هـآرتـس: قـتـلـى "المـطبـخ"... حـان الوقـت لوقـف الحـرب
تُناقش أسرة التحرير حادثة مقتل سبعة عمال إغاثة دولية في غارة إسرائيلية جوية في دير البلح، ويؤكد على أن التحقيق الداخلي للجيش الإسرائيلي غير كافٍ، وأن إسرائيل ملزمة بالسماح لمنظمات الإغاثة بتوزيع المساعدات بأمان.
الحادثة التي قتل فيها سبعة من عاملي منظمة الإغاثة الدولية "المطبخ العالمي المركزي"، وبينهم مواطنون من أستراليا، بولندا وبريطانيا وفلسطينيون ذوو جنسية مزدوجة – في غارة إسرائيلية جوية في دير البلح في قطاع غزة لا يمكنها أن تنتهي "بـتحقيق معمق وشفاف للجيش الإسرائيلي"، كما وعد رئيس الأركان هرتسي هليفي. كما لن يكفي أيضا الرد الواهن من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أشار إلى أن "هذا يحصل في الحرب، نحن نفحص هذا حتى النهاية، نتواصل مع الحكومات وسنفعل كل شيء كي لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى".
حادثة مقلقة
يدور الحديث عن حدث مقلق على نحو خاص إذ إن المنظمة نسقت تحركاتها مع الجيش الإسرائيلي وكذا أن الحديث لا يدور عن خطأ في التشخيص. فحسب مصادر أمنية، كانت على المركبات إشارات واضحة على أنها تعود لمنظمة الإغاثة – على سقوفها وفي الجوانب أيضا. تحركت السيارات على محور اقر مسبقا مع الجيش الإسرائيلي، وسفرها نسق حتى مع الجيش. ومع ذلك، تشخيص رجل مسلح على الشاحنة والاشتباه بأنه مخرب كان يكفي لغرفة عمليات الوحدة المسؤولة عن حراسة المحور الذي سافرت فيه القافلة لأجل إطلاق ثلاثة صواريخ على المركبات.
نقل المهمة إلى جهات دولية
يدور الحديث عن عملية هدامة وعديمة المنطق. إسرائيل ملزمة بالسماح لمنظمات الإغاثة بما في ذلك المنظمات من الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات بأمان. إذا كانت لا تستطيع ضمان هذا، فعليها أن تنقل المهمة على الفور إلى جهات دولية وتحديد مسارات آمنة لا يدخل الجيش الإسرائيلي إليها لا من البر ولا من الجو.
تحقيق هآرتس
لا يمكن قطع هذه الحادثة عن الخفة التي يقتل فيها الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في غزة مثلما انكشف هذا الأسبوع في التحقيق الذي نشره في "هآرتس" ينيف كوفوفيتس. ويتبين من التحقيق شك كبير حول صدق قول الجيش الإسرائيلي، انه من أصل 32 ألف قتيل فلسطيني في الحرب يوجد على الأقل 9 آلاف مخرب. قادة كثيرون في الخدمة الدائمة وفي الاحتياط يشرحون أن التعريف في هذه المسألة خاضع لتفسيرات واسعة. ضابط في الاحتياط خدم في القطاع قال، إن "المخرب، بالإجمال، هو كل واحد قتله الجيش الإسرائيلي في داخل المجال القتالي للوحدة العسكرية". كما يتبين من التحقيق أنه لأجل التحديد من هو المخرب لا يسألون ما الذي فعله – المهم هو إذا كان دخل إلى "منطقة الإبادة" التي قررها القادة هناك. "في اللحظة التي يدخل فيها الناس، وخصوصا الرجال الراشدين، إلى منطقة الإبادة"، يقول الضابط في الاحتياط "الأمر العسكري هو إطلاق النار، لأجل القتل أيضا، حتى لو كان المشبوه إياه ليس مسلحا".
لا حذر قبل فتح النار
الاستنتاج هو انه لا يوجد ما يكفي من الحذر قبل فتح النار – الحدث الذي بين يوم الثلاثاء والأربعاء، التحقيق المقلق بالنسبة لعدد القتلى والجرحى في غزة، بالإضافة إلى الجوع والدمار الهائلين – يجب أن تحدد نهاية الحرب. حان الوقت للتوقف.
الكاتب: أسرة التحرير/ هآرتس
2024-04-04 || 11:40