تجارب مع "الكيوراتان" لعلاج حب الشباب

"لم يذكر الطبيب الأعراض الجانبية للدواء ولم أنل نتيجة مُرضية وتوقفت عن تناوله بعد 3 أشهر"، هكذا عبرت رزان عن تجربتها مع دواء الـ(Isotretinoin) والذي يعرف باسمه التجاري (أكيوتان) أو (كيوراتان) لعلاج حب الشباب، في حين لم تلتزم رزان بالمدة التي حددها الطبيب لستة شهور وتوقفت عن تناوله فور سماعها عن أعراضه الجانبية من خبيرات التجميل.

أما أمل، فلاحظت تشقق شفتيها والشعور بالجفاف عند تناول نفس الدواء، على الرغم من شرب كميات كبيرة من الماء بناءً على تعليمات الطبيب، وذكرت "تم تحديد مدة الجرعة حسب حاجة البشرة والتي تتراوح غالباً بين الستة شهور إلى سنة، لكن ما لبثت حتى ظهرت الحبوب مرة أخرى". وواجه حمزة عنتر تجربة مشابهة، إذ استخدم العلاج في سن الثامنة عشرة ولم يُكمله بعد شعوره بآلام في أسفل الظهر والرأس وجفاف الوجه والشفتين، كما لم يحصل على النتيجة المطلوبة.

"زاد وزني بسببه" هذا ما قالته حنين، التي واظبت على إجراء الفحوصات الدورية والتزمت بكافة التعليمات، وأردفت "تناولت الدواء في عمر 12 عاماً وعادت الحبوب بعد ثلاث سنوات من تناوله".

وزارة الصحة

وعن الأعراض الجانبية، أكدت مديرة عام الصيدلة في في مديرية الصحة بنابلس رانية شاهين لـدوز، أن (Isotretinoin) الذي يُستخدم في علاج الحالات المستعصية من حب الشباب والتي لم تستجب للعلاجات الأخرى مثل المضادات الحيوية والعلاج الموضعي، يتسبب في جفاف الجلد ويشكل خطراً على المرأة الحامل، وقد يؤدي إلى تشوه الأجنة أو الإجهاض، كما يُمنع صرفه للأطفال دون الـ12 عاماً، مضيفةً "أنه يجب إبلاغ الطبيب بوجود مشكلة في الكلى والكبد أو أي أدوية تؤخذ معه".

قبل زفافها بأشهر، أخذت ربى أنور العلاج بوصفة طبية، وبعد إجراء الفحصوات اللازمة طُلب منها التوقف عن أخذ (الكيوراتان) فوراً. وذكرت أنور أن تكلفة العلاج مرتفعة، إضافة إلى تكاليف الفحوصات الدورية المطلوبة. وتابعت "كانت الحبوب التي أعاني منها متوسطة وغير منتشرة على الوجه، لكن الطبيب الذي كان يعالجني يصرف الدواء للمرضى بمختلف حالاتهم، بالرغم من وجود بدائل". وطالبت ربى الجهات المختصة بتشديد الرقابة وعدم صرف الدواء إلا للضرورة، واستبداله بعلاج أخف ضرراً. وذكرت هبة ناصر، التي  تلقت العلاج لشهرين بدلاً من ستة، أنه يسبب الإجهاد النفسي، نظراً لظهور الحبوب بشكل كثيف.

وعن الأعراض التي عانت منها ديانا، ذكرت "نزيف بالأنف بسبب الجفاف وارتفاع في إنزيمات الكبد، وبحة في الصوت وشد الأعصاب". كما بينت أن تكلفة العلاج مرتفعة لأنه يستلزم شراء القطرات والكريمات المرطبة والفحوصات. إلا أن ديانا راضية عن النتيجة، فلم تظهر الحبوب بعد استخدامه بحسب ما قالت.

نتيجة مرضية

بدورها أوضحت مديرة عام الصيدلة رانية شاهين، أنه يتم التأكيد على الصيادلة بالالتزام بالتعميمات الصادرة من الإدارة العامة للصيدلة، بعدم صرف العلاج إلا بوصفة من طبيب مختص، وأن تكون الوصفة مسجلة في سجل الصيدلية، مضيفة "أن الوزارة تستقبل أي شكوى وتتابعها وتعاقب المخالفين بتحويلهم إلى مجلس تأديب مع نقابة الصيادلة".

وأكدت الصيدلانية هديل ميتاني، أن الدواء لا يصرف إلا بوصفة طبية، مضيفة "تأثيره يبقى في الجسم ما يُشكل خطراً على المرضى دون الـ16 عاماً، لكن البعض يصرف الدواء لعمر 12 عاماً، ما يؤثر على النمو والعظام، إضافة إلى الأفكار الانتحارية، ولكن قل ما تحدث".

رغد محمود، والتي أخذت الدواء على مسؤوليتها بعد أن أعلمها الطبيب بكافة الأعراض الجانبية والمخاطر الناجمة عنه، قالت: "اهتمامي بمظهري دفعني لتناوله بعد ظهور الحبوب، وحصلت على نتيجة مُرضية بعد استخدامه، إذ اختفت الحبوب وآثارها والبقع البنية. وبعد إجراء الفحوصات كانت النتيجة طبيعية، ولم أشعر بأي أعراض سوى النعاس والخمول". وأكدت أن بعض الأعراض "طبيعية" مثل تقشر البشرة وبروز الحبوب الحمراء الصغيرة والشعور باحتراق وجفاف وغباش واحمرار العيون وتلف الشعر. وأردفت "وصف لي الطبيب تركيز (60 مل)، بناءً على نسبة الدهون في جسمي وبعد نقصان وزني أعطاني مقداراً أقل".

أما هلا دحبور، فأعربت عن رضاها عن النتيجة بعد استخدام الدواء قائلةً: "جربت العديد من الكريمات، التي تستخدم لحب الشباب دون نتيجة، ما دفعني لأخذ (الكيوراتان) بوصفة طبية، وتوقفت عن تناوله بعد عام من توقف ظهور الحبوب". أما عن تكلفة العلاج، فأردفت "تكلفة الدواء 90 شيكلاً للورقة الواحدة عيار (40 مل) و105 شواكل للورقتين عيار (20 مل)".  

من جهتها، نصحت شاهين بضرورة التوقف عن أخذ العلاج لمدة لا تقل عن شهر قبل الحمل، وإجراء فحوص الإنزيمات والكبد والكلى، إضافة إلى التزام المريض بالجرعة والفترة المحددة التي يقرها الطبيب واستخدام الكريمات المرطبة وواقي الشمس وتجنب استخدام فيتامين "A"، وتجنب إزالة الشعر بالليزر خلال فترة العلاج وتناول كمية كبيرة من الماء لتجنب الجفاف.



إعداد: لينا فريتخ ومرح حجازي

تحرير: جلاء أبو عرب