يسرا الكرملية.. أول منقبة آثار فلسطينية
يسرا الكرملية هي أول فلسطينية تنقب عن الآثار وهي الرائدة في هذا الجال. لم تعرف يسرا بالشكل المطلوب بسبب أحداث النكبة 1948، التي تسببت بضياع أعمالها ونسيانها.
بعد نحو ثمانين عاماً على تنقيبات مغاور جبل الكرمل، تعرف العالم مؤخراً على قصة يسرا الكرملية، التي هي أول منقبة آثار فلسطينية ورائدة العمل الأثري النسوي في فلسطين في بداية القرن العشرين. إنها المرأة التي اكتشفت جمجمة إنسان نياندرثال (طابون 1) في جبل الكرمل.
وقد طوى تاريخها النسيان في غمار النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني سنة 1948 وما صاحبها من حالة تشتت وضياع إلى الحد الذي أضاع اسمها الكامل وإلى أي بلدة تعود على وجه التحديد في منطقة الكرمل.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن يسرا سليلة أقدم حضارة متواصلة في منطقة الكرمل، قد تكون من قرية إجزم أو جبع في منطقة حيفا. وإجزم تلك الحمامة البيضاء التي كانت تحط على أطراف جبل الكرمل بلدة كبيرة كانت تضج بالحياة قبل عام 1948، وكان عدد سكانها يزيد على 3500 نسمة.
أما جبع والتي تتشارك في اسمها مع العديد من الأماكن في مختلف أرجاء فلسطين، فكانت قرية صغيرة وصل تعداد سكانها سنة 1948 إلى 700 نسمة. وتقوم على أرض وأنقاض هاتين القريتين المهجرتين مستوطنات إسرائيلية أُنشئت بعد عام النكبة.
وحتى يتم التحقق من اسمها كاملاً ارتأيت أن أنسبها إلى منطقتها المؤكدة وهي جبل الكرمل.
إننا مدينون بالكشف عن تاريخ هذه العالمة المغيبة لمذكرات زميلاتها البريطانيات، اللواتي شاركن في تنقيبات جبل الكرمل، وخصوصاً دوروثي جارود وماري كتسون كلارك، التي توفيت سنة 2005 عن عمر 100 سنة وجاكويتا هواكس واللواتي شاركن في تنقيبات كهوف جبل الكرمل وللباحثتين البريطانيتين جين تشالندر وباميلا جين سميث اللتين أرَّختا لنساء رائدات في علم الآثار عملن في مرحلة مبكرة في حقل علم الآثار، في وقت كان فيه العمل في هذا المجال الجديد مقصوراً على الرجال.
الكاتب: حمدان طه
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2018-06-19 || 20:43