أول مستشفى خيري للتأهيل في الخليل
رحلة شاقة ومكلفة يقطعها أهالي من يصابون بالجلطات إلى مركز إعادة التأهيل في بيت جالا، خاصة في ظل أوضاع الطرق الحالية. محافظة الخليل تقدم الآن حلاً يخفف من معاناة مواطنيها.
ضمن إستراتيجيتها للعمل على رفع الاستعداد والجاهزية لمواجهة الكوارث، وتوفير خدمات طبية تلبي احتياجات المواطنين، وفي ظل الحاجة لتأهيل مصابي الجلطة الدماغية أو إصابات الدماغ، حيث باتت الحاجة ماسة لتقديم خدمات التأهيل للمواطنين في محافظة الخليل بشكل خاص ولأبناء الضفة أو قطاع غزة بشكل عام، في ظل الحرب التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على كافة المناطق في فلسطين، وتقطيع أواصل المدن من خلال الحواجز العسكرية الإسرائيلية، لهذه الأسباب برزت أهمية إيجاد مركز متخصص للتأهيل، فكان مشروع مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل في مدينة الخليل.
وقال، رئيس اللجنة المشرفة على إنشاء المستشفى أكرم عمر، الأحد 03.03.2024، إن فكرة إقامة المستشفى هي فكرة قديمة جديدة، نظراً لحاجة الناس في منطقة الجنوب خاصة لمثل هذا المستشفى المتخصص بالتأهيل.
وأضاف، الفكرة جاءت من خلال متابعة الحالات التي كانت تصاب بجلطات دماغية أو إصابات الدماغ وتحتاج إلى أسرة للتأهيل، حيث كانوا ولا زالوا ينتظرون أشهر حتى يحين موعدهم في المراكز والمستشفيات خارج محافظة الخليل أو في الخليل، على الرغم من حصول بعضهم على تحويلات من وزارة الصحة، فكان بعضهم ينتظر شهرين حتى يحين موعده، نظراً لأعداد المرضى الكثيرة، إضافة إلى التكاليف التي يدفعها محتاج هذه الخدمة وأسرته خارج الخليل.
المستشفى سيقدم العديد من الخدمات التأهيلية لم لا يملك تكاليف العلاج
وأردف في حديثه: مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل، سيقدم العديد من الخدمات التأهيلية الشاملة، على أعلى المستويات، وسيتمكن بالدرجة الرئيسية من لا يملك تكاليف العلاج من الحصول على هذه الخدمات التي هي حق له.
وقال عمرو: مهمتنا هي خدمة المرضى بغض النظر عن أسباب الإصابة، سواء إصابات حوادث السير، أو إصابات العمل، بالإضافة إلى جلطات دماغية، وحتى إصابات الحروب.
أقسام المستشفى وطواقمه
وحول أقسام المستشفى وطواقه، أوضح رئيس اللجنة المشرفة على مشروع مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل، بأن مساحة المستشفى حاليا هي 3900 متر مربع، وعدد طوابق المستشفى تبلغ 6 طوابق مع رووف، وفيه خدمات العلاج المائي، وحدة متابعة مرضى الجلطات الدماغية، وقسم متابعة عمليات القلب المفتوح، قسم العلاج الطبيعي والتأهيل، قسم العلاج الوظيفي، قسم علاج النطق ومشغل الأطراف الصناعية بالإضافة إلى قسم خاص لإعارة واعادة تصليح وتعقيم الأجهزة الطبية المساندة لدى الناس، وهم حاليا يقدمون خدمة توفير الكراسي لكل من يحتاجها وبإمكان من يحتاجها التقدم بطلب للحصول عليه، كما أن الجمعية تقوم باستلام الأدوات والأجهزة الطبية المساندة التي لا يحتاجها الناس، وتعيد تسليمها لمحتاجين آخرين.
بناء المستشفى جاء بتبرع سخي من المحسنين
وأشار عمرو، إلى أن الجمعية، لم تكن تمتلك الموادر المالية الكافية لبناء المستشفى، ولكن بفضل جهود الخيرين من كافة مناطق محافظة الخليل. مضيفاً: بناء المستشفى جاء بتبرع سخي من قبل المحسنين والخيرين، الذين ذهبوا باتجاه حل لمشاكل تعاني منها محافظة الخليل، وجنوب الضفة الغربية، بشكل عملي من خلال تبرعاتهم لبناء المستشفى بطوابقه المتعددة، وتقديمهم فرصة العلاج لمن يحتاجها.
وحول تأثيث المستشفى وإمداده بالأجهزة وتشغيله بالطواقم الطبية والفنية، أوضح بأن الجمعية منذ عامين وهي تستثمر في الكوادر الطبية، حيث تم إرسال العديد منهم لدورات خارجية والحصول على تدريبات متقدمة في علاجات التأهيل، وهم يحرصون على أن يقدم مستشفى الرحمة الخيري للتأهيل خدمات متطورة لمحتاجي هذه الخدمات وفق المعايير الطبية والتأهيلية العالمية.
من المتوقع أن يفتتح المستشفى أبوابه خلال عامين
وأضاف عمرو: من المتوقع ان يبدأ المستشفى العمل في استقبال الحالات المرضية في غضون العامين القادمين، وسيتم التعامل مع الحالات وفق ما يتطلبه العلاج، وبحسب البرامج المعدة، والتي سيتم اعدادها لكل حالة، ولدينا خطط طموحة لجلب أحدث التكنولوجيا و الأجهزة والأدوات المستخدمة في التأهيل، لتقديم افضل خدمة في هذا المجال لمحتاجيها.
وزاد في حديثه: نحن نسابق الزمن، لافتتاح هذا المستشفى نظراً للحاجة الماسة إليه، والكل معرض لأن يحتاج خدمات المستشفى في ظل الظروف التي نعيشها، وكلنا ثقة بالمحسنين والمحسنات من أبناء هذا البلد، بأن يقدموا العون ويتبرعوا بسخاء لشراء الاجهزة، وتشغيل المستشفى.
وأعرب عن أمله، بأن يتم افتتاح المستشفى في أسرع وقت ممكن، ليكونوا على جاهزية للتعامل مع الأحداث المؤسفة والتي قد تصيب أي شخص بأذى.
المصدر: معاً
2024-03-03 || 10:30