إطلاق صندوق الإعلام الفلسطيني في بروكسل

أطلق الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والهيئة التأسيسية لجمعية وسائل الإعلام الفلسطينية المستقلة والصندوق العالمي لدعم الإعلام العمومي إف بام، الأربعاء 03.09.2025، صندوق دعم وسائل الأعلام الفلسطينية المستقلة خلال مؤتمر عقد في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل.

واشتملت فعاليات المؤتمر على إلقاء كلمات خلال الافتتاح الرسمي وتم عقد ورشات تخللها نقاشات تناولت الواقع الإعلامي الفلسطيني في ظل حالة الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين هذا إلى جانب الانعكاسات التي أقرت على العمل والاستمرارية نتيجة استمرار الحرب.

بولنجي: نسعى لدعم الإعلام وحماية الصحفيين من خلال هذا الصندوق

رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بولنجي افتتح فعاليات المؤتمر ورحب بالحضور باسم الاتحاد الدولي وعبر عن شكره لكل الحضور في المركز الدولي للصحافة في الاتحاد الأوروبي لدعم الصحافة الفلسطينية.

وأشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أن اجتماع  اليوم يأتي من أجل التفكير والإجابة على أسئلة معقدة عن فلسطين المعذبة مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي للصحفيين أحصى 220 صحفيا وصحفية قضوا من أجل نقل الحقيقة التي تشير إلى سقوط 65 ألف ضحية مطالبا بالعمل من قبل ممثلي الدول الحاضرين بالاجتماع العمل من أجل وقف المجزرة.

وأشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين إلى أن الاتحاد يواصل العمل لحماية الصحفيين بالدرجة الأولى ومن أجل العمل لإنشاء صندوق لدعم الصحافة الفلسطينية من خلال التعاون مع الصندوق الدولي لدعم الإعلام العمومي "المستقل" الذين كان لنا تجربة أولى في التعاون معهم مشددا على أهمية أن تكون الصحافة والصحفيين محميين.

الوزير عساف: الاحتلال لن ينجح باسكات الإعلام الفلسطيني بالقتل والاستهداف  

من ناحيته شكر رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الوزير أحمد عساف الاتحاد الدولي على المبادرة بعقد هذا الاجتماع وشكر كل المؤسسات والشخصيات السياسية الأوروبية والعربية الحاضرة وأشار إلى أن هذا اللقاء واطلاق الصندوق يعتبر نوع من أنواع الدعم والتأييد لهذا القطاع.

وأعلن عساف باسم دولة فلسطين أن العمل جاري لإنجاز القانون الذي يحدد عمل الصندوق واعدا بإنجاز القانون الخاص بالصندوق بأسرع وقت معربا عن ثقته بان الصندوق سيكون له دور وفعال حتى يستطيع الصحفيون أن يواصلوا عملهم لنقل الحقيقة في ظل استمرار المجازر التي أدت لسقوط 250 ألف شهيد وجريح ونزوح أكثر من 2 مليون فلسطيني الذين أصبحوا مشردون من منطقة لمنطقة بعد أن تم تدمير غزة في جريمة مستمرة.

وأشار عساف إلى أن قتل 230 صحفيا منذ اندلاع العدوان هو جريمة حرب، حيث يفوق عدد الشهداء الصحفين في فلسطين عدد من قتلوا في الحرب العالمية الثانية أضعاف موضحا أن إسرائيل قتلت صحفيين أكثر ما قتل في الـ100 عام الأخيرة.

كما أشار إلى أن قتل إسرائيليين الصحفيين لا يقتصر على قتلهم لوحدهم بل أن جيش الاحتلال يقوم بقتلهم مع عائلاتهم في إطار سياسة إسرائيلية تعتمد القتل حتى قبل الحرب  كما حدث مع الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وتسائل عساف لماذا يفلت المجرمون من العقاب مشددا على ضرورة محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين عموما وقتلة الصحفيين على وجه الخصوص معربا عن ثقته بدعم الاتحاد الدولي وكل الأحرار.

كما أكد أن الصحفيون الفلسطينون يدفعون ثمن نجاحهم في نقل الرواية وتحدي الاحتلال وروايته وتفنيدها أمام العالم لكنهم دفعوا ثمنا باهظا لأن روايتهم انتصرت في كل العالم كما شكر الاتحاد وشكر النقابة على جهودهم مشددا على أن الاحتلال لن ينجح بحجب الحقيقة ولن يسكتوها وسيواصل الصحفيون ووسائل الإعلام عملهم.

البرلمان الأوروبي: حذرنا إسرائيل من استمرار جرائمها ضد الصحافة 

من جهته قال رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي منير ساتور، أن البرلمان الأوروبي يحذر إسرائيل من الاستمرار بجرائمها ويطالبها بالوقف الفوري لجرائمها وانتهاكاتها بحق الصحفيين.

وأكد ساتور أن كل ما نقوم به هو دعم رمزي وللتأكيد أننا نقف مع الصحافة الحرة مشددا على أن مسالة أن تكون صحفي في فلسطين يعني أن تعيش الحرب ووضع حرج وأن ترسل الرسالة وتحمي نفسك وعائلتك قبل كل شيء وهذا غير موجود بأي مكان في العالم مشددا على أنه يتوجب علينا أن لا ننسى ما يجري في فلسطين الضفة وغزة والقدس من جرائم بأشكال متعددة.

وأكد رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي على دعم حقوق الصحفيين في الحماية مضيفا أن البرلمان بدعم جهود حماية الصحفي الفلسطيني ودعمه.

