أغاني الوارث المتلاف للشاعر زكريا محمد
ولد الشاعر والروائي الفلسطيني زكريا محمد في ضواحي نابلس عام 1951. درس الأدب العربي في جامعة بغداد بالعراق. بعد أن أتم دراسته عام 1975 عمل صحفياً في بيروت وعمّان ودمشق حيث رأس تحرير العديد من المجلات السياسية والثقافية والأدبية. له العديد من الكتب والأبحاث
أورثني أبي مالاً وعقاراً
أتلفته كله
لم أقامر
لم أعش رفهاً
ولم أتبع ملذات جسدي
في الأشياء الصغيرة بددت ميراثي
في الأشياء الصغيرة
بيتي مملوء بها:
حمار بديع من زيتون القدس
غزال صيني منحوت من حبة أرز
حجر بهت يعقد اللسان من خراسان
وصحن من فخار
عليه حية تبتلع ذيلها.
2
أعمل اليوم عند إسكاف
أتكسّب من خرز الأحذية
وحين يمتلئ بطني
وأشرب كأس نبيذ
أعود إلى بيتي
وأتأمل
بين الضوء والعتمة
حماري الخشبي البديع
والحية التي تبتلع ذاتها.
3
لا أحد يهتم بما أملك
أنا لا أعرضه على أحد
غير أنني جعلت على الجدران مرايا
كي أكثّر أشيائي وأضاعفها:
الحمار البديع يصير قطيعاً من حمر الزيتون
وأنا أصير عشرين رجلا
همهم أن يبددوا ثرواتهم على الأشياء التي لا تسمن
ولا تغني من جوع.
4
الصنعة تنحدر
من يقدّرون الأشياء الصغيرة باتوا في القبور
لا أحد
كي يضرب رأسه بالحائط من مهارة الصانع
لا أحد
كي يقطع إصبعه لأنها لا تقدر على نحت بديع من خشب اللوز
ساعتي تقترب
بعدي سيكون العالم خاوياً
لن يكون أحد قادراً على فهم الحية التي تبلع ذيلها
اليوم الذي سأحرق فيه أشيائي
يقترب هو الآخر.
* من مجموعة (أحجار البهت).
الكاتب: زكريا محمد
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2015-09-13 || 09:33