"لقد أرادوا إذلالنا".. أسيرات من القطاع يتحدثن عن التنكيل بهن
وكالة أسوشيتد برس تنشر شهادات لأسيرات فلسطينيات من قطاع غزة، تحدثن عن التعذيب الذي تعرضن له في منشآت عسكرية إسرائيلية، بعدما اعتقلهن الجيش الإسرائيلي ضمن حملات اعتقال المدنيين والمدنيات في هجومه البري على القطاع.
نشرت وكالة أسوشيتد برس، السبت 02.03.2024، شهادات لأسيرات فلسطينيات من قطاع غزة، تحدثن عن التعذيب الذي تعرضن له في منشآت عسكرية إسرائيلية، بعدما اعتقلهن الجيش الإسرائيلي ضمن حملات اعتقال المدنيين والمدنيات في هجومه البري على قطاع غزة.
نبيلة (39 سنة)، سيدة من غزة اعتقلها الجيش من مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وفي لحظة اعتقالها، انتزعتها القوات من طفلتها (13 سنة) وطفلها (4 سنوات) ووضعتها في شاحنة متجهة إلى منشأة عسكرية في جنوب قطاع غزة.
وبحسب مجموعة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية، فإن المعتقلين من غزة يوضعون أولاً في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية.
قالت نبيلة في شهادتها لوكالة أسوشيتد برس: "كان الجنود قساة للغاية، ضربونا وصرخوا علينا باللغة العبرية، وإذا رفعنا رؤوسنا أو نطقنا بأي كلمة، كانوا يضربوننا على رؤوسنا".
وأضافت: "لقد كنا نتجمد من البرد وأجبرنا على البقاء على ركبنا على الأرض (..) أرادوا إذلالنا. لقد تم تقييد أيدينا وعصب أعيننا وتقييد أقدامنا بالسلاسل"، مؤكدة أنها تعرضت لعمليات تفتيش متكررة واستجواب تحت تهديد السلاح.
وأوضحت، أن المحققين سألوها عن علاقتها بحماس ومعرفتها بشبكة الأنفاق الواسعة للمقاومة فأصرت أنها لا تعلم شيئاً، وقالت للمحققين إنها ربة منزل وزوجها يعمل لدى السلطة الفلسطينية.
بقيت نبيلة في مكان مجهول في جنوب فلسطين، وخلال ذلك لم تتمكن من الاستحمام أو الحصول على مستلزمات الحيض أو لوازم الاستحمام، وكان الطعام شحيحاً، وفي إحدى المرات، تقول نبيلة إن الجنود ألقوا جبات الطعام على الأرض وطلبوا من المعتقلين تناول الطعام عن الأرض.
وبحسب تقرير أسوشيتد برس فإن نبيلة لدى وصولها إلى سجن الدامون التقت بأسيرات من الضفة الغربية، حيث حظيت بمعاملة جيدة من الأسيرات، واستطاعت الاغتسال بماء دافئ.
وأفادت نبيلة أنها في إحدى جولات التحقيق تعرضت لضرب ترك كدمات على وجهها، وعندما أخذت تبكي، قال لها المحقق: "لا تبكي، أنت تعيشين هنا أفضل من غزة". وبعد شهر ونصف من اعتقالها، أفرجت إسرائيل عن نبيلة مع حوالي 20 أسيرة أخرى، وتم نقلهن بالحافلات إلى أحد المعابر مع قطاع غزة، ليتوجهن إلى رفح.
ونقلت أسوشيتد برس شهادة سيدة أخرى من غزة تعرضت للاعتقال لدى إسرائيل، إذ قالت إنها أثناء الفحص الطبي قبل نقلها إلى سجن الدامون، أمرها الجنود بتقبيل العلم الإسرائيلي، وعندما رفضت، "أمسكها جندي من شعرها وحطم وجهها بالحائط" وفق تعبيرها.
فيما قال أسير آخر إن الحراس تبولوا عليه في سجن "كتسيعوت"، وشهد عمليات تفتيش عاري أجبر فيها الحراس المعتقلين العراة على الوقوف بالقرب من بعضهم البعض، وأدخلوا أجهزة تفتيش في أردافهم.
وأشارت أسوشيتد برس إلى تقرير منظمة حقوقية إسرائيلية وصفت فيه السجون الإسرائيلية بأنها "جهاز للقصاص والانتقام"، وأكدت "منح الجنود حرية التصرف بالطريقة التي يرونها مناسبة".
وبيّن تقرير أسوشيتد برس أنه في بداية الحرب، دخلت السجون في وضع "الإغلاق"، حيث حُبِسَ المعتقلون في زنازينهم لمدة أسبوعين وأوقف الجيش حق الاتصالات الهاتفية، كما تم فصل الماء والكهرباء في بعض الأقسام، ما أغرق الأقسام في الظلام وجعل دورات المياه غير صالحة للاستعمال.
وأكدت أن المعتقلين من غزة يحتجزون وفقاً لقانون "المقاتلين غير الشرعيين" الذي يسمح باحتجاز المعتقلين لمدة 45 يوماً بدون تهمة أو محاكمة، ويحرم المعتقلين من حقهم في المعاملة كأسرى حرب.
وقالت منظمة "هيموكيد" الحقوقية الإسرائيلية إن 600 شخص من غزة محتجزون كمقاتلين غير شرعيين في السجون الإسرائيلية، ويعتقد أن هناك الكثير من المحتجزين الآخرين في منشآت عسكرية.
وأظهرت وثيقة رسمية حصلت عليها "أسوشيتد برس"، أن معتقلي غزة الذين ينقلون للعلاج في منشأة "سدي تيمان" يبقون مقيدي اليدين ومعصوبي العينين، كما تبقى أسماء الطاقم الطبي مجهولة بداعي "الحفاظ على سلامتهم".
يُذكر أن خبراء في الأمم المتحدة أكدوا في تقرير مؤخراً أن أسيرات من غزة تعرضن للاغتصاب واعتداءات أخرى أثناء اعتقالهن، من بينها التحرش والتهديد بالاغتصاب. بينما تؤكد هيئة الأسرى ونادي الأسير أن الجيش يواصل ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحق مئات الأسرى من غزة، إذ يحرمهم من لقاء المحامي أو طواقم الصليب الأحمر.
المصدر: الترا فلسطين
2024-03-02 || 21:47