الطّمرية.. حلوى دمشق الصغرى
ذهبية اللون بحجم كفّ اليد، يخرجها الحلونجي من زيت ساخن بعد أن تنهي جولة صناعتها، بداية من إعداد حشوتها البيضاء مروراً بعجينتها. فما الذي أتى بهذه الحلوى إلى نابلس؟
لدى وصولك إلى البلدة القديمة في نابلس، لن تجد مفرّاً من روائح الحلوى بأنواعها، كالعوامة والكنافة والطمرية. وإن زرت محلّ الحلونجي مجدي عرفات (50) عاماً، ستجده يجلس في دكانه الشاهد على حكايا حلوى الطمرية منذ مئتي عام. يقول مجدي عرفات: "أعمل هنا منذ أكثر من أربعين عاما، إذ ورثت هذه الصنعة عن أبي وأجدادي، وشهد هذا الدكان مرور ثلاثة أجيال عليه وأنا هنا الجيل الرابع".
يستيقظ مجدي عرفات صباح كل يوم من الساعة السادسة ونصف ليبدأ بتجهيز عجينة الطمرية والعوامة والمدلوقة، ويسبقها بليلة لتحضير حشوة الطمرية، والتي تتكون من السميد والسكر والمصطكى (المستكة)، وتسمى حشوة الطمرية بالبلوظة.
وعن سبب تسمية الطمرية بهذا الاسم، يروي عرفات قائلاً: "الطمرية حلوى شعبية، إذ بدأ صنعها في مدينة نابلس قبل أكثر من مئتي عام بعد وصول شاب حلونجي إلى البلدة القديمة في نابلس، ويعود أصله إلى مدينة طمرة، وقام بصنعها من العجينة والسميد، لذلك أطلق أهالي البلدة هذا المسمى على الحلوى نسبة لطمرة".
ويتوقف عرفات عن صنع الطمرية في شهر رمضان، لأنها تؤكل ساخنة، ويصنع عوضاً عنها العوامة والمدلوقة.
الطّعم الأصلي
يقول الحلونجي توفيق عسقلان من مدينة نابلس: "حلوى الطمرية هي الحلو التراثي لمدينة نابلس. تتميز بها نابلس عن باقي المدن في فلسطين".
ويعمل عسقلان في صناعة الحلويات منذ سنوات طوال، لكن حلوى الطمرية بدأ بصناعتها منذ ثماني سنوات.
وعن نشأة هذه الحلوى الشعبية يوضح عسقلان، أن منشأ الطمرية قد يكون سوريا أو تركيا أو نابلس، لكن "مدينة نابلس هي الوحيدة التي حافظت على الشكل الأصلي للطمرية من حيث الطعم والحشوة".
حلوى الصّيف
وعن طرق تزيينها يوضح عسقلان أنه يتم تزيينها برش السّكّر النّاعم أو الفستق الحلبي أو تقطيرها (إضافة القطر).
ويضيف عسقلان: "الطمرية تباع بالحبة، وأبيعها بسعر شيكلين للحبة الواحدة، إذ يفضل أهالي مدينة نابلس شراءها صباح كل يوم جمعة قبل موعد الفطور".
وعن مواسم بيعها، يشير عسقلان إلى أنه يزداد طلبها في الصيف أكثر من الشتاء، ويعود ذلك إلى طول ساعات النهار في فصل الصيف.
وتعبر الطالبة في جامعة النجاح أفراح حمد (22 عاماً) عن حبها للطمرية قائلة: "إنها من الحلوى المفضلة لدي. يكفي أنها ذات مذاق تراثيّ نابلسيّ. حينما أتجول بأسواق البلدة القديمة في مدينة نابلس أتجه فوراً لتناولها".
الكاتبة: مجد حسين
فيديو: صابرين عزريل
المحررة: سارة أبو الرب
2017-09-12 || 12:02