تدخلات الهيئة العامة للشؤون المدنية في المحافظات تحرير نحو 4 آلاف أسير فلسطيني خلال عامين من الحرب الجيش يغلق مدخل قرية المغير أسعار الذهب والفضة أبرز عناوين الصحف الفلسطينية اعتقال 4 شبان من مدينة قلقيلية ارتقاء مواطن في بلدة الرام غــزة بين هدنة هشة وأزمة إنسانية خانقة بعد إعادة 4 جثامين أخرى.. إسرائيل تقرر فتح معبر رفح مجلس الوزراء: جاهزون لتنفيذ خطة التعافي والإعمار في القطاع نتنياهو: إذا لم تلتزم الحركة بالاتفاق "ستفتح أبواب الجحيم" بيان صادر عن الرئاسة حول الإعدامات الميدانية في القطاع السعودية تتأهل لكأس العالم 2026 بتعادل سلبي مع العراق
  1. الذهب يواصل التحليق ويتجاوز عتبة 4200 دولار للأوقية
  2. إسبانيا تشهد إضراباً عاماً وتظاهرات داعمة لفلسطين
  3. اعتقال شاب من طوباس
  4. مقتل 15 مدنيا أفغانيا باشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان
  5. ارتفاع أسعار الذهب وانخفاض النفط
  6. 70 ألف طن من المتفجرات.. خطر هائل يهدد النازحين العائدين لمنازلهم بغزة
  7. وزير القضاء الإسرائيلي: سأطرح قانوناً لوقف محاكمة نتنياهو وتأجيلها
  8. تدخلات الهيئة العامة للشؤون المدنية في المحافظات
  9. تحرير نحو 4 آلاف أسير فلسطيني خلال عامين من الحرب
  10. الجيش يغلق مدخل قرية المغير
  11. أسعار الذهب والفضة
  12. أبرز عناوين الصحف الفلسطينية
  13. اعتقال 4 شبان من مدينة قلقيلية
  14. ارتقاء مواطن في بلدة الرام
  15. غــزة بين هدنة هشة وأزمة إنسانية خانقة
  16. بعد إعادة 4 جثامين أخرى.. إسرائيل تقرر فتح معبر رفح
  17. مجلس الوزراء: جاهزون لتنفيذ خطة التعافي والإعمار في القطاع
  18. نتنياهو: إذا لم تلتزم الحركة بالاتفاق "ستفتح أبواب الجحيم"
  19. بيان صادر عن الرئاسة حول الإعدامات الميدانية في القطاع
  20. السعودية تتأهل لكأس العالم 2026 بتعادل سلبي مع العراق

تطوع الشباب في فلسطين.. ضرورة أم ترف؟

عندما يعجز المال وتغيب المؤسسات، ينهض الشباب الفلسطيني لسد الفجوة. من عادة "المعونة" التقليدية إلى مبادرات التعليم والصحة، التطوع أصبح ضرورة حيوية. التقرير يحلل كيف أن هذا النشاط لا يساهم فقط في دعم كبار السن والأسر المحتاجة، بل ينمي مهارات القيادة لدى الشباب. وكيف يمكن تحويل هذه الطاقات إلى أداة فاعلة للتنمية المستدامة؟


علا يوسف - مع بدء موسم قطف ثمار الزيتون في فلسطين لعام 2025، يتحول العمل التطوعي إلى نشاط مجتمعي أساسي يساهم في دعم العائلات ويساعد في تنمية روح التضامن والتكاتف الاجتماعي. يتطوع الشباب الفلسطيني لجمع ثمار الزيتون في مختلف المناطق، ومساعدة كبار السن في أراضيهم، وتوزيع جزء من إنتاج الزيت على الأسر المحتاجة، وذلك في إطار مؤسسي رسمي وشراكات محلية بين الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني والبلديات والمجالس القروية. يعكس هذا النشاط قدرة الجيل الناشئ على تلبية احتياجات المجتمع بشكل منظم وفعال، حيث تنسجم الجهود الفردية والجماعية مما يسهم في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية لدى الشباب.

يقول أحمد محمود (74 عاماً) وهو أحد كبار السن من بلدة الزاوية غرب سلفيت بالضفة الغربية لــدوز: "تعلمنا من آبائنا وأجدادنا (المعونة)، وهي عادة جرت في القرى الفلسطينية، إذ نذهب لمعاونة الجيران والأقارب ومساندتهم لجني المحصول بشكل أسرع، بعد أن ننتهي من قطف محصولنا". ويضيف محمود: "كنا نحمل الأكياس الثقيلة ونتسلق الأشجار العالية، ودائماً ما كان يلازمنا الشعور بالفخر عندما ننتهي جميعاً من جني الثمار بأسرع وقت، فالـ (المعونة) خلال موسم الزيتون هي دلالة على روح التضامن والتكاتف بين الأجيال، وهو ما نجده في جيل اليوم ولكن بأساليب وطرق مختلفة".

