بالصور: قطف الزيتون تحت حراب الاستيطان
بعد عيد الأضحى، يواصل المزارعون قطف ثمار الزيتون في أراضيهم بمختلف القرى الفلسطينية. بعضهم يعمل لوقت مفتوح والبعض الآخر ضمن أوقات محدودة تحت التنسيق مع السلطات الإسرائيلية. كاميرا دوز رافقت صباح اليوم الخميس بعض المزارعين في قرية سالم قضاء نابلس.
يواصل المواطنون قطف ثمار الزيتون من أراضيهم في قرى محافظة نابلس، كما هو الحال في باقي محافظات الضفة الغربية منذ بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري. إذ يتوجه معظمهم مع شروق الشمس إلى حقول الزيتون، ليستهلوا عملهم الذي ينتهي مع ساعات الغروب.
صباح اليوم الخميس، رافقت كاميرا
دوز بعض المزارعين في قرية سالم الواقعة إلى الشرق من مدينة نابلس، والذين خرجوا إلى أراضيهم الزراعية لليوم الثاني على التوالي، وذلك ضمن فترة "التنسيق" التي تحددها هيئة الشؤون المدنية بعد التواصل مع السلطات الإسرائيلية، ليسمح للمواطنين بدخول أراضيهم لفترة زمنية محددة، والتي تنتهي في سالم يوم الأحد المقبل.
لذا، فعلى المزارعين إنهاء عملهم مع مساء يوم الأحد، بحسب جدول التنسيق، وسيضطر من لم يسعفه الوقت إلى ترك ثمار الزيتون على الأشجار دون قطاف. علماً بأنه يسمح للمزارعين الذين يمتلكون أراض زراعية تقع قرب المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية، بدخول أراضيهم مرتين فقط خلال العام، إحداها لقطف الزيتون والأخرى لحراثة الأرض خلال فصل الربيع.
لكن عدداً من العائلات، فضلت أن تبدأ العمل مبكراً دون الاكتراث لجدول التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، حيث عمل بعض منها خلال فترة عيد الأضحى، وذلك لشدة محدودية فترة التنسيق التي لا تكفي بعض المزارعين لإتمام قطاف ثمار كافة أشجار الزيتون الخاصة بهم.
التنسيق يخترق
وذكر المزارع باسم اشتية لـ
دوز أن الجيش الإسرائيلي أجبر المزارعين يوم أمس الأربعاء، على الخروج من حقول الزيتون في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، رغم سريان فترة التنسيق.
[caption id="attachment_14820" align="aligncenter" width="750"]

يخضع المزارعون العاملون بالقرب من مستوطنة ألون موريه لرقابة إسرائيلية مشددة[/caption]
وبرر الجنود ذلك بتزامن فترة القطاف مع عيد "العرش" اليهودي، والذي صادف يوم أمس الأربعاء. في حين ذكر مزارعون آخرون لـ
دوز أنهم يلحظون تسهيلات محدودة من قبل الجيش الإسرائيلي، إذ لم يتوجدوا على الطريق الإلتفافي الإستيطاني الذي يفصل بين قرية سالم وأراضيهم الزراعية. كما لم يشرعوا بتفتيش المزارعين وعائلاتهم قبل دخولهم حقول الزيتون كما هي العادة في كل عام.
هذا وتواجد الجيش الإسرائيلي قرب وحدات استيطانية نصبها مستوطنون قبل فترة، تابعة لمستوطنة ألون موريه المتاخمة للقرية، وفرضوا رقابة مشددة على المزارعين العاملين بالقرب من جدار المستوطنة، كما أعاقوا عمل مجموعة من الصحفيين صباح اليوم الخميس، أتوا لتغطية قطاف الزيتون في محيط المستوطنة، وفتشوا حقائبهم.
متاعب أخرى تواجه المزارعين
وأضاف المزارع باسم اشتية لـ
دوز أنه يعاني وزملاؤه المزارعون من مشكلة الخنازير المنتشرة بين حقول الزيتون، والتي تكثف من حركتها ليلاً بين الأشجار. وقال: "نعلق أدواتنا وأغراضنا على جذوع الأشجار قبل أن نغادر الحقول مساءً، وذلك خشية من أن تخربها الخنازير ليلاً في حال تركت على الأرض".
كما وبدأ معظم المزارعين عملهم متأخراً صباح اليوم، وانتظروا حتى تجف الأشجار قليلاً، بعد أن ضربت أمطار رعدية غزيرة المنطقة مساء أمس الأربعاء. كما واجه بعضهم صعوبة في الحركة نتيجة التربة المشبعة بمياه الأمطار.

الكاتب: أحمد البظ
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2014-10-09 || 20:27