يـديـعـوت: الفرصة.. خمسة عصافير بـ"حَجر"
يرى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا آيلاند أن النجاح المبهر في إحباط الهجوم الإيراني لإسرائيل يُتيح فرصة ذهبية لتحقيق 5 أهداف استراتيجية هامة بعيدة المدى، ويُشير إلى أن تحقيق هذه الأهداف يعتمد على استغلال تداخل 4 تطورات رئيسية. فما هي هذه التطورات؟ وما هي الأهداف الخمسة؟
النجاح المبهر في إحباط الهجوم الإيراني يسمح لإسرائيل بمرونة حول معضلة هل ترد أم لا. فضلا عن ذلك يمكن اتخاذ القرار بعد بضعة أيام أيضا وبعد تقويم جذري للوضع.
أفضلية.. "إذا ما"
لإمكانية عدم الرد توجد أفضلية إذا ما، وفقط إذا ما، عرفنا كيف نستغل الفرصة كي نخلق واقعا استراتيجيا آخر. تنبع الفرصة من تداخل أربعة تطورات: إثبات تفوقاتنا التكنولوجية (وتفوقات حلفائنا) على التهديد الإيراني؛ إثبات عملي بأنه يمكن وجود تحالف لدول عربية مع الولايات المتحدة وبريطانيا ومع إسرائيل ضد إيران؛ سواء الهجوم الإيراني أم السيطرة على السفينة يخلقان غضبا دوليا ضد إيران؛ نشأت أجواء مصالحة مع الولايات المتحدة.
خمسة أهداف
هذا الوضع يمكن استغلاله لأجل محاولة تحقيق خمسة أهداف، أولها هو منع السلاح النووي في إيران. المنطقة والعالم كله يمكنه أن يفهم الآن كم كبيرا سيكون الخطر إذا تمكنت إسرائيل، التي تملك صواريخ بمدى 2000 كيلومتر من أن تطلق معها أيضا سلاحا نوويا. ثمة احتمال لاستبدال وهن الغرب في هذا الموضوع بضغط سياسي واقتصادي يترافق مع تهديد عسكري يحبط النية الإيرانية.
الهدف الثاني هو حمل العالم على أن يفهم أن "حزب الله" والحوثيين في اليمن ليسا منظمتي إرهاب بل شيء آخر – يدور الحديث عن وحوش مع أيديولوجيا متطرفة مزودة بقدرات عسكرية لدول كبرى وقوية لكنهما غير خاضعين لأي قانون دولي ولجم الدول. مجرد وجودهما يعرض السلام العالمي للخطر وعليه من الواجب تفكيكهما.
الهدف الثالث – والملموس أكثر – هو تغيير الوضع في حدود لبنان. على إسرائيل أن تعلن انه ابتداء من الأول من أيلول 2024 الحياة في شمال إسرائيل ستعود إلى مسارها. يمكن محاولة الوصول إلى هذا الواقع باتفاق، لكن أن يخصص لهذا زمن محدود، وإذا لم يحصل الأمر – فإن إسرائيل ستشن حربا في الشمال. من الصواب استغلال الروح الطيبة (نسبيا) في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة وفرنسا لأجل الضغط في هذا الموضوع، وواجب أن تفهم الولايات المتحدة وتدعم خطوة عسكرية في لبنان إذا ما فشلت المفاوضات. فضلا عن ذلك فإن انتصارا إسرائيليا في هذه المعركة يستوجب أن تتجه أساسا الهجمات الإسرائيلية ضد البنى التحتية في لبنان والضاحية في بيروت: تدمير شديد في لبنان هو الأمر الوحيد الذي يخيف نصر الله وتحقيقه هو الشرط الضروري لتحقيق النصر لزمن وثمن معقولين. من الحيوي أن تفهم الولايات المتحدة وتوافق على ذلك.
الهدف الرابع هو إنهاء الحرب في غزة في ظل إعادة كل المخطوفين في أقرب وقت ممكن. الطريق الواقعي لتحقيق هذا لا تقوم على أساس "النصر المطلق" بل على أساس صفقة بسيطة: إنهاء الحرب مقابل كل المخطوفين. إن ضرب قدرات "حماس" العسكرية، مثلما تحقق حتى الآن مبهر ومرض منذ الآن، حتى دون السيطرة رفح. وإذا كنا نريد حقا إسقاط حكم "حماس" فمن الواجب قبول المبادرة التي وضعت أمامنا قبل بضعة أشهر والموافقة على دخول قوات السلطة الفلسطينية بدعم من الدول العربية إلى شمال القطاع. كان يمكننا أن نكون منذ زمن بعيد في وضع تكون فيه السيطرة المدنية في هذه المنطقة لغير "حماس"، وإذا كان ثمة شيء ما يمكنه أن يضغط السنوار فهو ليس الضغط العسكري بل وجود بديل سلطوي.
الهدف الخامس هو تحسين شبكة علاقات إسرائيل سواء مع الأسرة الدولية أم مع الدول العربية مع التشديد على الأردن.
تحقيق الأهداف الثلاثة الأخرى ممكن في الأشهر القادمة، وإذا كان هذا ما سيحصل، فسنتمكن من التركيز على الهدفين الأولين، الأكثر أهمية في المدى البعيد.
الكاتب: غيورا آيلاند/ يديعوت أحرونوت
2024-04-16 || 16:52