إف 35 مقابل التطبيع؟ إسرائيل تضغط على ترامب قبل لقاء بن سلمان
قبيل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، كشفت مصادر عن ضغوط إسرائيلية على إدارة ترامب لربط بيع مقاتلات إف-35 للرياض بالتطبيع مع إسرائيل. فهل تتحول صفقة السلاح إلى بوابة التطبيع؟
قال موقع "أكسيوس" الإخباري، الأحد 16.11.2025 إن إسرائيل تريد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يشترط على السعودية تطبيع العلاقات معها مقابل بيع طائرات "إف-35" للمملكة.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن إسرائيل لا تعارض بيع الولايات المتحدة طائرات "إف-35" للسعودية، لكنها شددت على ضرورة أن يتم ذلك في إطار تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين "أبلغنا إدارة ترامب أن تزويد السعودية بطائرات إف-35 يجب أن يكون خاضعاً لشرط تطبيع علاقاتها مع إسرائيل".
وأضاف المسؤول أن قيام الولايات المتحدة بتزويد السعودية طائرات "إف-35" دون الحصول على أي مكاسب دبلوماسية في المقابل سيكون "خطأً ويأتي بنتائج عكسية".
ويزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن اعتباراً من غدٍ بعد غياب سبع سنوات، حيث سيضغط من أجل الحصول على ضمانات أمنية، بينما سيحثه ترامب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
"تعاون أمني إقليمي"
وتعد الزيارة أول زيارة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة منذ مقتل الصحافي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين، ما أثار غضباً عالمياً وأدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين لفترة وجيزة.
تربط الأمير محمد بن سلمان علاقة صداقة بترامب، وقد تعززت هذه العلاقة إثر الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الأمريكي خلال زيارته لأكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم في أيار/ مايو، والتي أثمرت عن تعهدات باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار.
قبل وصوله، حضّ ترامب صراحة السعودية على تطبيع علاقاتها بإسرائيل من خلال الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وقال ترامب في منتدى أعمال في ميامي: "هناك الكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى اتفاقيات أبراهام، ونأمل أن نحظى بموافقة المملكة العربية السعودية قريباً جداً".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي ثانٍ قوله إنه "على عكس تزويد تركيا بطائرات إف-35 الذي نعارضه بشدة، فإننا أقل قلقاً بشأن مثل هذا النظام التسليحي في السعودية إذا كان جزءاً من تعاون أمني إقليمي في إطار اتفاقيات أبراهام، كما هو الحال مع الإمارات".
وقال الموقع إنه من المرجح أن تطلب إسرائيل ضمانات أمنية مماثلة من الولايات المتحدة إذا تم إبرام صفقة طائرات "إف-35" مع السعودية.
وفي ذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن القلق الرئيسي هو أن السعودية أقرب بكثير إلى إسرائيل من الإمارات، مضيفاً: "تستغرق طائرة إف-35 دقائق فقط للطيران من السعودية إلى إسرائيل".
"خارطة طريق واضحة نحو التطبيع"
ومن المرجح أن تطالب إسرائيل بألا يتم نشر أي طائرات إف-35 التي ستُزود بها السعودية في قواعد القوات الجوية السعودية الواقعة في الأجزاء الغربية من البلاد.
ويرى خبراء أنه من غير المرجح أن توافق السعودية على التطبيع في هذه المرحلة، إذ حدد الأمير محمد بن سلمان أولوية تقوم على انتزاع ضمانات أمنية أمريكية أكثر صرامة بعد الضربات الإسرائيلية في أيلول/ سبتمبر على قطر، والتي هزت منطقة الخليج الغنية.
ويُضاف إلى ذلك قيادة السعودية مسعى دولي لإقامة دولة فلسطينية، وهو شرطها المعلن لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال المسؤول الإسرائيلي لموقع "أكسيوس" إنه "يجب أن يغيّر السعوديون موقفهم خلال هذه الزيارة. من المهم أن يؤدي اجتماع ترامب ومحمد بن سلمان إلى وضع خارطة طريق واضحة نحو التطبيع".
بالتعاون مع دويتشه فيله
2025-11-16 || 20:52