منذ خمسين عاماً وأم حسن بيدس من يافا تعيش في بيت بُني منذ فترة حكم الإنجليز في طولكرم (مقابل بنك فلسطين). وعن ذكرياتها فيه تقول لـدوز "لقد عشت أجمل لحظات حياتي في هذا المنزل، بعد أن قمنا بترميمه، وأنجبت فيه أبنائي الأربعة، الذين تربوا بين أحجاره القديمة" متابعة، "عرض علي ابني السكن في بيت ملك برام الله، بدلاً من الإيجار، إلا أنني رفضت ذلك لتعلقي الشديد بهذا المنزل".
وبتأثر باد على وجهها، أشارت أم حسن إلى أن "أصحاب المنزل طالبونا قبل ثماني سنوات بإخلاء المنزل تمهيداً لهدمه وبناء عمارة تجارية، الأمر الذي دفعنا لتعيين عدة محامين لمنع الهدم. وقبل أسبوعين تقريباً، عاد أصحاب المنزل ليطالبونا مجدداً بإخلائه". وعرضت أم حسن عليهم شراء المنزل إلا أن أصحابه رفضوا العرض.
بدوره، قال مدير السياحة والآثار في محافظة طولكرم إياد ذوقان لـدوز، إنه تواصل مع أصحاب المنزل وأوضح لهم أن أي قرار بالهدم لا يتم إلا بطريقة قانونية، تتمثل بتقديم طلب ومعاينة المنزل من قبل لجنة فنية من وزارة السياحة والآثار والتي تتخذ القرار النهائي بهذا الشأن.
لا يتجاوز 100 عام
ويشار إلى أن البيت غير محمي ضمن قانون التراث الثقافي لعدم تجاوزه 100 عام. وبهذا الخصوص أكد ذوقان "أن البيوت التي لا تتجاوز مئة عام ولكنها تتمتع بمعايير معينة مثل الصفات الفنية، وعلاقتها بالحياة الاجتماعية وتشكل جزءا من النسيج العمراني، يمكن أن يتم حمايتها بقرار من وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة شخصياً".
بعد تواصل دوز مع مديرية الآثار، أوضح ذوقان أنه أرسل كتاباً لمدير مديرية الشرطة في طولكرم العقيد عزام جبارة، الأربعاء 06.03.2019، مطالبا بأخذ تعهدات على أصحاب المنزل بعدم المساس أو التصرف بالمنزل أو تعريضه لأي خطر.
أما فيما يتعلق بحماية البيوت التاريخية، فأشار ذوقان إلى أن وزارة السياحة والآثار تنفذ مشروعاً يقضي بحصر البيوت التاريخية وأعمارها في كافة المحافظات بتمويل من إحدى الدول العربية، ويتضمن المشروع تشكيل لجنة فنية تحصر المباني التاريخية لحمايتها.
الكاتبة: سارة قاروط
المحررة: جلاء أبو عرب