قرية جيت.. 600 طالب يجازفون بعبور شارع
يواجه طلبة مدرسة قرية جيت غرب نابلس خطر الموت في كل مرة يذهبون فيها إلى المدرسة، إذ عليهم أن يجتازوا شارعاً رئيسياً لا خطوط مشاة عليه ولا إشارة ضوئية ولا حتى دوار.
مع اقتراب نهاية العام الدراسي 2017/2018، لم تزل مشكلة طلبة مدرسة جيت الثانوية المختطلة قائمة منذ تأسيسها، إذ يعاني أهل القرية بشكل عام و600 طالب بشكل خاص من الخطورة، التي يتعرضون لها بسبب مرور السيارات المسرعة على الشارع الرئيسي الواصل بين نابلس وقلقيلية والذي يفصل القرية لجزئين.
بحسب رئيس مجلس قروي جيت جمال يامين، تشير الإحصائيات إلى وقوع عشرة حوادث كل عام على الأقل. ففي شهر نيسان 2018، تعرض طالبان للدهس أثناء عبورهما الشارع. ويعقب على ذلك "هنا حركة سير كبيرة وأعداد طلاب كبيرة يقطعون الشارع في 15 دقيقة، يؤدي إلى كثافة مرورية، عدا عن كثرة أصحاب السيارات المتوجهين إلى دوامهم وأعمالهم".
ويختم يامين حديثه "طالبنا بإنشاء جسر أو ممر مشاة أو دوار لتسهيل مرور الطلبة، لكن للأسف ما من مجيب، ودائما تواجهنا السلطات الإسرائيلية بالرفض لأن المنطقة تقع ضمن تصنيف (ج)".
مسؤولية الجميع
وفي الموضوع ذاته يقول مدير المدرسة باسل شواهنة "كان لنا دور في عقد ورشات ولقاءات مع الشرطة لتعليم الطلبة كيفية عبور الشارع والسلامة على الطرق وهذا ما يخفف من حوادث الدهس. لا شك أن المسؤولية تقع على الجميع من مدرسة ومعلمين وأولياء أمور وطلبة".
وبدوره يرى المتطوع في تسهيل عبور الطلبة للطريق إبراهيم السده، أن المسؤولية تقع على جميع أهل القرية في الوقوف لمساعدة الطلبة في عبور الطريق، مضيفاً "كل شخص يتواجد على الطريق في الصباح أو الظهيرة عليه أن يساعد الطلبة من منطلق الحرص على أمن القرية وأطفالها".
فيما يقول أحد طلبة الثانوية "نحن كطلبة واعين نسعى قدر الإمكان لمساعدة الطلبة الصغار، لكن تواجهنا مشكلة أن الطلبة لا يبالون أثناء قطع الشارع، فخلال عبورهم الشارع يبدأون بأداء حركات وأصوات استفزازية للسائقين".
سباق الوقت
يؤكد أحد سائقي سيارات العمومي من القرية ذاتها، على أن بعض السيارات تمر مسرعة على الشارع، مما يزيد من فرصة تعرض الطلبة للدهس وأن سيارات قليلة تقف للسماح للطلبة بعبور الشارع، ويضيف "في الحقيقة الشارع مكتظ بالسيارات الإسرائيلية والعربية، فعادة يخشى المستوطنون من الوقوف على مدخل قرية عربية خوفا من تعرضهم للرشق بالحجارة، علما أن القرية هادئة فيما يتعلق بهذا الموضوع".
وتبين الطالبة الجامعية نور حسن أنها غالباً ما تتأخر عن دوامها الجامعي بسبب الأزمة المرورية، التي تمتد من قرية الفندق حتى المفترق الذي يتفرع عنه الشارع إلى مدينة طولكرم وإلى قرية حوارة وإلى مدينة نابلس. وتعزو سبب الأزمة إلى وجود شاحنات تؤخر سير المركبات مما يضطرها إلى التجاوز والقيادة بسرعة لتعويض الوقت الضائع والوصول في الموعد المناسب.
وتشبه الموظفة سعاد أمين الأزمة المرورية والسرعة على هذا الشارع تحديدا "بالنعوش الطائرة" قائلة "في كل مرة أقف فيها على مدخل القرية أشاهد الطلبة وهم يعانون أثناء قطع الشارع وبعضهم يكاد أن يدهس لعدم مبالاة السيارات ولسرعتها وتجاوزاتها".
الكاتب: أحمد السدة
المحرر: عبد الرحمن عثمان
2018-05-19 || 20:08