أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، بأن معاناة المزارعين في مدن الضفة الغربية تتواصل وترتفع ذروتها في موسم قطف ثمار الزيتون الذي يتحول لسلسلة مضايقات واعتداءات من قبل المستوطنين.
وقال المكتب "يوجد في الضفة الغربية ما يربو إلى 10 ملايين شجرة زيتون مزروعة على ما مساحته 86,000 هكتار، تمثل 47% من مجمل مساحة الأراضي المزروعة وهي أحد مصادر الدخل لنحو 100 ألف أسرة".
وأضاف، أن هذا القطاع يوفر فرص عمل لعدد كبير من العمال والنساء العاملات. وتتراوح قيمة إنتاج قطاع الزيتون بما فيه الزيت وزيتون المائدة والزيتون المخلل والصابون، ما معدله 200 مليون دولار في سنوات الإنتاج الجيدة.
وأكد التقرير أن وجود المستوطنات يفرض قيودا على المواطنين الذين يريدون الوصول إلى أراضيهم لزراعتها وعائلات من نحو 90 تجمعا سكانيا فلسطينيا يمتلكون أراض تقع ضمن حدود 56 مستوطنة.
وذكر أن بناء جدار الفصل والتوسع العنصري الاستيطاني يشكل عاملين أساسيين في ازدياد فصل التجمعات الفلسطينية عن أرضهم أكثر فأكثر، ما نسبته 30% من أشجار الزيتون تقع خلف الجدار في المناطق المصنفة (ج). وبالتالي فإن عدم مقدرة بعض المواطنين على قطف أشجار الزيتون الخاص بهم، يشكل خسارة للاقتصاد الوطني، تقدر بنحو 45 مليون دولار سنويا.
المستوطنون يثيرون هواجس المزارعينوتابع التقرير "في الأغوار الشمالية أثار اقتلاع الاحتلال لمئات الأشجار المثمرة في منطقتي بردلة وأم الكبيش مخاوف المزارعين، فخلال العامين الأخيرين اقتلع نحو 1090 شجرة زيتون في قرى الأغوار".
وذكر أن ما مجموعه 5,582 شجرة قد تضررت خلال العام 2017 مقارنة بالعام الذي سبقه حيث تضررت 1,652 شجرة ونحو 9200 شجرة زيتون، في مختلف محافظات الضفة الغربية خلال العام 2018.
وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين تركزت في قرى محافظات نابلس، قلقيلية، سلفيت ورام الله، حيث أقدم مستوطنون على سرقة ثمار الزيتون في أراضي قرية دير شرف غرب نابلس في منطقة الروس التابعة للقرية، كما قام عدد من المستوطنين بملاحقة المزارعين ومنعهم من دخول أراضيهم القريبة من مستوطنة "شافي شمرون"، لتسهيل عملية سرقة ثمار أشجار الزيتون.
وبيّن أنه في قرية بورين جنوب نابلس، سرق مستوطنون ثمار الزيتون في منطقة "خلة قطة" كما أقدم مستوطنو "يتسهار" على قطع عشرات أشجار الزيتون المعمرة في القرية، في المنطقة المسماة "خلة الغول"، بالجهة الجنوبية تعود للمواطنين ناصر قادوس، وأحمد نجار.
أشكال أخرى من الاعتداءوقال التقرير "في وقت لاحق أضرم مستوطنون النار في حقول الزيتون في الأراضي الواقعة بين بلدتي بورين وحوارة، الأمر الذي أدى إلى اشتعال نحو 70 شجرة زيتون".
وتحدث عن اعتداءات أخرى تمثلت بإصابة المواطن صايل درويش بجروح في رأسه أثناء عمله داخل حقوله الزراعية في قرية برقة شرق رام الله وإقدام عدد من مستوطني "رحاليم" على سرقة ثمار عشرات أشجار الزيتون بالقرب من بلدة ياسوف شرق محافظة سلفيت، إضافة إلى تدمير العديد منها بعد قطفها وردم عدد من السلاسل الحجرية.
وتطرق إلى منع قوات الاحتلال للمزارعين من قطف الزيتون في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية وطردت المزارعين من أراضيهم المحاذية لمستوطنة "كدوميم" المقامة على أراضي القرية بذريعة أنها "منطقة عسكرية" مغلقة، فيما قامت جرافات المستوطنين بتجريف أربعة دونمات زراعية من أراضي المواطنين في قرية فرخة جنوب غرب سلفيت واقتلاع 210 من أشجار العنب واللوزيات من المنطقة المسماة "الباطن"، تعود ملكيتها لكل من المواطن حسن عبدالله حجاج وخالد حسن حجاج وعامر سليم.
وسجل التقرير قيام جنود الاحتلال ومستوطنوه بمهاجمة المزارعين في قرية النبي الياس شرق قلقيلية أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أرضهم المجاورة للشارع الالتفافي الجديد، كما هاجموا مركبات المواطنين بالحجارة قرب بلدة جينصافوط، على الطريق الواصل بين محافظتي قلقيلية ونابلس، ما أدى بإلحاق أضرار في بعضها.
وحدات استيطانيةوفيما يتعلق مخططات الاستيطان المتواصلة، قال التقرير إنه تماشيا مع قرار حكومة الاحتلال الصادر في 15 أيلول/سبتمبر الماضي، حول تسوية مستوطنة "ميفوت يريحو" في غور الأردن، وافقت سلطات الاحتلال على خطة لبناء 182 وحدة استيطانية جديدة في غور الأردن.
وأضاف أن محكمة الاحتلال العليا، عقدت قبل أيام جلسة تداول بخصوص عريضتين قدمتها منظمة "يش دين" الحقوقية الاسرائيلية باسم أصحاب الأراضي الفلسطينيين من قرى المغير، ترمسعيا، جالود وقريوت، بعد أن قام المستوطنون في بؤرة "عادي عاد" بالاستيلاء على أراضيهم والبناء فيها. وهي البؤرة ذاتها التي خرج منها المستوطنون العام الماضي وأطلقوا النار على سكان القرية ما أدى الى استشهاد أحد أبنائها.
وأكد أن الاحتلال جرّف نحو ثلاثين دونما من أراضي المواطنين في منطقة "وعر أبو المفلفل" بمحاذاة مستوطنة "خارصينا"، تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب منطقة البقعة شرق مدينة الخليل، حيث فرشت جرافاته الأراضي المستولى عليها بـ "البيسكورس" وأزالت أعمدة الكهرباء التابعة لبلدية الخليل، كما قطعت التيار الكهرباء عن عدد من المواطنين من عائلة جابر وشقت في وقت سابق طريقا استيطانيا في هذه الأرض لربطها مع المستوطنات القريبة المحاذية للشارع الالتفافي رقم 60.
وذكر أن الاحتلال ينوي إقامة مجمع ومكب ضخم للنفايات في منطقة سهل الخان الأحمر بين القدس والبحر الميت، إضافة لبناء مصنع لتدوير جزء من هذه النفايات، ما سيؤثر سلبيا على المنطقة والسكان والبيئة، عدا عن الاستيلاء على مئات الدونمات من الأراضي وطرد السكان من تلك المنطقة.
ونوه التقرير إلى أنه من المتوقع أن يقوم الاحتلال بالاستيلاء على 900 دونم، من أجل إقامة المكب وتحويل 3500 طن نفايات يوميا إليه، حيث نشرت وزارة المالية وحماية البيئة الإسرائيلية المرحلة الأولى من مناقصة لإقامة هذا المجمع قرب مستوطنة "معاليه أدوميم".
المصدر: وفا