رسالة من رئيس جامعة بيرزيت إلى خريجي الفوج 49
يشهد خطاب رئيس جامعة بيرزيت طلال شهوان موقفاً استثنائياً لتخريج الفوج التاسع والأربعين تزامناً مع مرور مئة عام على تأسيس الجامعة، حيث تم تأجيل حفل التخرج تضامناً مع معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
الأعزاء خريجات وخريجو الفوج الـتاسع والأربعين من جامعة بيرزيت،
إنه لمن دواعي الافتخار ومباعث الابتهاج أن يتصادف موعد تخرجكم هذا العام مع مرور مئة عام على تأسيس مسيرة التعليم لصرحنا العلمي المتميز، حيث كانت البدايات الأولى على شكل مدرسة تدرجت في تطورها لتصل إلى جامعة، ليست كأية جامعة، فهي جامعة بيرزيت، التي سطرت عبر مسيرتها المجيدة صفحات من الإبداع والتفرد، تزهو بها متاحف الذاكرة، ويحتفي بها الحاضر، ويرقب وعدها المستقبل.
ها قد حان موعد تخرجكم بعد سنوات من العمل المثابر والتضحيات، منكم ومن عائلاتكم العزيزة. وفي الوقت الذي نسعد فيه ونحن نراكم تحصدون ثمار جهودكم، وتطرقون أبواب مستقبلكم ومستقبل البلاد، فإننا في آن معاً نتابع بقلوب مثقلة بالألم جريمة الإبادة الاستعمارية في قطاع غزة وصنوف المعاناة المتعددة على امتداد وطننا. هذه الظروف العصيبة تجعل من الشاق علينا جميعاً تجاوز أحزاننا واستقبال الفرح، والاحتفاء المستحق بكم وبذويكم، كما درجت العادة في كل موسم للتخرج. من هنا جاء قرار أسرة الجامعة بتأجيل حفل التخرج السنوي لهذا العام، تعبيراً عن التزامنا الأخلاقي والوطني تجاه آلام ومعاناة شعبنا، في ظل حرمان الطلبة في قطاع غزة من حقهم في التعليم وتدمير المؤسسات والجامعات، ونحن واثقون بأن كل خريج منكم، بروحه النبيلة وفهمه العميق للواقع الذي نعيشه، سيقدر ضرورة هذا القرار.
الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء
العلم هو البقاء وهو التطور، ولعل تفرد المكانة لجامعة بيرزيت لم يكن ليتأتى لولا تضافر الجهود والعمل المثمر من طلبتها وأساتذتها وموظفيها، وحاضنتها الواسعة من الخريجين والأصدقاء والمحبين، فهي جامعةٌ لمواصفات يندر اجتماعها في جامعات أخرى، أكاديمياً ومجتمعياً ووطنياً وإنسانياً. ومع بداية فصل جديد في حياتكم، فإن جامعة بيرزيت تعبر عن فخرها الكبير بكل خريج منكم، وتؤمن بأنكم مزودون بالمعارف والقيم التي تؤهلكم لمواجهة تحديات الحياة وبناء مستقبل ناجح لذاتكم، وقيادة التغيير الإيجابي، والمساهمة في رقي مجتمعنا ورفعته، في إطار مسيرة شعبنا نحو التحرر والتطور. كونوا واثقين أن جامعتكم ستظل تذكركم بفيض من المحبة، وبعميق من الثقة بأنكم رسل أوفياء لرسالتها ولقيمها العظيمة."
مع خالص الأمنيات بالتوفيق
المصدر: جامعة بيرزيت
2024-07-03 || 21:42