الفلافل حق للجميع!

هل أصبحت حبة الفلافل يتداول سعرها في البورصة الفلسطينية؟! هذا ماقلته مباشرة لصاحب مطعم الفلافل بعد أن طالبني بزيادة 2 شيكل عن المبلغ الذي دفعته، الأجمل كان رده على كلماتي" مش قد الفلافل ليش بتشتريه.

نشرت على صفحتي الفيسبوك الخبر بأن ساندويش الفلافل في رام الله أصبح 6 شيكل، ليتم التفاعل بطرق مختلفة من ساخرة حتى نقدية لدرجة المطالبة بمقاطعة الفلافل الذي يعد الوجبة الشعبية الأكثر شهرة في جميع المحافظات الفلسطينة، الأهم بأني رصدت من خلال نظرة سريعة للمنشورات التي قامت بالتعليق على ما كتبت حول أسعار الفلافل في المدن الفلسطينية لتكون: رام الله: 2 قرص: 1 شيكل، ساندويتش: 5 - 6، 7 - 8 شيكل. جنين: 3 أقراص: 1 شيكل، ساندويتش: 4 - 5 شيكل. الخليل: 5 – 6، أقراص: 1 شيكل ساندويتش: 3 شيكل. غزة: 7 - 8 أقراص: 1 شيكل، ساندويتش: 1 - 1.5 شيكل.

عندما يتعلق الأمر بأسعار ساندويتش الفلافل، فإنها تختلف بشكل كبير بين المدن والقرى والمخيمات، وحتى بين المطاعم المختلفة في نفس المدينة!! يتأثر سعر سندويتش الفلافل بعدة عوامل، مثل تكلفة المكونات، وتكاليف التشغيل، والموقع الجغرافي، ومستوى الطلب.

إن الفلافل اللذيذ الذي كان يُعتبر وجبة رخيصة ومغذية للفقراء والطلاب، أصبح الآن وجبة مخصصة للنخبة والأثرياء فقط!! قد تسألون، ما السبب وراء هذا الارتفاع الصارخ في سعر الفلافل؟ قررت أن أقوم بدراسة العوامل التي قد تؤثر على أسعار الفلافل؛ فوجدت أن المكونات قد تختلف تكلفتها من حيث المكونات المستخدمة في صنع سندويش الفلافل من مكان لآخر. قد يستخدم البعض مكونات عضوية أو مستدامة تكون أكثر تكلفة، بينما يفضل البعض الآخر استخدام مكونات أرخص. يتكون الفلافل بالدرجة الأولى من الحمص الذي ارتفع كمكون أساسي ضمن البقوليات الأخرى.

إلى جانب زيت القلي الذي شهد ارتفاعا ملحوظا بفعل توقف صادرات أوكرانيا التي تعتبر من أكبر الدول المنتجة له، تتبع جودة الزيت، وهناك من يقلي بالزيت أكثر من يوم، وأكثر من يومين أو ثلاثة! فضلا عن الخبز الذي ارتفعت أسعاره ايضًا مع ارتفاع القمح الذي يعاني العالم من شح في إنتاجه خلال الفترة الحالية.

أيضاً كما هو معلوم تكلفة تشغيل المطعم أو بسطة الفلافل على الرصيف، مثل الإيجار والكهرباء والموظفين، يمكن أن تؤثر أيضًا على سعر الفلافل الموقع الجغرافي في المناطق ذات تكاليف معيشة عالية أو في المناطق السياحية، قد يكون سعر الفلافل أعلى بشكل عام. هذا يعود إلى تكاليف المعيشة العامة والطلب العالي في تلك المناطق.

الحجم والتكوين قد تختلف أحجام سندويشات الفلافل بين المتاجر، وهذا يمكن أن يؤثر على السعر؛ سندتويش الفلافل الذي يحتوي على مكونات إضافية أخرى مثل الخضروات أو الصلصات الخاصة يمكن أن يكون أغلى.

هكذا أصبحت حياتنا اليومية، نعيش في عالمٍ مليء بالمفارقات الساخرة والتناقضات الغريبة. الفلافل، الطعام البسيط الذي كان يجمعنا جميعًا، أصبح الآن مصدرًا للهموم والمشاكل المالية!! في النهاية أقول وبصوت مرتفع يجب أن يكون الفلافل حق للجميع وبمتناول اليد، وعلى جهات الاختصاص حمايته حتى لا يكون حكراً على فئة محددة، أخشى ما أخشاه أن يتحول لبضاعة يتم تداولها في السوق السوداء!!

الكاتب: رامي مهداوي

* هذا المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر دوز.