وسط حر الصيف، قد لا يعلم كثيرون أن ضربة الشمس قد تسبب الموت، وخصوصًا لدى الأطفال الصغار، فأجسامهم الصغيرة لا تحتوي على عدد كبير من الغدد العرقية المسؤولة عن تبريد الجسم، مقارنة بالشخص البالغ.
ويحذر الخبراء من ترك الأطفال في السيارة، ولو لوقت قصير، عندما يكون الحر شديدًا.
فعندما تكون درجة الحرارة الخارجية 32 درجة مئوية، ترتفع الحرارة داخل السيارة إلى 48 درجة بعد 30 دقيقة و58 درجة بعد 60 دقيقة.
وهذا ما يشكل خطرًا كبيرًا على جسم الإنسان الذي تبلغ حرارته الطبيعية 37 درجة مئوية، وعند الإصابة بضربة الشمس، تصبح درجة الحرارة 40 درجة مئوية، وهذا لا يكون مزعجًا فحسب، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.
ولا يقتصر ذلك على الأطفال الصغار فحسب، بل إن كبار السن أيضًا معرضون لخطر الموت عند تعرضهم لحرارة شديدة.
فكثير منهم يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وفي ظل الحرارة الشديدة، يتعين على القلب أن يعمل بجهد أكبر بكثير مما هو عليه في درجات الحرارة المتوسطة.
وحتى الأشخاص الذين لا يعانون من أي أمراض ليسوا محصنين ضد ضربة الشمس. فعند ممارسة الرياضات الشديدة وتجاوز الحد المسموح به، ليس من الغريب أن يصاب الشخص بضربة الشمس. الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يضطرون إلى القيام بعمل بدني شاق في الحرارة العالية ويتعرضون لأشعة الشمس الحارقة، مثل عمال بناء الطرق.
الأعراض وكيفية التعامل مع ضربة الشمس
عادة ما يكون الصداع أول علامة على الإصابة بضربة الشمس، بالإضافة إلى ألم في الرقبة وإنهاك وأحيانًا يضاف الغثيان والقيء. تحدث هذه الأعراض لأن السحايا تتهيّج بسبب السخونة الزائدة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ما يسمى بـ"التهاب السحايا العقيم"، أي غير الناجم عن البكتيريا. وعادة ما يصاب الشخص بالدوار، أو حتى يفقد وعيه، وعندها يجب زيارة الطبيب.
وقبل كل شيء، يجب نقل المصاب بضربة الشمس إلى منطقة باردة على الفور وجعله يستلقي على ظهره مع رفع الرأس والجزء العلوي من الجسم.
ويمكن أن تساعد الملابس الباردة والمبللة في تبريد بعض مناطق الجسم، مثل الرقبة، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المصاب أن يشرب الكثير من الماء لإعادة التوازن إلى الجسم.
ضربة الشمس قد تكون كارثة
وفي الحالات الأشد ترتفع درجة الحرارة الداخلية لتصل إلى 40 درجة مئوية. ثم يصبح الموقف خطيرًا جدًا، لأنه بالإضافة إلى التعرق الشديد، قد يكون هناك عدم وضوح في الرؤية وضيق في التنفس.
عندها يمكن أن تصبح ضربة الشمس مهددة للحياة بسرعة، خصوصًا وأن الجسم يصبح غير قادر على تبريد نفسه، فيزداد معدل ضربات القلب ويتسارع التنفس وينخفض ضغط الدم.
وفي النهاية، قد تحدث التهابات أو تلف خطير في الأعضاء. وإذا لم يتم علاج المريض بأسرع ما يمكن، فقد يؤدي ذلك إلى فشل كامل في عمل بعض الأعضاء والموت!.
ودائمًا ما تكون الوقاية أفضل من العلاج، ولذلك وببساطة: لا تعرض نفسك للحرارة الشديدة وتناول قدرًا كافيًا من الماء في الصيف!.
بالتعاون مع دويتشه فيله