ليس موسم الزيتون وحده، الذي يعكس ثقافة التطوع في المجتمع الفلسطيني، إذ تتجلى خلال الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية روح العمل التطوعي. ففي قرية اسكاكا شرق سلفيت على سبيل المثال، جرت العادة خلال فترة الأعياد بأن يتم تنظيف المقابر وزراعتها، حيث يتجمع عدد من الشباب المتطوعين من مختلف الأعمار والخلفيات، لتنظيف مقبرة القرية من الأعشاب المتراكمة، في خطوة تعبر عن الاحترام والتقدير للأجداد والحفاظ على كرامة الموتى.

العمل التطوعي: من العطاء إلى التمكين

ويوضح غسان شقير، رئيس جمعية الغد الشبابية، أنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، ورغم تحديات قلة الموارد، أصبحت مبادرات العمل التطوعي أحد أهم ركائز النهوض بالمجتمع، لما يحمله من قيم التكافل والعطاء ولما تحدثه من فرق حقيقي في حياة الناس والمجتمع. ويضيف شقير: "في فلسطين، حيث يعيق الاحتلال الإسرائيلي والحواجز حركة الأفراد ويفرض غياباً جزئيا للمؤسسات الرسمية لأسباب مالية وأمنية، يصبح التطوع وسيلة فعّالة لتقديم الدعم والمساعدة مباشرة، سواء من خلال حملات الإغاثة الطبية الطارئة أو المبادرات المجتمعية المستمرة. وبالتالي يساهم التطوع في سد الفجوات التي تعجز المؤسسات الرسمية عن تغطيتها، ويعمل على تحسين الخدمات العامة، ودعم البنية المجتمعية، وتعزيز التنمية المحلية".

ويؤكد شقير أن العمل التطوعي ينعكس على شخصية المتطوع ويساهم في بناء ذاته وتطوير قدراته، "وفي غالب الأحيان تُعقد ورش تدريبية تهدف إلى تعزيز ثقافة التطوع، الذي لا يمنح المشاركين فرصة للمساهمة فقط، بل ينمي لديهم مهارات القيادة والتعاون والإبداع، ويكسبهم خبرات عملية قيمة تعزز مستقبلهم الشخصي والمهني، وتؤهلهم لتولي أدوار مؤثرة في مجتمعهم". ويستطرد: "حين يقدم الفرد جزءا من وقته وجهده لخدمة مجتمعه دون مقابل، فهذا يعكس تعلقه العميق بوطنه وحرصه عليه رغم الصعوبات. فالعمل التطوعي في هذا السياق يتحول إلى سلوك حضاري يعبّر عن وعي المجتمع وقدرته على تجاوز الأزمات وهذا ما شاهدناه في فترة جائحة كورونا وما بعدها". ويتابع: "الشباب هنا ليسوا متفرّجين، بل منظّمين وقادة ومعلّمين وممرضين ومبادرين".

تعددت المبادرات الشبابية خلال الفترة الأخيرة في مختلف المجالات سواء في قضايا التعليم المساند من خلال التعليم غير الرسمي للأطفال في المناطق المهمشة، أو مد يد العون للمرضى والمصابين في مناطق التماس وعلى الحواجز، أو المبادرات البيئية والصحية وتجهيز الطرود الغذائية خاصة في مخيمات طولكرم وجنين وبعض المبادرات هي برامج رياضية وتدريبية للشباب والأطفال، لتعزيز قدراتهم البدنية والاجتماعية، وخلق بيئة مجتمعية أكثر تماسكا، مع الالتزام بالاحترافية في التخطيط والتنفيذ. هذه الجهود اليومية تثبت أن المجتمع قادر على النهوض من داخله، وأن العمل التطوعي لم يعد مجرد مبادرة هامشية أو موسمية، بل تحول إلى ظاهرة متنامية يقودها شباب يؤمنون أن الفعل الصغير يمكن أن يصنع فرقا كبيراً.

