جائحة إعاقات تجتاح القطاع
مدير المستشفيات في القطاع مروان الهمص، يقول إن أكثر من 25 ألف معاق في القطاع منذ بدء العدوان، حيث سجّل أكثر حالات إعاقة في فئة الأطفال بالعالم، ويعتمد الجيش قتلهم بالبطيء، بمنعه دخول أي أجهزة أو أدوات، ومنهم من السفر خارجاً.
"إذا ما توفرت احتياجاتي سأموت"، هكذا بدأ يسرد معاناته الشاب محمد الضاني من فئة ذوي الإعاقة في ظل انعدام احتياجاته الأساسية بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقد كانت شبكة المنظمات الأهلية- فلسطين، نظمت الثلاثاء 03.12.2024، مؤتمراً صحفياً لذوي الإعاقة في يومهم العالمي، الذي يُعقد في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
وعلى كرسي متحرك، كان محمد حاضراً في المؤتمر، آملاً أن يصل صوته لكل العالم، يقول: "الحرب أثرت على صحتي كثيراً، وأصبحت أعاني من مشاكل عدة أهمهما الكلى".
ويردف: "كل دقيقة تمر بي، أعاني من مشكلة ما".
المعاناة لا تقتصر على المشاكل الصحية فحسب، بل يعاني محمد من انعدام توفر احتياجاته الأساسية كشاب يعاني من إعاقة حركية منذ الولادة.
ويكمل: "أحتاج للحفاضات ولا يوجد لدي ومعدومة من الأسواق، وإن توافرت فثمنها مرتفع جداً لا أستطيع شراءها".
ويضيف: "هي ثاني عام خلال الحرب أعيش اليوم العالمي لذوي الإعاقة ونخرج ونعتصم، لكن عبث لا أحد ينظر لقضيتنا".
وطالب محمد جميع المؤسسات المعنية بذوي الإعاقة بتوفير احتياجاتهم الأساسية بشكل أوسع.
كما طالب العالم أجمع بأن ينظر لذوي الإعاقة نظرة إيجابية وإنسانية، من أجل فتح المعابر وإجلائهم للخارج ليتلقوا العلاج المناسب لهم.
الشابة بهيئة الشغنوني تطالب بسفرها للخارج لاستكمال العلاج
في الجهة المقابلة، تجلس الشابة بهية الشغنوني على كرسي متحرك، مطالبةً بسفرها للخارج لاستكمال علاجها.
وتقول: "توقّف علاجي منذ بدء الحرب، وحالياً لا أتلقى أي نوع من العلاج".
أصيبت بهية في كسر بالعمود الفقري، جعلها طريحة على الفراش وملازمة للكرسي المتحرك.
تتابع: "كنت قبل الحرب أتابع عند مختصين في العلاج الطبيعي، وأتلقى علاجي في الوقت المناسب". وتردف بقهر: "صار لي سنتين ما بتعالج.. نفسي أسافر وأتعالج برا".
أكثر من 25 ألف مواطن أصيبوا بالإعاقة في القطاع
بدوره، قال مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص: "أكثر من 25 ألفاً أصيبوا بالإعاقة منذ بدء الحرب، خاصة الأطفال، حيث إن أكبر إعاقة في الأطفال بالعالم هم أطفال غزة".
وأضاف: "أغلب الإصابات تتسبب بالبتر للأطفال، خاصة أطرافهم السفلية، منهم من يفقد قدميه تحت الركبة، والغالبية العظمى فقدوا أقدامهم من فوق الركبة".
وأوضح الهمص أن ذوي الإعاقة يعانون من انعدام الأجهزة والأدوات الخاصة بهم، مردفاً: "لا توجد كراسي متحركة أو عكاز يستندون عليه، ناهيك عن انعدام العربات الكهربائية لمن يعانون من شلل نصفي".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قتلهم بالبطيء، وذلك بمنعه دخول أي أجهزة تساعد ذوي الإعاقة، مشيراً إلى حرمانهم أيضاً من السفر لتلقي العلاج.
المصدر: جريدة القدس
2024-12-04 || 10:55