عند الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، تلتهب الطبقات السطحية من بطانة الأمعاء الغليظة (الغشاء المخاطي)، علما بأن الأمعاء الغليظة تسمى أيضا بالقولون. وتؤدي الالتهابات إلى تقرحات بالقولون، وعادة ما يكون المرض مزمنا. ويمكن أن تختلف حدته وأعراضه بشكل كبير.
وبحسب موقع "تي أونلاين" الصحفي الألماني، التابع لشركة "تليكوم" للاتصالات فإن الأعراض المصاحبة لالتهاب القولون التقرحي (Colitis ulcerosa)، تأتي على مراحل لدى غالبية المصابين.
وتؤثر أعراض التهاب القولون التقرحي في المقام الأول على الأمعاء. ومع ذلك، يمكن أن يرتبط المرض أيضًا ببعض الآثار الجانبية في أعضاء الجسم أخرى مثل الجلد أو العينين أو القنوات الصفراوية.
في بداية المرض، عادةً ما يكون القسم الأخير من القولون ملتهبًا: المستقيم. ومن هناك ينتشر الالتهاب إلى أجزاء أخرى من القولون. وفي حالات فردية يمكن أن تنتشر الالتهابات في آخر 10 إلى 20 سم من الأمعاء الدقيقة، وهنا يتحدث الخبراء عن "التهاب اللفائفي العكسي".
أعراض التهاب القولون التقرحي
يقول موقع "تي أونلاين" إنه غالبًا ما تأتي الأعراض المصاحبة للمرض على مراحل كما أن عدد النوبات الناتجة عن الإصابة به ومدى شدتها تختلف من شخص لآخر.
ولا يعاني بعض المرضى من أي انتفاخات مميزة، وهي الأعراض الأكثر ديمومة. وهذا هو حال 5% تقريبا من المصابين ومن الممكن أيضًا أن يعاني المصابون من نوبة واحدة ثم يبقون خاليين من الأعراض لفترة أطول من الوقت.
والأعراض المميزة لالتهاب القولون التقرحي هي في المقام الأول إسهال دموي أو مخاطي. يعتمد عدد مرات حدوث الإسهال، من بين أمور أخرى، على مدى نشاط الالتهاب. وغالبًا ما يعاني المصابون أيضًا من آلام في البطن، والتي تؤثر في كثير من الحالات على الجزء السفلي الأيسر من البطن. وتشمل الأعراض الممكنة الأخرى لالتهاب القولون التقرحي ما يلي: الرغبة المستمرة في التبرز، حُمى، الضعف والإرهاق فقدان الشهية، الانتفاخ أو الشعور بالانتفاخ.
واعتمادًا على شدتها، يمكن أن تحدث أعراض أخرى أيضًا، مثل عدم انتظام دقات القلب وفقدان الوزن. ويمكن أيضًا تعطيل النمو وزيادة الوزن الطبيعي لدى الأطفال والمراهقين. ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن وفقدان الدم الشديد في كثير من الأحيان إلى نقص الحديد. والأعراض المحتملة هي الشحوب والتعب وانخفاض الأداء.
وهناك أيضا آثار جانبية محتملة خارج الأمعاء، يبدو أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمرض التهاب الأمعاء، ويمكن أن يتأثر كل عضو تقريبًا لكن أهمها الكبد والقنوات الصفراوية، الجلد، العيون أو المفاصل.
أسباب التهاب القولون التقرحي
الأسباب غير معروفة بالضبط. ومع ذلك، من المفترض وجود تفاعل معقد من عوامل مختلفة. وتشمل هذه الاستعداد الوراثي، ومسببات الحساسية الغذائية، واضطرابات الجهاز المناعي للجسم، والعدوى، والميكروبات والجراثيم المعوية وعوامل بيئية أخرى، بحسب موقع "innoval" الألماني.
علاج التهاب القولون التقرحي
يعتمد علاج مريض التهاب القولون التقرحي على حالته وشدة الالتهاب وكيفية انتشار المرض. فمثلا المريض، الذي يتأثر فقط في المستقيم والذي يعاني من أعراض خفيفة، سيتم التعامل معه بشكل مختلف عن مريض التهاب القولون الذي يعاني في كثير من الأحيان من نوبات آلام شديدة في جميع أنحاء الأمعاء، بحسب موقع " internisten-im-net" الألماني.
وهناك علاج دوائي وعلاج غير دوائي. والعلاج الدوائي يعتمد على أدوية في شكل أقراص وإن لم يتسحن المريض يأخذها عن طريق الوريد، وكذلك أخذ مثبطات للمناعة لتخفيف الآلام لكن ذلك يحمل في طياته مخاطر تعرض المريض لعدوى. وقد يتطلب الأمر إجراء جراحة لإزالة القولون وتوصيل الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج.
ومن العلاج غير الدوائي، هناك اللجوء إلى مستشار تغذية لمعرفة الأطعمة المناسبة للمريض والمضرة له، وهناك أيضا العلاج النفسي للمريض لكي يحسن التعامل مع ما يواجهه بسبب المرض، مثل حالات الإسهال المتكرر ونوبات الألم الشديدة، بحسب موقع " internisten-im-net" الألماني.
بالتعاون مع دويتشه فيله