خطة التهجير - هل ألغى السيسي زيارته لترامب في واشنطن؟
في وقت تحاول فيه بلاده مع قطر إنقاذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة، يحاول الرئيس المصري تجنب زيارة واشنطن ما دامت خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة على جدول الأعمال.
قالت الرئاسة المصرية، الأربعاء 12.02.2025، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تناولا فيه أحدث التطورات في الملف الفلسطيني والاستعدادات الجارية للقمة العربية المرتقبة في القاهرة هذا الشهر.
وقال بيان للرئاسة إن الاتصال "ركز بشكل كبير على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان على وحدة الموقفين المصري والأردني، بما في ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأضاف أن الجانبين تناولا سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية، والاستعدادات للقمة العربية الطارئة المقررة في مصر يوم 27 فبراير شباط.
وكان مصدران أمنيان مصريان قد قالا في وقت سابق لوكالة رويترز للأنباء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض ما دام جدول الأعمال يشمل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأثار ترامب غضب العالم العربي بخطته لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني بشكل دائم من قطاع غزة والسيطرة عليه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وطالب مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين الذين سيتم إبعادهم، ولوح بقطع المساعدات عن الدولتين الحليفتين لبلاده إذا رفضتا.
وقالت مصر إن ترامب وجه دعوة مفتوحة للسيسي لزيارة واشنطن في اتصال بينهما في الأول من فبراير/ شباط. وقال مسؤول أمريكي إنه لم يتم تحديد موعد لمثل هذه الزيارة.
ولم ترد الرئاسة المصرية ولا وزارة الخارجية حتى الآن على طلبات للتعقيب.
وبدا عاهل الأردن الملك عبد الله منزعجاً خلال اجتماعه أمس الثلاثاء مع ترامب في البيت الأبيض، والذي ناقش ترامب خلاله خطته لغزة.
وزار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي واشنطن هذا الأسبوع. وقال المصدران إن هدف زيارته كان تجنب اجتماع محرج مماثل يحاول ترامب خلاله الضغط على السيسي.
ووفقاً للمصدرين المصريين بحسب رويترز (الأربعاء 12 فبراير/ شباط)، فقد بدا جلياً لعبد العاطي خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن خطة التهجير ستكون مطروحة على الطاولة إذا زار السيسي البلاد. وذكر المصدران أن عبد العاطي رد بأن مثل هذا الاجتماع لن تكون له جدوى، وأن أي نقاش يجب أن يدور حول خطة مصر لإعادة إعمار القطاع. وتقول مصر إن خطتها "ستضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم".
المساعدات العسكرية لمصر
وشكل التعاون الوثيق بين القاهرة وواشنطن حجر زاوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لعقود. وظلت مصر منذ معاهدة السلام، التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل ومصر قبل أكثر من أربعة عقود، واحدة من أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الأمريكية، جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وذكر المصدران أن وزير الخارجية الأمريكي لم يكرر تهديدات ترامب خلال مباحثاته مع عبد العاطي، لكنه حث القاهرة على إعادة التفكير في خطة ترامب.
وخصصت الولايات المتحدة العام الماضي 1.3 مليار دولار للمساعدات العسكرية لمصر، ووافقت في ديسمبر/ كانون الأول على بيع محتمل لأسلحة تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار.
وقال إتش. إيه. هيليهر الزميل بمعهد رويال يونايتد سرفيسيز: "لا مورّد يضاهي الأمريكيين، ولهذا السبب كانت مصر حريصة لفترة طويلة على الحفاظ على هذه العلاقة، لكن لن يكون ذلك على حساب مصلحتها الوطنية".
وأكد السيسي مراراً أن مصر لن تسهل مطلقاً طرد الفلسطينيين من غزة، وهو أمر تعتبره مصر تهديداً خطيراً لأمنها بما في ذلك عن طريق إذكاء التطرف وتوفير ذريعة لهجمات إسرائيلية مستقبلية، فضلاً عما يمثله ذلك من ظلم للفلسطينيين.
محاولات مصرية قطرية لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار
وتعمل قطر ومصر على إنقاذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حسبما أفاد مصدر فلسطيني، في أعقاب تهديدات الدولة العبرية والولايات المتحدة باستئناف الأعمال القتالية إذا لم يتم الإفراج عن دفعة الرهائن السبت، وهو ما رفضته الحركة.
وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس التي أفضت إلى هدنة في القطاع الفلسطيني، دخلت حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير. وبموجب الاتفاق، أُفرج عن 16 رهينة إسرائيليين كانوا محتجزين في غزة و765 فلسطينيا كانوا معتقلين في السجون الإسرائيلية في إطار خمس عمليات تبادل، على أن تُنظّم عملية أخرى السبت. وأُطلق سراح خمسة رهائن تايلانديين خارج إطار عمليات التبادل هذه.
والإثنين، أعلنت الحركة الفلسطينية أنها لن تفرج عن الرهائن السبت حتى تتوقف إسرائيل عن "تعطيل الاتفاق" وتعود إلى الالتزام به وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي قالت إنها تعيقها.
ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف الحرب قبل المرحلة النهائية المخصّصة لإعادة إعمار القطاع والتي تحتاج إلى 53 مليار دولار وفق تقديرات الأمم المتحدة. غير أنّ الحكومة الإسرائيلية رفضت حتى الآن استئناف المحادثات.
ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
بالتعاون مع دويتشه فيله
2025-02-12 || 19:11