20 ألف نسمة شرق نابلس يعانون من العطش
يعاني أكثر من 20 ألف مواطن من بلدة بيت فوريك وقرية بيت دجن بنابلس من قلة مياه الشرب وخاصة في الصيف، ويحدد رئيس بلدية بيت فوريك عوض حنني 40 يوماً لحل الأزمة.
ينتج بئر ارتوازي (بيت فوريك - بيت دجن) 800 كوب مياه يومياً، لا تكفي هذه الكمية لسد احتياجات ما يقارب 20 ألف نسمة من سكان بلدة بيت فوريك وقرية بيت دجن شرق نابلس. يصل لشبكة بيت فوريك (450) كوب يومياً تقسم على (2470) اشتراكاً، 60 في المائة منها لاتصلها المياه، وتوزع (350) كوباً يومياً لشبكة بيت دجن تقسم على ألف اشتراك، 30 في المائة منها لاتصلها مياه الشبكة.
ويقول رئيس بلدية بيت فوريك الشيخ عوض حنني لـدوز: "منذ استلامنا مهام مجلس بلدي بيت فوريك، أخذنا على عاتقنا حل مشكلة المياه بشكل جذري، وبدأنا بحلول مؤقتة، منها: نقل ما يقارب 450 كوب مياه يوماً من بئر روجيب عبر صهاريج خاصة يبلغ سعر الصهريج 150 شيقلاً، بالإضافة إلى نقل 250 كوب مياه عبر صهاريج البلدية، من عين دفلى في نابلس، سعر الصهريج الواحد مئة شيقل".
ويتابع عوض حنني: "من الحلول طويلة الأمد: حصلنا على الموافقة من الارتباط على تنفيذ مشروع خط ناقل من بئر روجيب إلى بئر ارتوازي (بيت فوريك – بيت دجن) يقطع الشارع الالتفافي (إيتمار- ألون موريه)، بعد أن توجهنا بكتب إلى الجهات المعنية، وأجرينا مقابلات خاصة مع وزير الحكم المحلي وسلطة المياه، وتمت الموافقة بعد تدخل مكتب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وسنبدأ بتنفيذ المشروع بعد إيجاد استشاري يتابع الشروط المتعلقة بالجانب الإسرائيلي".
خط ناقل من الأغوار
يجري العمل على تنفيذ خط ناقل للمياه من النصارية إلى بئر ارتوازي (بيت فوريك - بيت دجن)، عبر أراضي "مراقا"، وتم الاتفاق رسمياً مع مجلس الخدمات المشترك في الأغوار، للحصول على 500 كوب مياه يومياً.
ويؤكد رئيس بلدية بيت فوريك عوض حنني على أن "الخطة الزمنية لتنفيذ المشروع تتطلب 40 يوماً، وتتيح لنا الاتفاقية أن نزيد كمية المياه إلى ألف كوب يومياً وخاصة في فصل الصيف". ويتابع: من شأن هذه المشاريع أن تحافظ على انتاجية بئر ارتوازي (بيت فوريك - بيت دجن)، وكذلك فرصة لاستخراج المضخة وإجراء صيانة لشفراتها، التي تتآكل بفعل الاستخدام وتؤثر على قدرة السحب وإنتاجية البئر.
مجلس قروي بيت دجن لديه الحل
تعاني قرية بيت دجن شرق نابلس والتي يبلغ عدد سكانها (4500) نسمة من شح في مياه الشرب، ويقول رئيس مجلس قروي بيت دجن منجد أبو جيش: "يوجد في قرية بيت دجن ألف اشتراك في شبكة المياه، وهناك ما يقارب 30 في المائة من البيوت لا تصل إليها مياه الشبكة، بسبب شح المياه وتوسع الشبكة، وبقية المنازل تصل إليها مياه الشبكة مرة واحدة أسبوعياً".
ولحل هذه المشكلة لجأ مجلس قروي بيت دجن إلى توفير خمسة صهاريج مياه يومياً من خزان القرية إلى البيوت، التي لا تصل إليها الشبكة بسعر مئة شيقل للصهريج الواحد، بالإضافة إلى الصهاريج الخاصة، التي تنقل المياه يومياً من بئر روجيب وحوارة، ويبلغ سعر الصهريج مئتي شيقل وأكثر.
وفي محاولات المجلس للتخفيف على المواطنين يتحدث منجد أبو جيش لـدوز: "حصلنا على دعم من مؤسسة (JVC) من أجل تقليل تكلفة الصهاريج الخاصة على المواطنين، وتكفلت المؤسسة بدفع مئة شيقل نصف ثمن الصهريج، والمواطن يدفع المئة الأخرى".
مقترحات قسم المياه
أجريت دراسة مشروع شبكة المياه لبيت فوريك عام 1996، وعند تنفيذها في عام 2009 بلغ عدد الاشتراكات (1800) اشتراك. ومع زيادة عدد السكان توسعت الحارات وزاد عدد الاشتراكات ليصل إلى (2470) اشتراك.
أزمة المياه في بلدة بيت فوريك شرق نابلس مضاعفة، كما يصفها مسؤول قسم المياه في بلدية بيت فوريك كنعان زلمروط الذي يقول إن: "60 في المائة من اشتراكات المياه لا تصلها مياه الشبكة، وبقية المنازل تصلها المياه كل تسعة أيام، بعد تقسيم الحارات إلى ثمانية أقسام". نحتاج لما يقارب ألف كوب يومياً لتصل المياه إلى المنازل مرة واحدة كل ثلاثة أيام.
ويقترح كنعان زلموط حلولاً لتسهيل وصول المياه لجميع المنازل في حالة توفر المياه من الخطوط الناقلة، ومن هذه الاقتراحات: إنشاء خطوط تصل للأحياء الجديدة، استبدال بعض الخطوط الحالية بسمك 4 إنش بدل 2 إنش، مثل حارة القبة ودلهمة والقنيطرة التي توسعت منذ إنشاء الشبكة حتى يومنا هذا.
ومن المقترحات أيضاً: بناء محطة توزيع في ساحة البلدة تعتمد على ضخ المياه للحارات المرتفعة، وتوزيع المياه بشكل انسيابي للحارات المنخفضة، وكذلك التفكير بتركيب عدادات مسبقة الدفع في حال توفر كميات كبيرة من المياه، وهذا من شأنه أن يضمن التوزيع العادل للجميع من خلال شراء الكمية المناسبة لكل منزل، وتجنب تجميع المياه في الآبار.
الزراعة بدائية
يشتكي ما يقارب 16 ألف نسمة من بيت فوريك، و4500 مواطن من بيت دجن من قلة مياه الشرب، وتحتاج المنازل التي تصلها مياه الشبكة لأكثر من أسبوع، وتعتبر الزراعة المتضرر الأكبر من أزمة المياه، فهناك آلاف الدونمات الزراعية وخاصة سهل بيت فوريك والسهل الفوقاني يعتمد المزارعون فيها على مياه الأمطار، وأساليب زراعية بدائية.
ويتطلع رئيس بلدية بيت فوريك ضمن خطة المجلس الاستراتيجية إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في موضوع المياه يصل إلى 10 سنوات، اعتمادً على ما يقارب ألفي كوب من الخطين الناقلين من النصارية وروجيب، وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون الاستراتيجي لبئر ارتوازي (بيت فوريك – بيت دجن)، كما ويجري العمل على إنشاء محطة التنقية الشرقية خلال العام القادم، والتي ستؤمن 20 ألف كوب مياه صالحة للزراعة بعد تنقيتها.
الكاتب: علي حنني
المحررة: جلاء أبو عرب
2017-09-22 || 12:37