المرأة الفلسطينية: العمود الفقري للتطوع

النساء الفلسطينيات أيضاً يشكّلن عموداً فقرياً للعمل التطوعي في المجتمع، سواء في القرى أو المدن. غالبا ما تنخرط النساء في مبادرات تهتم بالجانب الاجتماعي والإنساني، مثل رعاية الأيتام وكبار السن، وتنظيم حملات النظافة، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية، والمشاركة في الأنشطة التعليمية والثقافية. كما أن مشاركة النساء الفلسطينيات في التطوع تساهم في تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، فهي تمنحهن خبرات قيادية، مهارات تنظيمية، وشبكات تواصل واسعة، من خلال تشكيل مجموعات تطوعية صغيرة أو الانضمام إلى منظمات أهلية.

تقول مسؤولة نادي سلفيت الرياضي أثير عوض لــدوز: "البيئة الفلسطينية تفرض بطبيعتها متطلبات تطوعية فريدة، تشمل قيود الحركة والحواجز الإسرائيلية، ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، تزايد الاحتياجات الصحية والتعليمية. وتحت هذه الظروف، يظهر جيل شاب يعتمد العمل التطوعي كآلية لحل المشكلات اليومية والتخفيف من وقع الأزمات".

وتضيف: "لا يقتصر التطوع على المبادرات الإنسانية التقليدية فحسب، بل يمتد ليشمل برامج رياضية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الصحة العامة، بناء قدرات الشباب، وتنمية الروح الجماعية. فقد ساهمت المبادرات الرياضية في تعليم الأطفال الانضباط، التعاون، والعمل ضمن فريق، إضافة إلى تعزيز الصحة البدنية والنفسية، وهي عنصر أساسي من منظومة التطوع الشاملة".

وتؤكد أثير عوض أن الشباب الفلسطيني لا ينتظر القرارات المركزية، بل يخلق الفرص بنفسه ويطور الحلول المحلية، معتمدًا على روح المبادرة والانتماء للمجتمع، وهو ما يرسخ فكرة أن التطوع ليس مجرد نشاط مساعد، بل أداة فاعلة للتغيير الاجتماعي والتنمية المستدامة.

لماذا يتطوع الشباب؟ 

يشير الدكتور والباحث في مجال التنمية عمر السلخي إلى أن الأزمات والأوضاع الطارئة في فلسطين غالبا ما تسرّع اندفاع الشباب نحو المبادرات الشعبية المباشرة، بدل انتظار حلول رسمية، ما يعكس قدرة المجتمع المدني على الاستجابة بمرونة وسرعة للتغيرات الميدانية. ويؤكد أن هذه المبادرات ليست مجرد أعمال فردية، حيث يشعر المتطوعون بارتباط أعمق بمجتمعاتهم ويزداد لديهم الإحساس بالقدرة على التأثير وصناعة فرق ملموس في حياة الآخرين، وهو ما يعزز الثقة بالنفس ويغرس روح المسؤولية المجتمعية منذ الصغر.

على المستوى التنموي، يشدد السلخي على أن العمل التطوعي يسهم في تحقيق أهداف ملموسة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات المجتمعية. وقد أظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للمتطوعين أن مساهمة الشباب الفلسطيني لا تقتصر على المبادرات المحلية، بل تمتد إلى دعم أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي، مما يعكس اتساع نطاق أثر التطوع وأهميته في بناء القدرات وتنمية المجتمعات.

ورغم الإيجابيات، يواجه المتطوعون تحديات كبيرة تؤثر على فعالية العمل واستدامته. فالوصول إلى المناطق المهمشة كثيرا ما يصطدم بالحواجز والقيود الأمنية، ما يحد من قدرة المبادرات على الإنجاز ويعرّضها أحيانا للخطر، كما أظهرت التقارير الصحفية والطبية تعطيل بعض الخدمات الصحية وعرقلة نقل المرضى. إضافة إلى ذلك، كثير من المبادرات التطوعية تعمل بشكل غير مؤسسي، ما يصعّب تأمين التمويل والأدوات والتدريب اللازم، ويزيد من صعوبة استمرار هذه المبادرات على المدى الطويل. كما يواجه المتطوعون ضغوطا نفسية وجسدية نتيجة العمل في ظروف طوارئ مستمرة، وهو ما يتطلب برامج دعم وتأهيل للحد من الإجهاد والاحتراق المهني، وضمان استدامة جهودهم.

ويشير السلخي إلى أن تعزيز التطوع الشبابي يتطلب تبني سياسات عملية تراعي احتياجات المتطوعين وتدعم استمرارية جهودهم. ومن هذه السياسات إنشاء منصات وطنية ومحلية تنسق بين المتطوعين والمنظمات، وتسهّل التدريب وتوثيق ساعات التطوع والخبرات المكتسبة، بما يعزز الاعتراف الرسمي ويزيد من قابلية التمويل. كما يؤكد أهمية برامج تدريبية ودعم نفسي للمتطوعين، لا سيما في قطاعات الطوارئ والصحة النفسية، بالإضافة إلى وضع آليات حماية قانونية ولوجستية تضمن سلامتهم أثناء أداء مهامهم وتسهّل الحركة في الحالات الطارئة. 

