أسلاك وكاميرات ومجسات.. الجيش يعزز الجدار الفاصل شمال الضفة
مصادر صحفية من محافظة طولكرم تفيد بأن قوات الجيش استكملت بناء مقاطع من الجدار الفاصل وعلمت على وضع أبراج مراقبة وكاميرات وحساسات، تستشعر أي حركة تمر من فوق الجدار أو قربه.
أفادت مصادر صحفية من محافظة طولكرم لـ "الترا فلسطين"، بأن قوات الجيش استكملت بناء مقاطع من الجدار الفاصل تمتد بين مناطق ضاحية شويكة شمالي مدينة طولكرم، حتى أقصى قرى شمال طولكرم وصولاً إلى قرية عكابا، آخر قرية تابعة للمدينة وهي محاذية للخط الأخضر.
وأضافت المصادر، أن قوات الجيش جرّفت بعض الأراضي الزراعية أمام الجدار وهدمت منازل ودفيئات زراعية مقامة بالقرب منه، وذلك في المنطقة الملاصقة لمستوطنة "بيت حيفر" الواقعة بالأساس داخل الجدار.
وأضافت المصادر في طولكرم، بأن قوات الجيش زودت الجدار بأبراج مراقبة وكاميرات وحساسات، تستشعر أي حركة تمر من فوق الجدار أو قربه.
وأكدت المصادر، على تراجع كبير في حركة العمال وتجاوزهم للجدار بعد تعزيزه، باستثناء بعض المحاولات هنا وهناك تتركز في في مناطق شمال مدينة طولكرم، وفي مناطق جنوب المدينة فقط، وذلك باستعمال السلالم أو عن طريق فتحات الصرف الصحي تحت الجدار.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تداولت، قبل أيام، مقطع فيديو أظهر عدداً من العمال الفلسطينيين يتجاوزون الجدار الفاصل في منطقة طولكرم بينما كانوا في طريقهم للعمل إلى الداخل المحتل.
وفي السياق، قدرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نحو 40 ألف عامل فلسطيني يعملون في أراضي 48 بدون تصاريح، ويصلون إلى مناطق عملهم بطرق التهريب.
ولطالما اعتبرت مناطق شمال الضفة الغربية، التي لم يكتمل فيها بناء جدار الفصل العنصري من أكثر المناطق "الرخوة" التي يلجأ إليها العمال في سعيهم للوصول إلى مناطق عملهم، إلا أن قوات الجيش استكملت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بناء الجدار، وتعزيزه بطرق عدة.
وفيما تواصل قوات الجيش بناء الجدار الفاصل في محافظة طولكرم، فقد عززت من عملياتها العسكرية وتواجدها بمحاذاة الجدار في محافظة جنين، قبل وصول أعمال البناء إليها.
تقول الصحفية مشاعل أبو الرب من بلدة جلبون شمال مدينة جنين، إن قوات الجيش لم تستبدل حتى الآن السياج الفاصل بجدار، ولكن هناك عدة تغييرات جرت في معالم المنطقة جغرافياً.
وأفادت أبو الرب لـ "الترا فلسطين"، بأن تلك التغييرات تتمثل بهدم الجيش بعد السابع من أكتوبر منزلين ومنشأتين زراعيتين قرب السياج الفاصل بحجة عدم الترخيص.
وأضافت أبو الرب، أن قوات الجيش تواصل منع المزارعين من حصاد أراضيهم الزراعية والوصول إليها في المناطق القريبة من السياج، علماً أنها تبعد أكثر من 500 متر، بالإضافة إلى مصادرة أي مركبة زراعية تكون بالقرب من السياج.
وبينت أبو الرب، أن ذلك يترافق مع اقتحام القرية بشكل شبه يومي، واتخاذ بعض المنازل والمخازن كثكنة عسكرية ونقاط مراقبة، بالإضافة إلى نصب حواجز عسكرية على مداخل القرية، بالتالي أصبحت القرية مغلقة بشكل كامل، لأنها محاطة بثلاثة مستوطنات هي "ميراف" و"جلبوع" و"ملك يشوع".
وأوردت مصادر محلية لـ "الترا فلسطين"، بأن قوات الجيش أقامت في شمال محافظة جنين نقطة عسكرية، وهي عبارة عن خيمة مجهزة بكاميرات مراقبة وسلاح ثقيل، مطلة على جلبون والمنطقة الغربية مع قرى دير أبو ضعيف وبيت قاد وفقوعة.
بدوره أفاد الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية الفلسطينية الجديدة محمد بليدي، وهو من محافظة طولكرم، بأنه في مناطق كاملة قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن هناك أيّ جدار فاصل، وإنما كان عبارة عن سياج، وتم بناء جدار جديد ورفعه لعدة أمتار.
وعلى سبيل المثال، بحسب بليدي، في منطقة جبارة قرب مكب النفايات كان هناك جدار بطول متر وفوقه سياج، ويستخدم لتهريب العمال في تلك المنطقة، ولكن اليوم أصبح هناك جداراً أعلى تم العمل به بعد 7 أكتوبر.
وأضاف بليدي، أن لا أحد يستطيع تجاوز الجدار بعد السابع من أكتوبر، فالجنود ينتشرون على الطرف الآخر، ولديهم تعليمات في إطلاق النار مباشرة.
ونوه بليدي، أن إسرائيل تريد زيادة خنق العمال الفلسطينيين بشكل خاص وعلى الفلسطينيين بشكل عام حتى لا يوجد لديهم أي خيارات، والموافقة على أي صفقة أو حلّ سياسي يُطرح عليهم، فالأمر لا يختلف عن الضغط المتعلق بالمقاصة.
وقال إن العمال النظاميين الذين كانوا يتقاضون رواتبهم من خلال قسيمة راتب رسمية كانوا يستقدمون بشكل شهري على الضفة الغربية نحومليار ونصف شيكل، وفق ما ذكر بليدي.
وأضاف، أن مناطق الشمال في طولكرم وجنين هي الأسوأ والأكثر تضرراً بفعل إغلاقات الجيش على العمال، حيث أنه في طولكرم كان هناك 7 آلاف عامل معهم تصاريح، كلهم توقفوا عن العمل.
وأكد أن التهريب أصبح صعباً وخطراً جداً، وقوات الجيش تعمل يومياً على تعزيز الجدار، حيث أنه في أكثر من مكان هناك كاميرات ومجسات كهرباء تستشعر الحركة وتعطي إشارة للجنود.
المصدر: الترا فلسطين
2024-07-13 || 19:57