مركز القدس يطالب بوقف جرائم المستوطنين بحق قاطفي الزيتون
مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، يوجه نداءً يطالب فيه بتوقف جرائم الجيش والمستوطنين بحق قاطفي ثمار الزيتون في فلسطين.
نشر مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، الثلاثاء 14.10.2025، نداءً يطالب فيه بتوقف جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق قاطفي ثمار الزيتون في فلسطين.
يصعد المستوطنون وقوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام من اعتداءاتهم بحق قاطفي الزيتون الفلسطينيين ومن يشاركهم عملية القطف من المتضامنين مما يشكل تهديدا لحياة وسلامة المزارعين والمتضامنين معهم، ويشكل أيضا تهديدا على العائد الاقتصادي من الزيتون والزيت الذي يشكل ركنا رئيسا من أركان الإنتاج الوطني الفلسطيني.
ووفقا لمتابعة الطواقم الميدانية لمركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، ووفقا لما أفادت به المؤسسات العاملة في المجال الزراعي، والمجالس المحلية المتعددة فإن اعتداءات قوات الاحتلال الرسمية، أي تلك التي تمت من خلال أوامر عسكرية في هذا الموسم الذي بدأ في مناطق الضفة الغربية قبل أيام ويستمر حتى منتصف الشهر القادم شملت إعلان حقول زيتون كمناطق عسكرية مغلقة يُحرم المزارعون من الدخول إليها، أو استهداف حقول الزيتون الواقعة خلف جدار الضم والتوسع أو في محيط المستوطنات والبؤر الاستيطانية ومنع وتقييد حرية وصول المزارعين اليها، وطرد المزارعين من أراضيهم خلال قطف الزيتون من مناطق لم تشملها أية إعلانات رسمية أو أوامر عسكرية، إضافة لحماية الجيش الصارمة للمستوطنين خلال ارتكابهم لاعتداءاتهم الخطيرة بحق القاطفين.
تنوعت اعتداءات المستوطنين من سرقة وقطر أشجار ورعي مواشي في المزارع
أما اعتداءات المستوطنين حتى هذا الوقت من الموسم ووفقا لمصادر متعددة فقد اتخذت أوجها عدة منها قطف الثمار وسرقتها كما جرى في قرى الناقورة شمال غرب نابلس يوم الأحد الخامس من الشهر الجاري، وفي قرية ترمسعيا شمال شرق رام الله وقرية اللبن جنوب نابلس في الصباح الباكر من يوم الأحد الثاني عشر من الشهر الحالي، وإدخال المواشي الى حقول الزيتون مما أحدث أضرارً بالأشجار في أوج الموسم، كما حدث شرق بلدة الطيبة ذات اليوم، وقطع أشجار الزيتون وتحطيمها كما حدث في سهل مرج سيع بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال رام الله فجر الأحد أيضا، ومن أخطر الاعتداءات هي تلك التي اتخذت طابع الاعتداءات الجسدية من قبل المستوطنين كما حصل في قريتي بيتا وحوارة جنوب شرق وجنوب نابلس في العاشر من الشهر الجاري وبحماية ومشاركة قوات الاحتلال مما أدى الى وقوع إصابات جسدية بين الفلسطينيين وإحراق مركباتهم، وامتدت تلك الاعتداءات هناك لتطال طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني التي هرعت إلى المكان لإسعاف ونجدة المصابين.
كل ذلك جرى ويجري في بداية الموسم الزراعي، وبشكل لا غرابة يؤكد تقاعُس قوات الاحتلال عن القيام بمسؤولياتها وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين الخاضعين للاحتلال، بل وحماية المستوطنين ومشاركتهم أحيانا خلال اعتدائهم على قاطفي الزيتون وبشكل يرقى الى جريمة الحرب، كما ان تقاعس قوات الاحتلال ينذر بتصعيد أكبر من قبل المستوطنين ضد القاطفين وقد يصل لا قدّر الله حد ارتكاب جرائم القتل وهو ما حدث في مواسم سابقة.
استمرار الاعتداءات يشكل انتهاكاً للحقوق الاقتصادية للفلسطينيين
كما أن استمرار هذه الاعتداءات يشكل انتهاكا للحقوق الاقتصادية التي يجب أن يتمتع بها الفلسطينيون نصّا وتطبيقا، ومنها حق التصرف بممتلكاتهم الخاصة والانتفاع بها وتأمين مصدر دخل مهم لهم في وقت تعيش فيه الغالبية العظمى منهم في ضائقة اقتصادية جراء الحصار الاقتصادي والمالي الذي يفرضه الاحتلال عليهم.
إن مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان إذ يدق ناقوس الخطر جراء الاستمرار في هذه الاعتداءات وتصاعدها فإنه يطالب بما يلي:
- على سلطات الاحتلال الرسمية الوفاء بالتزاماتها القانونية وفقا للقانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين الخاضعين للاحتلال في الإقليم المحتل، ووقف تواطؤها ومشاركتها للمستوطنين خلال تنفيذ اعتداءاتهم.
- توقيف ومحاسبة كل المتورطين في هذه الاعتداءات وإخضاعهم للمسائلة القانونية دون حصانات.
- نطالب الأطراف السامية والمتعاقدة في اتفاقيات جنيف العمل على إلزام دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة بهذه الاتفاقيات ضمانا للسلم والأمن الدوليين.
- نطالب دول العالم المختلفة بوقف كل أشكال التعاون مع دولة الاحتلال، وفرض العقوبات عليها، وعلى أية شركات تقدم دعما للاحتلال والمشروع الاستعماري في الأرض المحتلة التزاما بقرار محكمة العدل الدولية في تموز 2024 الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ودعا إلى إنهائه بأسرع وقت ممكن.
- نطالب السلطة الفلسطينية بتفعيل دور مكاتب التنسيق والارتباط الفلسطيني، سعيا لتوفير ظروف عمل أكثر أمنا كما، وكمسؤولية جماعية ومجتمعية ووطنية نطالب كل المجتمع الفلسطيني بكل شرائحه ومؤسساته المحلية والمدنية والرسمية بحماية الناتج الوطني الفلسطيني المتمثل بموسم الزيتون وتنظيم الحملات التطوعية من طلبة الجامعات والمؤسسات الشبابية لمشاركة المزارعين عملية القطاف.
المصدر: مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان
2025-10-14 || 22:16