تجربتي الصحفية الأولى في ألمانيا
تقدم مسابقة "الصحفي صديق الحكم المحلي"، التي تنظمها وزارة الحكم المحلي ومؤسسة جي آي زد الألمانية، الفرصة لطلبة الإعلام لزيارة ألمانيا والتعرف على آليات عمل مؤسسات الإعلام هناك. وقد كانت الفائزة لهذا العام هي الطالبة غيداء نجار من جامعة النجاح الوطنية، فما
لم أتخيل يوما أنني سأتجول في شوارعها المنظمة، وأنني سأتنفس هواءها النقي والمنعش، فما أجمل ذلك الموج الذي يسرح بي! وتلك الطبيعة الخضراء الخلابة، التي تسرق الأنظار منذ البرهة الأولى. منيرة في أغلب الأوقات، فشمسها لا تغيب سوى لبضع ساعات، وليلها مضاء بأنوار الطبيعة والتكنولوجيا، مما يضفي الرومانسية على أزقتها. في كل ليلة كنا نتمشى في شوارعها وعلى ضفاف نهر الراين، حيث الهدوء والاسترخاء، فالمشي فيها يعطي شعورا بالهدوء وراحة البال.
ما أزعجني وأثار دهشتي هو كثرة المتسولين الذين ينامون ليلا ونهارا على أرصفة الطرقات. يشربون الخمر، ويتسولون بطرقهم الخاصة لجذب المواطنين كي يعطوهم النقود، وهذا المنظر أثار لدي تساؤلا: "كيف تترك حكومة ألمانيا هؤلاء المواطنين بالشوارع للتسول؟" وجاءتني الإجابة بأن الحكومة توفر لهؤلاء العمل وتدفع لهم المواصلات وتنفق عليهم وتأمن لهم المسكن، لكن هذا النوع من الأشخاص لا يريد العمل بل يريد شرب الخمر والمخدرات من خلال تسوّله.
أعجبتني تلك الحيوية التي يتمتع بها الألمان، والنشاط الذي ينفذه الجميع من مختلف الأعمار، من خلال ممارستهم الرياضة في ساعات الصباح، فهم يهتمون كثيرا بالصحة والعمل التطوعي ومجال الإعلام.
ولفت انتباهي ركوب الدراجات الهوائية الذي لم يقتصر على الصغار للتسلية والتنزه والذهاب للمدرسة فحسب، بل يركبها الكبار للذهاب إلى أعمالهم، وما يزيد الأمر جمالا هو وجود مسلك مخصص لراكبي الدراجات كما السيارات، وأيضا وجود إشارات ضوئية خاصة بها.
"تجربتي الصحفية الأولى"
أما بالنسبة لانطباعي، فقد كانت هذه تجربتي الصحفية الأولى في التعرف على صحافة دولة ما. تبادل الخبرات ومناقشة بعض أمور الصحافة وتغطية الأحداث كان لها أثر كبير في ذاتي، فالصحافة في ألمانيا لها الحرية والاستقلالية الكاملة في النشر دون الخضوع لرقابة أو سيطرة الحكومة، فهناك رقابة ذاتية من قبل أفراد ومسؤولي المؤسسات الإعلامية. والمواطنون الألمان يمتلكون السلطة على وسائل الإعلام، ويتم تمويلها من عامة الشعب كمساهمة من الناس وليس كضريبة للحكومة، وهذا ما تفتقده وسائلنا الإعلامية الفلسطينية والعربية.
[caption id="attachment_12413" align="aligncenter" width="1024"]
تمنح المسابقة فرصة للفائزين الأوائل بزيارة ألمانيا والتعرف على مؤسسات إعلامية[/caption]
وما أضفى على قلبي البهجة أن شعب ألمانيا منظم وملتزم جدا بالوقت، فملابس الناس بسيطة لا تظهر الثراء كما في بلادنا، يلقون التحية على الناس ولا يحبون الحزن، فهم دائمو الابتسام بروح مرحة. عدا عن فصلهم النفايات، فهناك سلة مهملات للزجاج وأخرى للورق وثالثة للمعلبات ورابعة للنفايات العضوية مثل بقايا الطعام.
كان للزيارة أهمية بالغة في تطوير قدراتي الإعلامية، فقد شجعتني كثيراً على مواصلة العمل الإعلامي والصحفي بمختلف مستوياته، فالتعرف على عادات الشعب الألماني أضفى على روحي الكثير من الأمل للاستمرار على النهج الذي أتبعه في حياتي. وتعرفي على المؤسسات الإعلامية وآليات عملها وضع في ذهني صورة الإعلام الصحيح والنزيه الذي يجب أن يكون موجودا في بلادنا.
الكاتبة: غيداء نجار
المحررة: سارة أبو الرب
2014-08-31 || 08:30