خطة إسرائيلية لتدمير القرى الحدودية.. وتوطين النازحين
الجيش الإسرائيلي يبدأ بتطبيق خطة المنطقة العازلة جنوب لبنان، ويدمر بشكل كامل قرى الشريط الحدودي. والسؤال الآن، هل تنعكس الهدنة في غزة على الحرب في الجنوب؟ وهل ستصعد إسرائيل من هجومها على لبنان؟
سؤالان أساسيان مطروحان في لبنان، الأحد 03.03.2024. الأول، هل تنعكس أي هدنة في غزة على الواقع في الجنوب؟ والثاني، هل لدى إسرائيل نيّة بتوسيع هجومها على لبنان في الأسابيع المقبلة، بعد التحذيرات الأميركية المتصاعدة؟
قد لا تكون الإجابة عن هذين السؤالين سهلة أو متاحة في الوقت الراهن. ولكن ما قد يكون متاحاً هو الحديث عن أهداف إسرائيلية يجري العمل على تحقيقها في الجنوب اللبناني، قد تعني بشكل أو بآخر إطالة أمد الحرب، ولو لم تكن حرباً شاملة تطال لبنان بأكمله.
خطة إسرائيلية بدأ تنفيذها
تقول مصادر متابعة لما يجري في الجنوب، إن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ أيام تنفيذ خطة جديدة عنوانها "التدمير" الكامل لقرى الحافة أو قرى الشريط الحدودي. مشيرة عبر "المدن" إلى أن الإسرائيليين يستهدفون عبر تدمير كل المنازل في هذه القرى تحقيق غاية أساسية، هي إبقاء نازحي هذه البلدات خارجها لأطول فترة زمنية ممكنة بغية استثمار ذلك في أي تفاوض مقبل.
وفي هذا السياق تكثفت العمليات الإسرائيلية التدميرية للقرى بشكل متدرج. إذ يتم التركيز على بلدة تلو الأخرى. ومؤخراً كانت بليدا عنواناً للتركيز الإسرائيلي، حيث تم تدمير عشرات المنازل في 72 ساعة.
تطبيق منطقة الخطة العازلة
وتكشف المصادر أن الإسرائيلي بدأ بتطبيق خطة المنطقة العازلة بعيداً عن المفاوضات، اذ يُريد إقامة فراغ مدمّر بعمق 5 كيلومترات في الجنوب، تكون معه العودة مستحيلة بعد توقف الحرب، للنازحين وللمقاتلين. لذلك، تُشير التوقعات لدى المقاومة بأن الحرب الإسرائيلية ستستمر وتتوسع في الجنوب، وتحديداً في منطقة جنوب نهر الليطاني، على أن يكون شمال النهر آمناً بشكل نسبي. إذ ستبقى الضربات الإسرائيلية في شمال النهر محصورة بمراكز ونقاط لحزب الله.
تلفت المصادر النظر إلى أن الضربات الإسرائيلية شمال النهر تستهدف نقاطاً لحزب الله فارغة أو جرى تفريغها. وتكشف المصادر نفسها أنه خلال الأيام الخمسة الماضية استهدفت إسرائيل مراكز لحزب الله بعد إفراغها بساعات قليلة. وهذا يعني أن الإسرائيلي لا يُريد إيقاع خسائر بشرية في هذا الجانب من الجنوب، ويسعى لإبقاء الحرب بين جنوب النهر والشمال الفلسطيني بعمق محدد.
حسب المصادر، فإن المقاومة أعدّت العدة لحرب طويلة، وهي تتوقع، حسب بعض المعطيات، أن لا تنسحب هدنة غزة بحال حصلت على الجبهة الجنوبية، لأن الإسرائيلي يسعى لضرب مبدأ وحدة الساحات، من خلال فصل الجبهة اللبنانية عن الجبهة الفلسطينية. وحتى ولو انعكست الهدنة بشكل نسبي، فإنه من المتوقع استمرار الحرب. ومن هنا تُقرأ الهجمات الإسرائيلية على منطقة القصير التي تعتبر حسب الإسرائيلي ممراً لأسلحة المقاومة، كاشفة أن الشاحنتين المستهدفتين في تلك المنطقة كانتا غير محملتين بالذخائر.
مشروع مشبوه
بالتزامن مع بدء تطبيق هذه الخطة الاسرائيلية، برز في بعض قرى شمال نهر الليطاني مشروع مشبوه لتثبيت النازحين الجنوبيين في هذه القرى. إذ عممت إحدى البلديات منذ أيام خبراً يقول: "أهالي بلدتنا الكرام، (سنموّل) كل من عنده منزل "على العظم" (غير مكتمل) وبحاجة لتركيب ألومنيوم وأبواب وكهرباء ومستلزمات صحية، وذلك مقابل تسكين نازحين بسبب الحرب. ومن تنطبق عليه هذه المواصفات عليه التسجيل في البلدية، شرط أن يكون معه رخصة تنظيم مدني أو تصريح بلدية".
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "المدن" فإن هذا المشروع، ممول من منظمات أجنبية، تُريد تقديم مبلغ لمن يمتلك المواصفات أعلاه يصل إلى حدود 15 ألف دولار أميركي، من أجل إنهاء المنزل، بشرط إسكان نازحين من الحرب. وهو ما يعني التمهيد لإقامة طويلة.
حسب معلومات "المدن"، تلقفت أكثر من بلدية في قضاء صور هذا المشروع في البداية، وبادرت إلى تسجيل الأسماء ورفعها لاتحاد البلديات، ولو أن بعض من تحدثت معهم "المدن" لم يكن لديهم كامل المعطيات حول المشروع، فالاتحاد أبلغهم وهم بدأوا التنفيذ. ولكن بعد فترة علمت "المدن" أنه تم الطلب من البلديات عدم التعاون بالمطلق بسبب الأهداف المشبوهة.
وللمفارقة، تكشف مصادر في اتحاد بلديات صور أن الاتحاد غير معنيّ بهذا المشروع أيضاً، وبذلك يكون الاتحاد قد سحب يده. فهل سحب اليد يأتي في سياق ضبابية المشروع وأهدافه؟
المصدر: المدن
2024-03-03 || 15:24