مراكز التقوية.. بين مسؤولية الأهل والمدرسة
كان معروفاً أن طلبة الثانوية العامة هم الفئة المستهدفة للدروس الخصوصية ومراكز التقوية. مؤخراً افتتحت مجموعة مراكز تستهدف الطلبة من المراحل المبكرة. فما علاقة ذلك بمستوى التعليم واهتمام الأهل؟
يشبه البعض الدروس الخصوصية ومراكز التقوية الأكاديمية بعالم البورصة، فهل هو ملعب للربح والتجارة أم محاولة لتحسين المستوى التعليمي للطلاب. ويبقى السؤال عالقاً هنا.
افتتحت مؤخرا عدة مراكز للتقوية الأكاديمية، وكانت في البداية تقتصر على المرحلة الثانوية، كونها مرحلة مفصلية تؤهل الطلبة لدخول مختلف الجامعات. أما اليوم، تستقبل هذه المراكز طلبة المراحل الابتدائية والإعدادية، من مختلف المستويات، الضعيف حتى المتفوق.
"صعوبة المنهاج"
تركز المراكز التعليمية على إعطاء دروس تقوية في مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية واللغة العربية للمراحل جميعها ذكوراً وإناثاً. ويوضح بعض الأهالي سبب توجه أبنائهم لهذه المراكز، بأنهم "غير قادرين على تدريس المنهاج الجديد والمعقد" حسب قول السيدة مريم دواس عن سبب إرسال ابنتها لمركز تقوية.
وتذكر ربة المنزل خولة أبو الوفا من عقابا، أن هذه الدروس "شر لا بد منه" وأصبحت عادة وروتين للأهل وأبنائهم، مضيفة أن "كل من يملك شهادة يقوم بإعطاء الدروس وأحياناً حتى من لا يملك يعطي. ونحن هنا لا حول لنا ولا قوة".
بدوره، يقول مدير مركز رؤيا الثقافي محمود أبو عرة: "إن هناك تقصيراً من المدارس عموماً". ولكنه لا يضع اللوم على المدرسين، "كون المعلم ملتزم بخطة دراسية معينة". ووصف أبو عرة التعليم بالصف قائلاً، "إنه شبكة لصيد السمك ويلي يتعلم يتعلم". ويتابع أبو عرة، "أن التقصيرالأكبر من الأهل، فدور الوالدين متابعة أطفالهم وتدريسهم وفهم ملاحظات المعلم".
دور الأهل
تشرح مديرة مركز عكاظ الثقافي في الفارعة أماني جمعة: "أن هناك من لا يستطيعون تدريس أبنائهم فعلاً. وهناك من يريدون (أن يشيلوا الحمل عنهم)، أي أنها خطوة لإراحة الضمير تجاه الأبناء بدل تدريسهم".
أما مدير مدرسة ابن الهيثم في عقابا جعفر غنام، فيقول: "الناس ما بدها تتعب حالها، والمعلمين مش سوبر"، مؤكداً على أن "المعلم يقوم بعمله على أكمل وجه ويبقى الدور الأكبر والأهم على الأهل لمتابعة أبنائهم". وبدروها، تذكرمديرة مدرسة بنات عقابا الأساسية نعمة رافع، "أن هذه المراكز وجدت وتتزايد لأهداف ربحية ليس إلا".
وتوضح رافع، أن هناك غرفة في المدرسة تسمى غرفة (المصادر) لأطفال المستوى الضعيف. ونسبة التحسن تكون عادة 40%، ومع متابعة الأهالي تزداد هذه النسبة، مضيفة أن "القهوة عند الجارة هو يلي بدفع للمراكز".
الكاتبة: ملك أبو عرار
المحررة: جلاء أبو عرب
2017-11-12 || 18:27