كما يشدد على ضرورة تأمين تمويل مستدام عبر شراكات بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات المانحة الدولية، لدعم المبادرات الشبابية الصغيرة والمتوسطة، وإدماج المتطوعين في خطط التعافي والتنمية لضمان استمرارية أثر جهودهم وتحويل المبادرات التطوعية إلى أدوات فعّالة للتغيير طويل الأمد. ويكمل: في سياق التحديات الاجتماعية، يبرز العمل التطوعي النسائي والشبابي كعنصر حيوي. فالنساء في فلسطين يقدّمن مساهمات نوعية من خلال المبادرات الصحية، التعليمية، والمجتمعية، كما تشارك مجموعات شبابية في تنظيم الفعاليات الرياضية والمبادرات الترفيهية للأطفال، ما يعزز صحة المجتمع النفسية والجسدية ويخلق بيئة تفاعلية داعمة. 

ويخلص الدكتور السلخي إلى أن العمل التطوعي في فلسطين يقدم حلولاً مبتكرة لمشكلات يومية، ما يجعله نموذجاً حيوياً يمكن البناء عليه لتعزيز ثقافة التطوع على المستويين المحلي والإقليمي. 

مقارنة إقليمية ودولية: ماذا نتعلّم من الجوار؟

تؤكد التجارب في دول عربية مثل الإمارات وقطر على الدور المحوري للدولة في ترسيخ ثقافة التطوع من خلال مبادرات وطنية ومنصات مركزية تربط المتطوعين بالمشروعات. وتظهر الدراسات الإقليمية أن المؤشرات الإحصائية تتحسن بشكل ملحوظ عند تبني سياسات واضحة لدعم التطوع المؤسسي، بينما يستمر التطوع غير الرسمي في شغل مساحة كبيرة من النشاط التطوعي، ما يتيح قاعدة واسعة يمكن تطويرها إلى مؤسسات رسمية فعّالة.

في هذا السياق، سلطت دراسة حديثة بعنوان «From Informal to Formal: Features of Volunteering in Arab Countries»، نشرت في مجلة Changing Societies & Personalities (المجلد 8، العدد 1، 2024)، الضوء على التحولات البنيوية والثقافية للعمل التطوعي في العالم العربي. وأعدّها الباحثان (فياتشيسلاف إيفانوف من جامعة الأبحاث الوطنية العليا للاقتصاد في موسكو، والدكتور السيد العريان من الإسكندرية)، مستندة إلى تحليل بيانات استطلاع إلكتروني شمل متطوعين بالغين من عشرين دولة عربية، من بينها فلسطين، الجزائر، مصر، الأردن، لبنان، تونس، المغرب، ودول الخليج العربي.

وتعرّف الدراسة العمل التطوعي على أنه مجموعة من الأنشطة الاجتماعية الجماعية ذات الطابع الإنساني، تمتد على مدى زمني محدد، وتُمارس من دون مقابل مادي، وغالبًا ضمن مؤسسات رسمية، لخدمة قضايا عامة أو أفراد يحتاجون الدعم. كما ترى أن التطوع يعد أحد أشكال المشاركة الاجتماعية إلى جانب أنشطة أخرى مثل التبرع، والانخراط في مجموعات محلية، والممارسات البيئية والأخلاقية، مشيرة إلى أن المشاركة الاجتماعية متجذرة تاريخيا وتشكل عنصرا محوريا في حياة الأفراد والمجتمعات.

وتستند الدراسة أيضا إلى نموذج "سلّم المشاركة" الذي وضعته أرنشتاين عام 1969، والذي صنّف مستويات المشاركة من عدمها وصولا إلى تحكّم المواطنين في القرارات، وقد طوّره لاحقا الاتحاد الدولي للمشاركة العامة (IAP2) لتقديم طيف واسع من الأنشطة، بدءا من تبادل المعلومات ووصولا إلى التشاور والتعاون مع الجهات الرسمية في قضايا تهم المجتمع.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن العمل التطوعي في العالم العربي يشهد تحوّلًا نوعيا؛ إذ لم يعد مرتبطا بالبعد الديني التقليدي فحسب، بل أصبح ممارسة اجتماعية متنامية تُعدّ آلية فاعلة للتغيير الإيجابي والمستدام. ويشارك المتطوعون العرب في طيف واسع من أنشطة المساعدة، مدفوعين بروح المسؤولية الاجتماعية والانتماء المجتمعي، فيما ساهم الدعم الحكومي في كثير من الدول العربية بشكل ملموس في ترسيخ ثقافة التطوع وبناء بنيته التحتية.

