"عنب الخليل" لأوّل مرة في نابلس
تضمّ فلسطين حواليّ 50 صنفاً من العنب، ممّا يدلّل على أهمّية هذا المنتج في القطاع الزّراعي. لذلك كان للعنب الفلسطيني مهرجان منذ أكثر من 40 عاماً. المهرجان ينتقل من الخليل إلى نابلس لأوّل مرّة، فكيف كانت أصداؤه هناك؟
مقابل مجمع بلدية نابلس التجاري وسط نابلس، تجمهر العشرات من أهالي نابلس وخارجها لشراء أصناف من العنب ومنتجاته، حيث أقيم مهرجان العنب الفلسطيني، يوم الخميس الموافق 21.09.2017.
من خلف طاولته المزيّنة بمجسّم لقبّة الصّخرة مكسوّة بحبّات العنب، تحدث محمد جعارفة من مديرية الزراعة في الخليل لـدوز قائلاً: "يوجد لدينا هنا العنب البيتوني والحلواني والزيتي، وهذه هي أكثر الأصناف المشهورة في الخليل. علماً أن هناك أصنافاً أخرى". كما توفّر في المعرض العنب الجندلي والمراوي والشامي، إضافة لمنتجات العنب مثل الزبيب (العنب المجفّف) والدّبس والعنبيّة أو العنطبيخ، والذي يتمّ تحضيره بطبخ العنب لسبع ساعات على النّار بدون إضافة السّكّر.
وعن تصنيع الدّبس قال فتحي أبو عياش لـدوز: "يتم غسل العنب ومن ثم تنظيفه من الشوائب، ثم نغسله مرة ثانية ونعصره ونغليه، وبعدها نصفّيه. ويؤكل مع الطحينة أو الزيت، وهو غذاء كامل وفيه سعرات حرارية عالية، ويستخدم علاجاً للعديد من الأمراض، وخاصة اليرقان".
موقع غير مناسب
كما تحدّثت مديرة جمعية المرأة الريفية التعاونية في الخليل سوسن الشلالفه عن سمّاق الحصرم، الّذي يتم تصنيعه من الحصرم (العنب غير الناضج)، إذ يتم تجفيفه ومن ثم طحنه ليستخدم بديلاً للسماق. وكذلك الشدّة، التي تدخل في صناعتها حبّة البركة (القزحة) والسمسم والقمح المطحون ودبس العنب، وتستخدم لعلاج ضعف الدم ولأمراض القولون وضعف الذاكرة.
وانتقدت الشلالفة موقع المعرض بقولها إنه "غير مناسب نهائياً لنا كسيدات، لأنه يقع على الشارع مباشرة، إذ إننا تفاجأنا بالمكان واعتقدنا أنه سيتم وضع عريش (غطاء) ويكون داخل المجمع، وفي رام الله كان منظماً ومرتباً". وأشارت إلى أن سبب نقل المعرض هو عدم مقدرة الأهالي على المجيء إلى الخليل لصعوبة المواصلات.
وتحدّث المزارع مروان جويحان لـدوز عن موسم العنب، الذي يبدأ في شهر آب وينتهي في شهر كانون الأول، وإن "اعتنى المزارع بأشجار العنب، فسيستمر الموسم حتى منتصف كانون الأول". وأكد أن الموسم هذا العام كان جيداً.
عن المهرجان
وعن تنظيم المهرجان قال رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني فتحي أبو عياش: "ننظم يوماً تسويقياً للعنب في الخليل كل عام، وفي هذا العام تم تنظيم مهرجان في رام الله لمدة يومين وفي ونابلس ليوم واحد".
وقال أبو عياش، إن الهدف من المهرجان هو "تشبيك العلاقات ما بين المستهلك والمنتج، بالإضافة إلى الحفاظ على تراثنا والذي يتمثل بالشهد في العنب الخليلي وزيادة نسبة السكر فيه عن غيره". وأضاف: "جميع أنواع العنب ومنتجاته هي من الخليل".
وتم تنظيم أول مهرجان للعنب في عام 1972 بمدينة الخليل، حينما كان رئيس بلدية الخليل هو محمد علي الجعبري.
وأشار أبو عياش إلى أن الاختلاف بين أصناف العنب هو وقت النضوج، إذ ينضج البيروتي والمراوي قبل نضوج الجندلي. وأشار إلى وجود حوالي خمسين صنفاً من العنب الخليلي في فلسطين، والمتداول في الأسواق منها هو 17 صنفاً، كما أن مساحة الأراضي المزروعة هي 63640 دونماً، بإنتاجية 55 ألف طن.
أسعار مرتفعة
وقال المزارع جواد سعيد من مدينة الخليل: "نعمل هنا على تعريف أهالي الشمال بأنواع العنب وأشكاله". وأضاف: "أراضي محافظة الخليل تنجح بها زراعة العنب بسبب الطقس والتربة، ولأن التربة تخزن المياه، فلا نروي العنب، ولكنه ينجح في نابلس وجنين مع سقاية التربة، وينمو العنب في الخليل عن طريق الحراثة وليس الري المستمرّ".
"المهرجان ممتع وجميل ومنتجاتهم ليست موجودة في نابلس. اشتريت مربى التين وهو لذيذ الطعم، أما الأسعار فوجدتها مرتفعة قليلاً"، هذا ما قالته الزائرة للمهرجان عائشة زعرور من مدينة نابلس.
ويذكر أن المهرجان نظم بالتعاون مع محافظة نابلس ومديرية زراعة نابلس وبلدية نابلس وغرفة تجارة وصناعة نابلس.
إعداد: سارة أبو الرب ومجد حسين
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2017-09-21 || 22:06