نقابة الصحفيين: الصندوق سيدعم الإعلام والصحفيين ونسعى لجعله تجربة عالمية 

رئيس نقابة الصحفيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين ناصر أبو بكر، شكر في بداية كلمته الاتحاد الدولي على عقد المؤتمر كما شكر عساف على وعد إنشاء الصندوق ووجه تحية لعضو البرلمان الأوروبي منير ساتوري كما ثمن أنتوني بولنجي على جهود الاتحاد الدولي للصحفيين وشكر نيشان للواني مدير صندوق دعم الإعلام العمومي على دعمهم للصندوق ودعم تجربتهم السابقة التي نجحت بكل المقاييس التي شجعتنا بأن يكون لدينا دعم لـ22 مؤسسة إعلامية ستة منها في قطاع غزة كما شكر نقيب الصحفيين الحضور من ممثلي المؤسسات الإعلامية الفلسطينية الذين جاؤوا للتعبير عما يعانيه الإعلام الفلسطيني.

وأشار أبو بكر إلى استمرار المجزرة ضد الصحفيين في ظل صمت العالم على ما يجري، حيث سقط الثلاثاء آخر شهيد ويرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 248 بمعدل 11 صحفيا يقتلون شهريا بمعنى شهيد كل ثلاث أيام منذ بدء العدوان.

كما أشار نقيب الصحفيين إلى توثيق 1641 اعتداء منا يؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين تنفذ بقرار سياسي حكومي ينفذ ابشع مجزرة بحق الصحافة.

واكد ان كل هذه المذبحة دفعتنا للتفكير بكيفية ضمان استمرار الأعلام الفلسطينية لدينا مئات الصحفيين يعملون في خيام التضامن الاعلامية التي تم توفير اماكن مؤقتة بعد أن تم هدم مقراتهم كما أن الإعلام الفلسطيني في حالة انهيار بالضفة الغربية والقدس بسبب الاستهداف الإسرائيلي.

وأكد أبو بكر على أهمية الإسراع في إنشاء الصندوق وبدء عمله بشكل مهني بضوابط تلتزم بالمعايير الدولية المهنية وأن تكون الإجراءات تتمتع بالشفافية وتكون تجربة ملهمة للجميع في العالم مضيفا أن نقاشات اليوم ستدعم إنشاء الصندوق.

وعود دولية بتوفير تمويل للصندوق 

من ناحيته قال مدير صندوق دعم الإعلام العام الدولي" اف بام" نيشان لالوني، إنه شرف له أن يكون هنا ممثلا لصندوق دعم الإعلام العام الدولي مقدما تعازيه للصحفيين ولكل الشعب الفلسطيني.

وأضاف لالوني أنه يعرف شعور الصحفيين الفلسطينيين والمجتمع الفلسطيني عموما بالخذلان في ظل استمرار هذه المجزرة الأبشع من الإعلام الفلسطيني الذي بات من أنه مستهدف من قبل الاحتلال.

وأشار أننا نجتمع اليوم هنا للدفاع عن الصحفيين مؤكدا التزام مؤسسته بدعم كل الأنشطة الرامية لدعم الصحفيين الفلسطينيين من خلال النقابة والاتحاد الدولي مشيرا إلى تجربتهم في دعم الإعلام الفلسطينية بطريقة شفافة، حيث تم تمويل عمل 22 مؤسسة منها 6 في غزة لتوفير رواتب لـ100 صحفي مما الصحفيين في الضفة العمل بمهنية واحترافية.

كما أكد على أهمية مواصلة العمل بشكل أفضل معربا عن إعجابه بجودة الصحافة الفلسطينية وقدرتها واعدا باستمرار العمل مع منظمات مختلفة من أجل جلب مزيد من الدعم لأن ما قدمناه لا يلبي كافة أشكال الاحتياجات.

كما دعا الى اهمية تنفيذ دراسات  الواقع الاعلامي الفلسطيني وان يكون هناك قوانين لصندوق حتى نرفع عدد المساهمين في إطار سعي متواصل لتمويل الإعلامي الفلسطيني المستقل والعمومي الذي يهدف لخدمة المجتمع.

اليونسكو تؤكد دعمها لفكرة الصندوق وتشدد على اهمية شفافيته

مديرة الإعلام والاتصال في اليونسكو هلا طنوس قالت ان منظماها تدعم اطلاق صندوق دعم الإعلام المستقل معربة عن الأمل بأن يكون هذا الصندوق نموذج شفافية وثقة واستقلالية للإعلام الفلسطيني الذي تسعى اليونسكو للتعاون معه وتطويره من خلال برامج مختلفة.

وأكدت طنوس أن الإعلام المستقل انعكاس للمجتمعات المتحضرة وهو ليس خيارا بل قرار وأساس ويحب الحفاظ عليه.

وحيت طنوس الصحفيين وأكدت على دعم اليونسكو لاي مشاريع تدعمهم كما شكرت الحضور والمشاركين على التضامن والدعم.

وأكدت أن الدعم التدريب والتطوير للاعلام المهني والمستقل من قبل اليونسكو كما أكدت على أهمية حماية الاعلام المستقل والصحفيين.

وتحدث عدد من الصحفيين المشاركين في المؤتمر من بينهم الزملاء محمد فرج مدير فضائية معا ورياض خميس مدير إذاعة الرابعة ومعمر عرابي مدير شبكة وطن وشروق الأسعد والدكتور وليد نصار مدير إذاعة أجيال ومنجد جادو مدير شبكة PNN، حيث تحدثوا عن جملة من التحديات التي تواجه الصحفيين ووسائل الاعلام على أكثر من صعيد.

كما ناقش الحضور من مانحين وممثلين للمؤسسات الإعلامية آليات عمل الصندوق وبرامجه والأنشطة التي يمكن تنفيذها مستقبلا.

المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية