اتحاد الكتاب ينعى الكاتب سعيد المسحال
الكاتب سعيد المسحال يفارق الحياة. هو من مواليد قرية الجورة عام 1933 وهو من بنى مؤسسة المسحال الثقافية في غزة، التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية. ورغم انشغاله بمؤسسات نفطية، إلا أنه خلف إرثاً ثقافياً كبيراً.
نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الكاتب سعيد المسحال، الذي وافته المنية الأحد 09.06.2019، في العاصمة الأردنية عمان بعد صراع مرير مع المرض.
وجاء في بيان النعي الصادر عن الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، "أن الرجل الوطني والكاتب الكبير سعيد المسحال ساهم بشكل ملحوظ في العمل الثقافي الوطني، ببنائه لمؤسسة سعيد المسحال للثقافة الفنون في مدينة غزة والتي استهدفت من قبل سلاح الجو الإسرائيلي وأتت على المؤسسة تدميراً جعلها أثراً بعد عين، كما كان للراحل المسحال جولات واسعة بالعمل الوطني، إذ التحق بحركة فتح في بدايات سنوات انطلاقتها وعمل جاهداً من أجل عدالة قضية شعبه وضمان مواصلة النضال من أجل نيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وإذ ينعي اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين في الوطن والشتات القامة الوطنية سعيد المسحال، يؤكد بنفس الوقت على أن المشهد الوطني والثقافي خاصة، فقد راعياً مهماً للثقافة الوطنية وأن خسارته لا يمكن تعويضها إلا بإعادة نشر كتاباته والتعريف به والتنقيب عن آثاره الكثيرة في المستويين الوطني العام والثقافي.
ورفع الاتحاد أسمى معاني التعازي وأصدقها لعائلة المسحال في الوطن والشتات ولعموم الشعب الفلسطيني برحيل الكاتب والسياسي سعيد المسحال، راجياً له الرحمة وحسن المقام عند الرحمن الرحيم وطالباً من الله لذويه وأصدقائه ومعارفه الصبر والسلوان.
كتب الراحل سعيد المسحال سيرة ذاتية عنه جاء فيها:
"ولدت في قرية الجورة في العام 1933م من أسرة مناضلة إذ كان والدي من نشطاء الحركة الوطنية الفلسطينية وتقلد عدة مواقع قيادية وطليعية فيها. وعانى كغيره من مقاتلي شعبنا آنذاك صنوف الاضطهاد والتعذيب والتنكيل به وبأسرتي من اعتقال ونفي وتخريب لمحصولاته ومحاصرته في أقوات عائلته، ناهيك عن مواقفه المتميزة خاصة في تصديه للاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 ومنع كارثة وطنية تمثلت في محاولة طرد لاجئي قطاع غزة على الأردن وانتهاء باعتقال ابنه الثاني من قبل قوات جيش الاحتلال لمدة بلغت عشر سنوات وانتهت بإصابته بالجلطة ووفاته بعد اعتداء أحد الجنود الإسرائيليين عليه.
سرت على خطى والدي رحمه الله وعلى خطى مناضلي شعبنتا وحملت السلاح يافعاً وعمري لم يتجاوز الرابعة عشرة.
اشتركت وأخوتي ورفاقي في كلية الهندسة الشهيدين كمال عدوان وعبد الفتاح حمود منذ عام 1965 في محاولة تكوين حركة فلسطينية ثورية يكون هدفها الأساس تحرير فلسطين. وفي عام 1958 قامت حركة فتح اتفاق مع الأخوة ياسر عرفات وخليل الوزير وعبد الفتاح حمود وكمال عدوان.
درست هندسة البترول في جامعة القاهرة وتخرجت في عام 1957 وعملت مدرسا للرياضيات في مدرسة فلسطين الثانوية لمدة حوالي تسعة أشهر كانت مليئة بالحياة والعمل وصنعت من خلالها صداقات كثيرة في صفوف الأساتذة والطلبة ثم انتقلت للعمل في المملكة العربية السعودية حيث ارتقيت خلال أربعة سنوات على رتبة نائب رئيس القسم الفني بالوزارة. وهناك ومن على أرض السعودية طبعنا البيان الأول لحركة فتح في أخوار عام 1958.
في العام 1962 انتقلت للعمل في دولة قطر وتوليت بالإضافة لعملي مديرا لإدارة البترول هناك الإشراف أيضا على تأسيس حركة فتح في الخليج العربي مع رفاقي هناك محمد يوسف النجار ومحمود عباس وسليمان الشرفا ورفيق النتشة.
كنت صاحب الاقتراح بإنشاء صندوق الضمان الاجتماعي لأخوتنا الفلسطينيين العاملين في دولة قطر وكنت صاحب الاقتراح أيضا بفرض ضريبة التحرير البالغة 5% في منطقة الخليج.
ومع أنني لم أكن متفرغا للحركة لاعتبارات ارتأتها اللجنة المركزية فيها إلا أنني كنت مسؤولا فعليا عن جهاز حركة فتح في منطقة الخليج بأسرها حتى عام 1974.
تقلدت في قطر المناصب التالية:
مدير عام مركز التنمية الصناعية
مدير إدارة شئون البترول
رئيس مجلس إدارة شركة قطر للحديد والصلب.
رئيس مجلس إدارة شركة قطر للأسمدة الكيماوية.
عضو مجلس إدارة منتدب في المؤسسة العامة القطرية للبترول.
عضو مجلس إدارة منتدب في شركة قطر للغاز.
مستشار الأمير لشئون البترول والصناعة.
عضو مجلس إدارة الشركة الفرنسية ـ القطرية للبتروكيماويات ومقرها "دنكرك" في شمال فرنسا.
عضو جمعية الصداقة البريطانية ـ القطرية، الفرنسية ـ القطرية ، اليابانية ـ القطرية.
طالبت بتوسيع إطار شرعية "م.ت.ف" وتمثيلها لشعبنا واشترطت أن يرتبط ذلك الإعلان بالالتزام العربي بشعبنا وقضيته لمركزية وعدم التفريط بالقضية· كنت وما زلت من المعارضين لاتفاق أوسلو ولكنني لا أعارضه معارضة سلبية بإعلان موقف والسلام، بل أسعى بكل الطرق لتحسين وتطوير الأمر الواقع الجديد في اتجاه أن يكون الوضع النهائي ناجم عن كل هذه الاتفاقات وضعا في صالح نهوض شعبنا وتقدمه ورقيه وصموده وتخلصه منها أو من آثارها السلبية".
المصدر: الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين
2019-06-09 || 21:43