وتظهر التحولات الإيجابية في مجالات عدة، منها توسّع نطاق العمل التطوعي وتنوع مجالاته بصورة ملحوظة، ارتفاع أعداد المتطوعين المنخرطين في العمل المنظّم عبر الجمعيات والمنظمات غير الربحية لتقترب من المعدلات العالمية، وتعزيز وعي الأفراد بهويتهم التطوعية وفهمهم لدور المنظمات غير الحكومية في معالجة القضايا الاجتماعية. كما برزت نظرة إيجابية واسعة بين المواطنين العرب تجاه العمل التطوعي وأثره في مواجهة التحديات المجتمعية، فيما أظهرت البيانات أن المتطوعين العرب يتميزون بمستوى متقارب من الثقة الاجتماعية على المستويين القريب والبعيد، ما يعكس خصوصيات الثقافة والدين والسياق الاجتماعي العربي مقارنة بدول أخرى مثل روسيا.

على المستوى الدولي، تُبرز برامج مثل منظومة متطوعي الأمم المتحدة قدرة الشباب على إحداث أثر ملموس في مجالات الصحة والتعليم وبناء السلام، مع تسجيل أرقام قياسية في عدد المتطوعين، بما يعكس أهمية العمل التطوعي كرافد أساسي لدعم التنمية المستدامة محلياً وعالمياً.

وتشير البيانات أن متطوعي الأمم المتحدة قدموا دعما مباشرا لـ59 شريكا من شركاء المنظمة في 169 دولة وإقليما، ما وسّع من نطاق أنشطة المنظمة التنفيذية وعزز التواصل مع المجتمعات المحلية. كما ارتفع عدد الجنسيات الممثلة ضمن البرنامج إلى 181 جنسية مقارنة بـ 173 جنسية في عام 2021، ما أسهم في تعزيز التنوع والشمول بين المتطوعين. ومن أصل العدد الإجمالي، عمل 10,150 متطوعا وطنيا في بلدانهم الأصلية، فيما شارك 3,175 متطوعا دوليا في مهام خارج أوطانهم، وكان معظمهم -نحو 13,288 شخصا- من دول الجنوب العالمي، إلى جانب مئات المتطوعين من اللاجئين والمجتمعات المحلية.

وفي أحدث البيانات الإحصائية، سجّل البرنامج رقما قياسيا بلغ 14,631 متطوعًا، ما يعكس زيادة بنسبة 14% مقارنة بعام 2023، و77% مقارنة بعام 2019 قبل الجائحة، مؤكدًا أهمية العمل التطوعي كرافد أساسي لدعم التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي، ومبرزا الدور الحيوي للشراكات والتنسيق المؤسسي في تحقيق أثر مستدام وملموس على المجتمعات.

التطوع الشبابي في فلسطين، كما في كثير من المجتمعات العربية، ليس ترفاً بل ضرورة و آلية حيّة للتعايش مع قيود الواقع ولخلق حلول محلية. قيود التمويل والحماية والسياسات لا تقلل من قيمة العمل الذي يقوم به الشباب، لكنها تبرز الحاجة إلى تحويل هذا الحماس إلى قوة منظّمة ومستدامة. عبر الاعتراف الرسمي، التدريب، والشراكات الذكية، يمكن لهذه الحركة أن تتحول من ردّ فعل طارئ إلى رافد دائم للتنمية المجتمعية.


دوز


2025-10-14 || 17:13






مختارات


فيلم "فلسطين 36" في القائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي

عامان من الحرب: ماذا حل بعمال الداخل المنسيين؟

الصحة العالمية: 15 ألف شخص بترت أطرافهم جراء حرب غزة

جودة البيئة: استدامة المراعي الطبيعية ركيزة لتعزيز الصمود

ترامب: نتحدث عن إعمار غزة لا عن حل الدولتين

استطلاع: الفلسطينيون يؤيدون وقف الحرب ويسعون إلى تسوية عادلة

وين أروح بنابلس؟

2025 10

يكون الجو غائماً جزئياً إلى صافٍ، ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة لتصبح أدنى من معدلها السنوي العام بحوالي درجتين مئويتين، وتتراوح في نابلس بين 25 نهاراً و15 ليلاً.

25/ 15

أسعار العملات

الدولار الأمريكي الدينار الأردني اليورو الأوروبي
3.30 4.66 3.83