على من يقع لوم تغيير برامج طلبة النجاح؟

اشتكى عدد كبير من طلبة جامعة النجاح من تغيير برامجهم الدراسية من قبل عمداء ورؤساء أقسام الكليات. ولم يقتصر التغيير على عدم الرجوع إلى الطالب عند نقل المواعيد، بل طال أيضا تغيير مُدرّسي المساقات. وعن هذا التغيير قالت الطالبة مرح من كلية الإعلام: "قمت بتسجيل مادة بموعد يناسبني وعند أستاذ أنا معنية بأسلوب تدريسه، وبعد يومين فتحت الزاجل وفوجئت بتغير موعد المساق. لم أنزعج من الموعد الجديد بقدر ما انزعجت من تغيير مدرس المساق". وأضافت مرح: "لا يكفي أننا نتوجه يوميا إلى كلية الطب لعدم توفر قاعات، أو بالأحرى لعدم وجود كلية خاصة بطلبة الإعلام، بل اشتدت عدم اللامبالاة براحة الطالب عندما وُضعنا في مختبر طبي ضيق المساحة وذي رائحة منفرة، فقام أستاذ المساق بإعطائنا المادة في إحدى ممرات المعهد الكوري بالجامعة". لا تقتصر المشكلة على التغيير [caption id="attachment_11766" align="alignnone" width="620"] تأجل الدوام وتم تمديد فترة السحب والإضافة بعد أن كان مقررا بدء العام الدراسي الأحد الماضي.[/caption] ولطلبة كلية الطب وعلوم الصحة نصيب من هذا التغيير، فعلى الرغم من اتباعهم "نظام الشُعب" حيث التسجيل في شعبة  يعني التسجيل لمساقات الأسبوع بأكمله، إلا أنهم لم يتوقعوا قيام أحد المسؤولين عن نقل الشعب بسحب مساقات يوم بأكمله ليوزعها على أيام الأسبوع في مواعيد قد لا تناسب الطلبة. وعن تضارب مواعيد طلبة كلية الطب، عبرت الطالبة بيان عن استيائها من المواعيد الجديدة، كما اضطر بعض الطلاب إلى تغيير الشعبة المسجلة عند أساتذة معينين إلى شعبة أخرى لا يريدونها، لكن المواعيد أجبرتهم على ذلك. قد لا يبدو تغيير موعد المساق أو حتى تغيير مدرسه سيئا لبعض الطلبة، لكنه بالتأكيد "كارثة" لطلاب آخرين اضطروا إلى تمديد دراستهم فصلا جامعيا كاملا، بسبب قيام رئيس القسم بسحب مادة أو أكثر من برامج الطلبة، وهذا ما حصل مع الطالبة آلاء من كلية العلوم. "مسكونا من الإيد اللي بتوجع" "لاحظت أن معظم حالات تغيير برامج الطلبة حصلت في آخر يومين قبل انتهاء فترة سحب المواد، وذلك للتضييق على الطالب وليضطر لقبول جدوله كما هو حتى لا يضيع عليه الحق المالي، أو بعبارة أخرى: مسكوا الطالب من الإيد اللي بتوجعوا"، هذا ما قالته الطالبة روند بعدما شرحت لــدوز عن معاناتها من قلب برنامجها رأسا على عقب بعد أن قامت بتسجيل المواد التي تريدها عند "أساتذة رائعين"، على حد قولها. وفي الجهة المقابلة، وضح رئيس قسم الفنون التطبيقية هاني الفران أسباب قيامه بتغيير برامج الطالبة، قائلا: "أقوم بنقل الطالب من مساق إلى آخر بناء على أوقات المدرسين وتوفر القاعات، ولتغيير برنامج الطالب اعتبارين رئيسيين هما: عدم نقل أوائل الطلبة المسجلين في المساق إلا في حالة تضارب مواعيد أواخر الطلبة المسجلين مع الموعد الجديد". وتابع الفران: "سبب آخر يدفع رئيس القسم إلى تغيير برنامج الطالب، وهو في حالة وجود شعبتين لمساق مادة إجباري تخصص، حينها أقوم بموازنة عدد الطلاب في الشعبتين حتى يأخذ الطالب ومدرس المساق حقهما في توفير بيئة مناسبة وجو دراسي ملائم". وذكر الفران أن الطالب لا يرى نفسه سوى الضحية في فترة التسجيل ولا يعلم مدى المعاناة التي يمر بها عمداء ورؤساء الأقسام في محاولتهم تعديل برامج الطلبة عدة مرات ليخرجوا ببرنامج يناسب الجميع. اللوم على الطالب ورئيس القسم [caption id="attachment_11767" align="alignnone" width="620"] ازدحام الطلبة لدفع رسوم التسجيل قد يساوي أعداد الطلبة الذين ينتظرون أمام مكاتب رؤساء الأقسام لتعديل برامجهم.[/caption] وعن جذور أسباب تغيير برامج الطلاب، فسر المشرف العام للحرم الجامعي الجديد فتح الله الخليلي عدم رغبة الطلاب في أن يمتد دوامهم الجامعي لساعات متأخرة، وقال إن مواعيد محاضرات الجامعات في دول العالم قد تمتد لساعات مسائية متأخرة، على عكس ما يحصل في جامعة النجاح حيث ينتهي الدوام بوقت مبكر كأنها مدرسة "خاوية على عروشها" بعد الساعة الرابعة. ولهذا السبب اضطرت الجامعة إلى حصر الدوام بين الساعة الثامنة صباحا والرابعة مساء، مما أدى إلى وجود عجز في توفير قاعات للطلبة، إضافة إلى إصرار الطلبة على اختيار أستاذ معين وهذا بدوره يؤدي إلى تراكمهم في شعبة واحدة، مما يدفع رؤساء الأقسام إلى تغيير برامج الطلبة. وأضاف الخليلي: "يقع اللوم أيضا على رؤساء الأقسام، وذلك لسعي كل منهم لتوفير قاعات مناسبة في أوقات ملائمة لطلبتهم، دون أن يتعاونوا مع بعضهم البعض لتوفير قاعات من كلياتهم لطلبة كليات أخرى، وخاصة طلبة كليتي الإعلام والقانون". وعن مبنى كليتي الإعلام والقانون، أوضح الخليلي أن أعمال البناء مستمرة هذا الفصل ويتوقع أن يجهز المبنى بداية الفصل الصيفي القادم، وبهذا قد تحل مشكلة تغيير برامج الطلبة بسبب توفر 32 قاعة جديدة عندما يجهز المبنى. استمع إلى ما يقوله طالبان بعد تغيير برنامجهما: https://soundcloud.com/golocal/arirouvjpy1u     إعداد: ولاء عوكل وجلاء أبو عرب المحرر: عبد الرحمن عثمان