مـعـاريـف: الـرد عـلـى الـرد.. كـلـمـة الـسـرّ "الـتـحالـف"
يُناقش المسؤول السابق في جهاز الشاباك إيهود ياتوم تبعات الهجوم الإيراني على إسرائيل، وما أثار من قلق دولي وتساؤلات حول الرد المناسب، ويرى كـتفكير أولي من الضرورة شن هجوم عسكري قاسٍ على إيران، ولكن من ناحية أخرى يُشير إلى أن اتباع نهج دبلوماسي واستغلال هذا الحدث لبناء تحالفات دولية ضد إيران قد يكون أفضل بكثير لمواجهتها.
إيران أعلنت حربا على إسرائيل. إطلاق صواريخ ومُسيرات من أراضيها إلى أهداف إسرائيلية يغير المعادلة التي كانت قائمة منذ سنين، التي كانت إيران مشاركة فيها كمحدثة مركزية للإرهاب.
تغير المعادلة
لدى الإيرانيين هذا تكتيك، للعمل من خلال وكلاء، مثل "حزب الله"، الحوثيين، "حماس" و"الجهاد". ليلة أول أمس، هذا تغير، عندما أطلقت إيران من أراضيها صواريخ باليستية وصواريخ جوالة كي تضرب كل أرجاء الدولة.
التفكير أولا
لا شك أن البطن تتقلب في ضوء الوضع الجديد، وفي تفكير أولي – رد قاس وفوري مناسب وواجب الواقع. إذ إننا هوجمنا بشكل واسع وأُعلنت ضدنا حرب، لكن هذه المرة أيضا – "نهاية الفعل في التفكير أولا".
ينبغي أن نزن الرد بحذر، وهل ينبغي الرد على الإطلاق.
على القرار أن يكون متعلقا بمدى الضرر والإصابة لمواطني الدولة. النتائج نعرفها منذ الآن: الهجوم الإيراني انتهى بضرر قليل ويكاد يكون بلا مصابين.
الفرصة الذهبية
نحن ملزمون بأن نستغل الهجوم كي نخلق تحالفا واسعا قدر الإمكان ضد إيران، ونحبط كل خطوة مستقبلية بالنووي والإرهاب. علينا أن نخلق خطوة استراتيجية، تعزل إيران وتغلق كل إمكانية مستقبلية لمواصلة سلوكها العدواني.
الفرصة التي وقعت في أيدي إسرائيل بعد أن انكشفت إيران بضعفها يجب أن تفحص بعقل قبل أن نعمل ونرد من البطن ونستخدم قوة ساحقة عسكرية ضد أهداف إيرانية على أراضيها.
خطوات دبلوماسية
رد بالنار كفيل بأن يحبط فرصة ذهبية لإنجاز استراتيجي من خلال خطوات دبلوماسية، مع دول مهمة كالولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وألمانيا.
إسرائيل ملزمة من الآن فصاعدا بتنسيق كل خطوة مع الولايات المتحدة، والاستماع إلى مطالب "البنتاغون". نحن نسمع عن دول مهمة أخرى تعتزم مساعدة إسرائيل بعد أن أعلنت إيران الحرب ضدنا.
في تاريخ دولة إسرائيل، سيسجل الحدث ليلة أول من أمس، كحدث بمستوى دولي.
شيء ما حصل هذه الليلة. والشيء يستوجب من إسرائيل أن تهتم بخطوات دبلوماسية تخلق تحالفات وضمانات تساعدها في التحديات الأمنية التي تقف أمامها.
العالم مرة أخرى معنا. ينبغي تنسيق باقي الخطوات مع حلفائنا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وإعادة الثقة والتنسيق مع الدول الصديقة والداعمة. فلنعترف بالحقيقة أننا نحتاج دعمهم ومساعدتهم كـ"الهواء للتنفس".
الكاتب: إيهود ياتوم/ معاريف
2024-04-16 || 16:58