"إصلاح وإنقاذ".. حكومة نواف سلام تبصر النور وسط ترحيب
بعد عامين من شغور المنصب، أُعلن في لبنان عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام الذي وصف نفسه بكونه رئيس حكومة "إنقاذ وإصلاح". ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتشكيل الحكومة الجديدة.
أعلنت الرئاسة اللبنانية، السبت 08.02.2025، تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام مؤلفة من 24 وزيراً بينهم خمس نساء.
وخرجت الحكومة من رحم مفاوضات مكثفة قام بها القاضي المخضرم نواف سلام على وقع تغييرات في موازين القوى السياسية في لبنان الذي يئن على مدى الأعوام الماضية من انهيار اقتصادي غير مسبوق وحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وتعهّد سلام بأن يكون رئيساً لحكومة "الإصلاح والإنقاذ"، والعمل على إعادة بناء "الثقة" مع الدول العربية والمجتمع الدولي.
وعقب إعلان تشكيل حكومته، قال سلام "إن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي"، عبر "تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة انسحاب إسرائيل حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية، وذلك بالتلازم مع إعادة الإعمار".
وأضاف "ستسعى هذه الحكومة إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي وبين لبنان والمجتمع الدولي".
ضعف نفوذ حزب الله
وكان الرئيس اللبناني جوزيف (جوزاف) عون قد كلف القاضي الرئيس سلام في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، بتشكيل حكومة جديدة، بعد حصوله على 84 صوتاً من أصوات النواب البالغ عددهم 128 نائباً في الاستشارات النيابية الملزمة.
وقالت الرئاسة في بيان إن "الرئيس عون وقّع مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومرسوم تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيراً".
وأتى تشكيل الحكومة غداة إعلان مسؤولة أمريكية بارزة من لبنان، بأن واشنطن تعارض مشاركة حزب الله الشيعي في الحكومة اللبنانية بعد "هزيمته" عسكريا من جانب إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، "وضعنا في الولايات المتحدة خطوطًا حمراء واضحة، تمنعهم (حزب الله) من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة" المقبلة.
وأضافت "لقد بدأت نهاية عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم. لقد انتهى"، معتبرة أن إسرائيل "هزمت" الحزب.
ومني حزب الله المدعوم من طهران بنكسات عدة في مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
فصل جديد ومشرق
وقوبل تشكيل حكومة نواف سلام بترحيب الأمم المتحدة؛ إذ قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت إن تشكيل الحكومة يمثّل "فصلاً جديداً ومشرقاً" للبلاد.
وقالت في تعليق على منصة إكس "إن تشكيل الحكومة اليوم يمهد لفصل جديد ومشرق للبنان. تتطلع الأمم المتحدة إلى العمل مع حكومة لبنان في جهودها الرامية إلى تعزيز الإصلاحات الأساسية وتوطيد الأمن والاستقرار من خلال التنفيذ الكامل للقرار 1701".
من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال في لبنان إن التكتل الأوروبي يدعم الحكومة اللبنانية الجديدة.
وأضافت في تغريدة "نعرب عن دعمنا للحكومة اللبنانية الجديدة ونرحب بالتزام الرئيس نواف سلام ببرنامجها الإصلاحي. هذه الإصلاحات ضرورية. نعتمد على جميع المسؤولين ليس فقط لاعتماد هذه الإصلاحات، بل أيضًا لتنفيذها".
كما رحبت السفارة الأمريكية في بيروت "بتشكيل الحكومة، قائلة: "يستحق الشعب اللبناني حكومة تعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، ومحاربة الفساد، وتنفيذ الإصلاحات اللازمة".
بالتعاون مع دويتشه فيله
2025-02-08 || 19:22